أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أنّ القوات الأميركية والحليفة في سوريا استُهدفت بالصواريخ الإثنين، بعد يوم من هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة "برج 22" اللوجستية في شمال شرق الأردن قرب الحدود السورية، أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين.
وتُواجه القوات الأميركية في العراق وسوريا تصاعدًا في وتيرة الهجمات منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول عقب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وأعلنت جماعات مسلحة مدعومة من إيران ومعارضة للدعم الأميركي لإسرائيل في الحرب على غزة، مسؤوليتها عن العديد من هذه الهجمات.
وقال المسؤول العسكري الأميركي الذي طلب عدم كشف هويته: "أُطلقت عدة صواريخ على القوات الأميركية وقوات التحالف في قاعدة الشدّادي في شمال شرق سوريا. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار في البنى التحتية".
ووفقًا للمسؤول العسكري، تعرّضت الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي لمحاربة "تنظيم الدولة" لـ165 هجومًا على الأقل منذ منتصف أكتوبر، من بينهم 66 في العراق و98 في سوريا ومرة في الأردن.
ارتفاع عدد الجرحى
وتعهّد البيت الأبيض الإثنين "بالرد بالطريقة الملائمة" على الهجوم الذي وقع في الأردن، متّهمًا فصائل مدعومة من إيران بالوقوف خلفه.
وأكد الناطق باسم البيت الأبيض جون كيربي، أنّ واشنطن "لا تسعى إلى حرب مع إيران"، دون أن يؤكد أو ينفي ما إذا كانت إدارة الرئيس جو بايدن تعتزم ضرب الأراضي الإيرانية بعد هجوم الأردن.
وقال كيربي: "شكّل هذا الهجوم تصعيدًا ولا تخطئوا بشأن ذلك، ويتطلب ردًا".
من جهته، لفت وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أن الرد على إيران قد يكون متعدد المستويات ويأتي على مراحل ويستمر لبعض الوقت.
وكان البنتاغون أعلن ارتفاع عدد العسكريين الأميركيين المصابين جراء الهجوم إلى أكثر من 40، لافتًا إلى أنه يحمل بصمات كتائب حزب الله العراقية.
كيف اخترقت المسيرة الدفاعات الدوية؟
ونفت إيران ضلوعها في الهجوم، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني في بيان إنّ "الجمهورية الإسلامية لا تريد أن يتوسّع الصراع في الشرق الأوسط".
في غضون ذلك، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "سبب الفشل في التصدّي للهجوم على القاعدة في الأردن يتمثل في أنّ منظومة الدفاع الجوي اعتبرت المسيرة الانتحارية صديقة، خاصة مع اقتراب المسيرة المهاجمة من القاعدة بالتزامن مع عودة مسيّرة أميركية إلى القاعدة.
وأضاف المسؤولون: "عودة الطائرة المسيّرة الأميركية أدت إلى بعض الارتباك حول ما إذا كانت الطائرة المسيّرة التي تقترب صديقة أم معادية".
وفي ردود الفعل الغربية، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك: "نحن قلقون، وسنحث إيران على السعي لتهدئة التوتر في المنطقة"، مضيفًا أنّ بلاده تقف بقوة مع حلفائها لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة".
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن إدانتها الشديدة للهجوم، وقالت في بيان إن مثل هذه الهجمات "تُهدّد استقرار المنطقة برمتها، ولا بد من محاسبة مرتكبي الجرائم على أفعالهم".