الأحد 13 أكتوبر / October 2024

معاناة مسلمي الروهينغيا.. بنغلادش تقول إنها "غير ملزَمة" بإيوائهم

معاناة مسلمي الروهينغيا.. بنغلادش تقول إنها "غير ملزَمة" بإيوائهم

شارك القصة

الروهينغيا بنغلادش
يُغري مهربو البشر لاجئي الروهينغيا بوعود بالعمل في دول جنوب شرق آسيا مثل ماليزيا (غيتي)
رغم أن الهند زوّدت اللاجئين بالطعام والشراب، فإنها لا تعتزم نقلهم إلى أراضيها، فيما تتوقع بنغلادش من الهند، وهي أقرب دولة، أو ميانمار، وطن الروهينغيا، قبولهم.

اعتبر وزير خارجية بنغلادش أبو الكلام عبد المؤمن أن بلاده "ليست ملزَمة" بإيواء 81 لاجئًا من مسلمي الروهينغيا انجرف قاربهم منذ نحو أسبوعين في بحر أندامان، وتعكف الهند على تقديم يد العون لهم الآن.

وكان مسؤولون هنود قالوا أمس الجمعة: إن خفر السواحل الهندي عثر على ناجين، بينما لقي ثمانية حتفهم على متن قارب صيد، وإنهم يحاولون ترتيب نقلهم إلى بنغلادش. 

ورغم أن الهند زوّدت اللاجئين بالطعام والشراب، فإنها لا تعتزم نقلهم إلى أراضيها.

لكن عبد المؤمن لفت في حديث إلى وكالة "رويترز" في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، إلى أن بنغلادش تتوقع من الهند، وهي أقرب دولة، أو ميانمار، وطن الروهينغيا، قبولهم.

وأضاف متحدثًا من الولايات المتحدة: "ليسوا من مواطني بنغلادش، هم في الواقع من مواطني ميانمار. تم العثور عليهم على بعد 1700 كيلومتر من مياه بنغلادش، وبالتالي ليس علينا أي التزام بأخذهم".

وقال: "لقد كانوا على بعد 147 كيلومترًا من الأراضي الهندية، وعلى بعد 324 كيلومترًا من ميانمار"، معتبرًا أنه يتعين على دول ومنظمات أخرى رعاية هؤلاء اللاجئين.

والهند ليست من الدول الموقعة على اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، والتي تنص على حقوق اللاجئين ومسؤوليات الدول فيما يتعلق بحمايتهم. كما أنه ليس لديها قانون يحمي اللاجئين، رغم أنها تستضيف حاليًا ما يزيد على 200 ألف لاجئ بعضهم من الروهينغيا.

ويعيش ما يربو على مليون لاجئ من الروهينغيا من ميانمار ذات الأغلبية البوذية في مخيمات مكتظة في بنغلادش ذات الغالبية المسلمة، منهم عشرات الألوف الذين فروا بعد أن شن جيش ميانمار حملة قمع دامية في عام 2017.

وفي أحيان كثيرة، يُغري مهربو البشر لاجئي الروهينغيا بوعود بالعمل في دول جنوب شرق آسيا مثل ماليزيا.

ودقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ناقوس الخطر فيما يتعلق بهذا القارب الأسبوع الماضي.

لا التزام حول قارب اللاجئين الروهينغيا

وانجرف قارب اللاجئين في المياه الدولية بعد مغادرة جنوب بنغلادش يوم 11 فبراير/ شباط على أمل الوصول إلى ماليزيا.

ويتلقى ركابه اليوم السبت مساعدات من الهند، بينما يُجري مسؤولون محادثات لإعادتهم إلى بنغلادش.

وكان القارب، الذي أبحر من مخيم كوكس بازار الضخم للاجئين، يحمل 56 امرأة وثماني فتيات و21 رجلًا وخمسة صبية.

وكان العديد من الناجين، وفقًا لمسؤولين هنود، في حالة إعياء ويعانون من الجفاف الشديد بعد أن نفد الطعام والماء إثر تعطل محرك القارب بعد أربعة أيام من بدء رحلتهم.

وتساءل عبد المؤمن: "هل تعهدت بنغلادش بالتزام عالمي وبتحمل المسؤولية عن استقبال جميع الروهينغيا أو راكبي القوارب القادمين من أنحاء العالم؟". وأردف قائلًا: "لا، على الإطلاق".

ورأى أن على مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تحمل المسؤولية، لأن نحو 47 لاجئًا على متن هذا القارب يحملون بطاقات هوية من مكتب المفوضية في بنغلادش تفيد بأنهم مواطنون نازحون من ميانمار.

وتساءل: "إذا كانوا يحملون بطاقات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فلماذا تسمح للمهربين بأخذ حاملي بطاقاتها ليكونوا في مهب الريح بأعالي البحار مما يفضي بهم للموت؟".

بنغلادش تنقل اللاجئين الروهينغيا إلى جزيرة نائية

يُذكر أن السلطات البنغلادشية نقلت أخيرًا 3000 من اللاجئين الروهينغيا إلى جزيرة نائية في خليج البنغال، ليرتفع عدد الذين تم نقلهم إلى موقع الإقامة الجديد إلى أكثر من 10 آلاف شخص.

وفيما أشار نائب مفوض اللاجئين في بنغلادش محمد شمس الدجى لوكالة "فرانس برس" إلى أن الروهينغيا انتقلوا إلى الجزيرة "من تلقاء نفسهم وبمحض إراداتهم"، قال نشطاء: ليس جميع اللاجئين غادروا طوعًا.

وأوضح منتقدو هذه الخطوة أن الجزيرة عرضة للفيضانات والأعاصير القاتلة.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close