تظهر مدينة ماريوبول الأوكرانية التي تطل على بحر آزوف، هادئة تعيش في سلام، لكنها قريبة من خط المواجهة بما يكفي ليُسمع هدير الحرب.
وعلى تخومها لا تهدأ الاشتباكات على طول خطوط التماس بين الانفصاليين والجيش الأوكراني الذي يدفع باستمرار بتعزيزات عسكرية إلى حوض دونباس.
وفي المدينة التي يخشى سكانها من عودة أصوات الحرب وعودة صوت المعارك إلى شوارعها يُخفي الموالون لروسيا ولاءهم.
والقوميون الأوكرانيون لا يجاهرون أيضًا بدعمهم للجيش الوطني خشية أن يعود الانفصاليون الموالون لروسيا إلى المدينة مجددًا. وقد يحصل أن يتعقبوهم كما حصل قبل أن يستعيد الجيش الأوكراني المدينة.
وفي قلب ورشات سرية يعكف متطوعون على نسج ستائر التمويه العسكري لتغطية معدات الجيش الأوكراني ومواقعهم المتقدمة على طول جبهات القتال. ومن مخلفات مصانع النسيج يقوم المتطوعون باختيار ألوان الأقمشة التي تتناسب مع جغرافية ومناخ حوض دونباس بغابتها وشتائه القاسي.
ويقول فاليري أفيريانوف وهو مدير مشغل لتصنيع معدات التمويه لـ"العربي" إن هذه الظروف ومخاوف عودة الحرب وحدتهم في مواجهة العملاء "ومن واجبنا دعم الجيش الذي يواجههم عبر توفير وسائل تحميهم من أعين العدو".
ويشير إلى أن تساقط الثلوج في هذا الوقت من السنة سيعمل على إخفاء ألوان الأقمشة الداكنة التي يصنعونها.