الخميس 2 مايو / مايو 2024

مخاطبة العالم بلغته.. ما هي "الأدوات الناعمة" في غزة لمواجهة الحصار؟

مخاطبة العالم بلغته.. ما هي "الأدوات الناعمة" في غزة لمواجهة الحصار؟

Changed

تقرير ضمن "صباح جديد" عن النشاطات السلمية في غزة لمواجهة الاحتلال (الصورة: غيتي)
تكمن أهمية هذه الأنشطة في رفدها بشكل غير مباشر الجانب السياسي الذي بات يشهد انسدادًا كبيرًا، إضافة إلى إضاءتها على القضية الفلسطينية إنسانيًا وثقافيًا.

بدأ عدد من النشطاء في غزة باستخدام اللغات الأجنبية لإيصال صورة معاناة الفلسطينيين في القطاع المحاصر، ضمن خطط تعتمد على توثيق الواقع الحياتي لهم. 

وتقول الناشطة الفلسطينية في القطاع، روان الشوا، في حديث إلى "العربي": "نحاول أن نسلط الضوء على واقعنا، عبر استخدام اللغة الأجنبية، ليعرف العالم مدى تمتع غزة بالمواهب والكفاءات، التي تستحق كل الاهتمام". 

ويعمل الفريق بإمكانيات مادية محدودة، ويغلب على عملهم المبادرات التطوعية بالدرجة الأولى، إذ تمثل هذه الأنشطة السلمية نمطًا من أنماط المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، وسط آمال عريضة في أن تسهم تلك الأنشطة بخلق رأي عام دولي مساند للقضية الفلسطينية.

لغة يفهمها الرأي العام الدولي

في هذا السياق، عمل الأكاديمي الفلسطيني زياد مدوخ، المتقن للغة الفرنسية منذ أكثر من 15 عامًا، على مخاطبة صناع القرار من المؤثرين الأوروبيين بشكل مستمر، وبلغة يفهمها الرأي العام الدولي.

ويؤكد مدوخ لـ"العربي" أن القضية الفلسطينية هي قضية "عدالة" قبل كل شيء، مضيفًا: "بعيدًا عن السياسة، أحاول التركيز على الحصار الذي يعانيه القطاع، والذي يطالب الآلاف من الذين تواصلت معهم، بمعلومات إضافية عن الظروف التي نعانيها في ظله".

وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ أكثر من 15 عامًا، وسط ظروف إنسانية صعبة يعيشها سكانه، واعتداءات عسكرية مستمرة تسببت بمقتل الآلاف منهم، وتدمير مستمر للبنية التحتية والبيوت، وحتى المستشفيات.

مناهضة التطبيع

وتتعدد الأنشطة السلمية المناهضة للاحتلال، كالتوعية من مخاطر التطبيع، إذ يقود الشاب كامل مسلم فريقًا شبابيًا لمقاومة هذه الظاهرة، ومحاولة إعادة البوصلة إلى مسارها الصحيح.

ويعتبر الناشط الفلسطيني في حديث إلى "العربي"، أن الأدوات التي يستخدمها في مناهضة التطبيع تعتبر من الأدوات "الناعمة واللاعنفية"، تهدف إلى التوعية من مخاطر التطبيع من خلال الملصقات، والمنشورات، إضافة للحملات الإلكترونية.

ويضيف مسلم: "نحن نسعى بذلك إلى التماس الوعي العربي والفلسطيني، وما تبقى من الوعي الإسلامي، الذي بدأ ينخدش مع مرور الزمن، ونهدف لإعادة البوصلة التي انحرفت قليلًا، نحو القضية الفلسطينية والقدس".

شارع واعٍ يواجه التضليل

ويلجأ فريق عمل مناهضة التطبيع إلى الشارع باستمرار، باعتباره واحدًا من الأماكن المستهدفة في عملهم، بهدف التنبيه من مخاطر المنتجات الإسرائيلية، وتعزيز مقاطعتها بكل الطرق والوسائل. 

ويقول عبد الله السوسي، أحد المتطوعين في حملة تعزيز مقاطعة البضائع الإسرائيلية، لـ"العربي": "إن الشارع الفلسطيني هو شارع يعي تمامًا مخاطر اختراق التطبيع له، وما نفعله بمثابة الضربة الاستباقية لتلك الظاهرة، التي تلقى تعاونًا تامًا من ذلك الشارع، المدرك لأهمية أهداف حملتنا". 

وتكمن أهمية هذه الأنشطة اليوم في رفدها بشكل غير مباشر الجانب السياسي الذي بات يشهد انسدادًا كبيرًا، إضافة إلى إضاءتها على القضية الفلسطينية إنسانيًا وثقافيًا، في ظلّ التعتيم أو التضليل الذي يمارسه الاحتلال، ووسائل الإعلام التي تدور في فلكه.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close