Skip to main content

مع احتدام معارك الشرق.. روسيا تعلن فتح ممرات إنسانية في ماريوبول

الثلاثاء 19 أبريل 2022

بالتزامن مع إعلان روسيا بدء مرحلة جديدة من "عمليتها العسكرية الخاصة" التي تستهدف شرق أوكرانيا، أكد الجيش الروسي فتح ممر لإجلاء الجنود الأوكرانيين الموجودين في منطقة آزوفستال الصناعية في ميناء ماريوبول الإستراتيجي، بعد ساعات قليلة من دعوتهم إلى الاستسلام.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية، أنه "نظرًا للوضع الكارثي في مصنع آزوفستال للمعادن، فتحت القوات الروسية اعتبارًا من الساعة 14:00 بالتوقيت المحلي ممرًا للسماح بخروج جنود الجيش الأوكراني ومقاتلي التشكيلات القومية الذين ألقوا السلاح طوعًا"، موضحة أن وقفًا لإطلاق النار يسري في الموقع لتأمين عملية الإجلاء.

واعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن موسكو تسعى إلى "تحرير" شرق أوكرانيا، لكنه اتّهم الغرب بإطالة أمد العملية العسكرية عبر تزويد كييف بالأسلحة.

وتتّهم كييف بانتظام الروس بعدم احترام وقف إطلاق النار في الممرات الإنسانية، لكن من النادر أن تتخلى السلطات بالكامل عن قرار فتح ممرات إنسانية.

وتنظر روسيا إلى ماريوبول على أنها ورقة ضغط ضد أوكرانيا، بعدما أحكمت حصارها ضمن تكتيك عسكري اتبعته منذ انطلاق الهجوم فجر 24 فبراير/ شباط الماضي.

ومدينة ماريوبول الساحلية والإستراتيجية جنوب البلاد كان يعيش فيها 441 ألف نسمة، فيما لا يزال حوالي 100 ألف شخص - بحسب برنامج الأغذية - محاصرين من قبل الجيش الروسي، وبحسب السلطات الأوكرانية فإن القتال خلّف ما بين 20 ألفًا و22 ألف قتيل في ماريوبول.

وأمام تعثر عمليات فك الحصار عنها، أعلن الجيش الأوكراني، في 11 أبريل/ نيسان الجاري، أنه يستعد لخوض "معركة أخيرة" في ماريوبول على بحر آزوف، في الجنوب الشرقي.

وفي أول تصريح علني لشويغو منذ نهاية مارس/ آذار الماضي بثه التلفزيون، بعدما راج حديث عن تعرضه لوعكة صحية، بسبب ندرة ظهوره العلني، قال الوزير: "نطبّق تدريجيًا خطتنا الرامية لتحرير جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين"، في إشارة إلى المنطقتين اللتين يسيطر عليهما انفصاليون موالون لموسكو في شرق أوكرانيا.

واعترف فلاديمير بوتين باستقلال "جمهوريتي" دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في دونباس بشرق أوكرانيا قبل يوم من بدأ الهجوم فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، متهمًا أوكرانيا بتدبير "إبادة جماعية" بحق المتحدثين باللغة الروسية.

ويهدف الهجوم الواسع الذي وصفته موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة"؛ إلى الدفاع عن الانفصاليين وتوسيع رقعة المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.

وتحدث شويغو أمام مجموعة من كبار المسؤولين العسكريين من وزارة الدفاع والجيش، بينهم رئيس الأركان فاليري غيراسيموف، قائلًا: إن "واشنطن والدول الغربية يبذلون كل ما في وسعهم من أجل إطالة أمد العملية العسكرية الخاصة، ويدل تزويد كييف المتزايد بالأسلحة الأجنبية بوضوح على نواياهم، أن نظام كييف يقاتل حتى آخر أوكراني".

معارك شرق أوكرانيا تحتدم

ونُشرت تصريحات شويغو بعيد إعلان الجيش الروسي تنفيذ عشرات الضربات الجوية في شرق أوكرانيا ليلًا وقصف بالمدفعية على مئات المواقع لا سيما في الشرق والجنوب.

كما دعت الوزارة القوات الأوكرانية إلى إلقاء السلاح، وأعلنت عن مهلة جديدة للمدافعين عن مدينة ماريوبول الساحلية للتخلي عن المقاومة.

وبموازة ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، أن موسكو بدأت مرحلة جديدة مما تسميه عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، متوقعًا أن تشكل تلك المرحلة تطورًا مهمًا.

وقال لافروف في مقابلة مع قناة "إنديا توداي" التلفزيونية: "تبدأ مرحلة أخرى من هذه العملية (في شرق أوكرانيا) وأنا على ثقة بأنها ستكون لحظة مهمة جدًا في هذه العملية الخاصة بأكملها".

بدوره قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنّ روسيا بدأت "معركة دونباس" في الشرق أمس الإثنين. وأضاف: "جزء كبير جدًا من الجيش الروسي بأكمله يركز الآن على هذا الهجوم". 

وتعهد زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو بالمقاومة، قائلًا: "سنقاتل بغض النظر عن عدد القوات الروسية التي يرسلونها إلى هناك. سندافع عن أنفسنا". 

بالمقابل، أشار أحد مساعدي الرئيس الأوكراني، اليوم الثلاثاء إلى أن الهجوم الروسي الجديد في شرق البلاد يسير "بحذر شديد" وسيفشل لأن القوات الروسية تفتقر إلى القوة لاختراق الدفاعات الأوكرانية.

ورغم وجود مسار تفاوضي بين موسكو وكييف، إلا أنها متعثرة بعدما انسحبت القوات الروسية من محيط العاصمة كييف، وشكل ذلك انتكاسة للعملية الروسية.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة