الأحد 12 مايو / مايو 2024

محمد بن سلمان يغادر قطر.. الدوحة والرياض "عازمتان" على تعزيز التعاون

محمد بن سلمان يغادر قطر.. الدوحة والرياض "عازمتان" على تعزيز التعاون

Changed

تأتي زيارة ولي العهد السعودي إلى الدوحة في سياق جولة يجريها لدول الخليج (قنا)
تأتي زيارة ولي العهد السعودي إلى الدوحة في سياق جولة يجريها لدول الخليج (قنا)
ركّز الطرفان السعودي والقطري على أهمية التنسيق والتشاور إزاء التطورات في المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

أكدت دولة قطر والمملكة العربية السعودية عزمهما تعزيز التعاون تجاه جميع القضايا السياسية والسعي لبلورة مواقف مشتركة "تحفظ للبلدين الشقيقين أمنهما واستقرارهما"، وفقًا للبيان المشترك الذي صدر اليوم الخميس في ختام زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى دولة قطر والتي استمرت يومين. 

ووصل وليّ العهد السعودي، مساء أمس الأربعاء، إلى العاصمة القطرية الدوحة، في أول زيارة رسمية له منذ المصالحة الخليجية التي جرت في قمّة العلا بالمملكة. وأتت زيارة بن سلمان إلى الدوحة في سياق جولة يقوم بها على دول الخليج، بدأها من سلطنة عُمان والإمارات، على أن تشمل لاحقًا البحرين والكويت.

وخلال مباحثات بين أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والأمير محمد بن سلمان، تم استعراض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وبحث الجانبان الفرص المتاحة في البلدين في شتى المجالات السياسية، والعسكرية، والأمنية، والاقتصادية، والثقافية، والرياضية، والبيئة وغيرها.

وركّز الطرفان على أهمية استمرار التنسيق والتشاور إزاء التطورات والمستجدات في المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف وبما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في البلدين والمنطقة.

اجتماع مجلس التنسيق السعودي القطري

كما عُقد الاجتماع السادس لمجلس التنسيق السعودي القطري، برئاسة مشتركة من قبل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والأمير محمد بن سلمان.

وخلال الاجتماع عبّر أمير دولة قطر عن سعادته بزيارة بن سلمان التي "تؤطر لعلاقات ثنائية متميزة وتدفع بها لآفاق أرحب في جميع المجالات". ونوّه "بما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان من حرص واهتمام بتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين". 

وعبر الطرفان عن ارتياحهما حيال ما تم إنجازه خلال اجتماع الدورة السادسة للمجلس تحقيقًا لأهدافه المنشودة.

التعاون الأمني والاقتصادي

وفي الشأن الأمني والعسكري، أعرب الجانبان عن ارتياحهما للتعاون العسكري بين البلدين، وأكدا استمرار التعاون في هذا المجال وتعزيز تبادل المعلومات والزيارات والتدريبات المشتركة والاستفادة من الخبرات في المجالات التخصصية، وتبادل الابتعاث للكليات والأكاديميات العسكرية في البلدين، وتفعيل الاتفاقيات الأمنية الموقعة بينهما، بحسب البيان.

وفي الشأن الاقتصادي والتجاري، أكد الجانبان عزمهما على تطوير أوجه التعاون القائمة والعمل على زيادة حجم التجارة البينية، وتسهيل تدفق الحركة التجارية والاستفادة من الفرص الاقتصادية والتجارية والصناعية، بما يسهم في تمكين القطاع الخاص للدفع بالتبادل التجاري بين البلدين.

كما اتفق الجانبان على تعزيز سبل التعاون حول سياسات المناخ الدولية، والتعاون على تنفيذ مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقها بن سلمان، والتعاون حول تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون، والسعي إلى إنشاء مجمع إقليمي لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، للإسهام في معالجة الانبعاثات الكربونية بطريقة مستدامة اقتصاديًا، إضافة إلى التعاون في مجالات كفاءة الطاقة، والطاقة المتجددة، والتقنيات النظيفة للموارد الهيدروكربونية، وتطوير المشروعات ذات العلاقة بهذه المجالات، للإسهام في استدامة الطلب على إمدادات الطاقة عالميًا.

كذلك، أعرب الجانب السعودي عن تقديره لدعم قطر مبادرات الشرق الأوسط الأخضر المهمة وإعلانها زرع مليون شجرة قبل بطولة كأس العالم 2022، وزراعة 10 ملايين شجرة بحلول 2030.

