شهدت أسعار اللحوم في ليبيا ارتفاعًا غير مسبوق، ليتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد 10 دولارات بعدما كان سابقًا بـ 5 دولارات، في ظل مطالبات بمقاطعة الشراء إلى حين انخفاض الأسعار.
وساد ركود في متاجر بيع اللحوم في العاصمة طرابلس، بسبب موجة ارتفاع جنونية طالت واحدة من أكثر السلع اليومية طلبًا لدى الليبيين.
استهلاك كبير للحوم
ويعاني سوق اللحوم من مصاعب سواء من ارتفاع أسعار الأعلاف، فضلًا عن قلة الاستيراد من إسبانيا، وهذا ما قد يؤدي لارتفاع الأسعار.
وفي هذا الإطار، شدد نائب رئيس اتحاد جمعيات حماية المستهلك أحمد الكردي لـ "العربي" على ضرورة وجود وعي كافٍ لدى المستهلك لعدم القيام بالشراء العشوائي وبكميات كبيرة مما يزيد أسعار اللحوم.
وتحتل ليبيا المرتبة السادسة في استهلاك اللحوم عربيًا، حيث يبلغ متوسط استهلاك الفرد الواحد نحو 34 كيلوغرامًا سنويًا، في حين تقدر أعداد الثروة الحيوانية في البلاد بنحو 6 ملايين رأس بمختلف أنواعها، فيما تستورد 800 ألف رأس من الخارج.
احتكار المربين
وفي هذا الإطار، قال الخبير الاقتصادي مختار الجديد: إن اللحوم في ليبيا تتنوع بين أغنام محلية وهي الرقم واحد للاستهلاك في السوق المحلي، ثم الأغنام المستوردة غالبًا من إسبانيا ثم تأتي لحوم الأبقار والدواجن والأسماك.
وأضاف في حديث إلى "العربي" من مصراتة، أن ارتفاع الأسعار يرتبط بالدرجة الأولى بلحوم الاغنام المحلية وهو الأفضل على مستوى الجودة والأكثر طلبًا.
واعتبر الجديد، أن أسعار الأعلاف انخفضت حاليًا ما يعني تراجع الكلفة بالنسبة للمربين، ويمكن الاعتماد على المراعي الطبيعية، لكنه لفت إلى أن المربين يحجمون عن بيع الأغنام المحلية مما أدى إلى ارتفاع الأسعار، وخاصة أن أسعار اللحوم العالمية في انخفاض.
ومضى يقول: "إن المشكلة موجودة في عدد من الدول العربية كالمغرب والجزائر وسوريا، حيث يحجم المربون عن البيع مما يعني نقص المعروض في السوق وبالتالي ارتفاع السعر".
ونوه الجديد، إلى أن "تناول اللحوم هو ثقافة مجتمع حيث يعتبر الليبيون اللحم من الضروريات وليس من الكماليات، وبالتالي من الصعب التخلي عنها، لذلك فإن مقاطعة السلع لا تلقى استجابة كونها لا تمس عقائد المجتمع".