وشدّد الجانبان على أهمية تعزيز استفادة البلدين من الربط الكهربائي، وتعظيم الاستفادة من المحتوى المحلي في مشاريع قطاعات الطاقة، وتشجيع الشراء من المنتجات المصنعة في البلدين وتبادل الخبرات.

تمكين فرص التكامل الاستثماري

كما أكدا تمكين فرص التكامل الاستثماري بين البلدين وتعزيزها في قطاعات النقل الجوي والاتصالات وتقنية المعلومات، والاستفادة من الفرص المتعلقة بمشاريع البنى التحتية والمناطق الحرة واللوجستية، والغاز والطاقة، والحوافز الممنوحة لقطاع الأعمال في البلدين وخصوصًا خلال فترة استضافة دولة قطر لكأس العالم 2022 وبما يسهم في إنجاح هذه الفعالية الكبرى ويحقق رؤيتي البلدين 2030.

وفي الشأنين الثقافي والاجتماعي، اتفق الجانبان على ضرورة تنسيق الجهود في سبيل إبراز الصورة الإيجابية لمواطني البلدين وبالأخص فئة الشباب، وأكدا تعزيز الجهود المشتركة في استضافة الفعاليات المحلية والدولية.

الالتزام باتفاق العُلا

وأكد الجانبان على مضامين إعلان العُلا الصادر في 5 يناير/ كانون الثاني 2021، واستعرضا رؤية الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود التي أقرها المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته (36) في ديسمبر/ كانون الأول 2015.

تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي

وأكدّا دعمهما لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، وأهمية التوصل إلى تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما أكدا أهمية تضافر الجهود الدولية في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.

اليمن والعراق والسودان

كما أشاد الجانبان بتوافق وجهات نظرهما حول مواصلة جهودهما لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، يقوم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216). ونوه الجانب القطري بمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني.

ورحب الجانبان بنجاح العملية الانتخابية في العراق، وأعربا عن تمنياتهما بتشكيل حكومة عراقية تستمر في العمل من أجل أمن واستقرار العراق وتنميته.

كذلك رحب الجانبان بما توصلت إليه أطراف المرحلة الانتقالية في السودان من تفاهمات، وأكدا استمرار دعمهما لكل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في السودان، وتمنياتهما للسودان وشعبه بالاستقرار والازدهار.

لبنان وسوريا وليبيا

وفي الشأن اللبناني، أكد الجانبان أهمية إجراء إصلاحات شاملة تضمن تجاوز لبنان لأزماته، وألاّ يكون لبنان منطلقَا لأي أعمال تزعزع أمن واستقرار المنطقة أو ممرًا لتجارة المخدرات.

وفي الملف السوري، أكد الجانبان أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة في سوريا وفقاً لإعلان جنيف (1)، وقرار مجلس الأمن رقم (2254) لإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب السوري، والحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، ودعم جهود المبعوث الأممي الخاص بسوريا.

وفي الشأن الليبي، أكدا أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية وفق قرارات الشرعية الدولية وبما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.

الملف الأفغاني

كما اتفق الجانبان على ضرورة دعم الأمن والاستقرار في أفغانستان وعدم السماح بوجود ملاذات آمنة للإرهابيين والمتطرفين فيها، وأكدا ضرورة استمرار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وعبّر الجانبان عن أهمية دعم جهود الإغاثة والأعمال الإنسانية في أفغانستان.

وأشاد الجانب السعودي بجهود الوساطة التي قامت بها دولة قطر لتحقيق السلام في أفغانستان ودورها الحيوي في عمليات إجلاء المواطنين الأجانب وإعادة تشغيل مطار كابل.

ومن جانبه، ثمّن الجانب القطري دعوة المملكة لاجتماع وزاري استثنائي لدول منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة الوضع في أفغانستان الذي سيُعقد في باكستان في 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري. 

الملف النووي

وأكّد الجانبان القطري والسعودي على أهمية التعاون والتعامل بشكل جدّي وفعال مع الملف النووي والصاروخي لإيران بجميع مكوناته وتداعياته بما يُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وتأكيد مبادئ حُسن الجوار واحترام القرارات الأممية والشرعية الدولية، وتجنيب المنطقة كافة الأنشطة المزعزعة للاستقرار.

كما أثنى الجانبان على جهودهما في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله، وعلى جهودهما المشتركة في إطار عمل المركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب، ومقره الرياض.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close