Skip to main content

مع اقتراب معركة الشرق الأوكراني.. هل تستعين موسكو بمقاتلين من سوريا؟

الإثنين 18 أبريل 2022

خلال زيارة إلى سوريا عام 2017، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالجنرال في جيش النظام السوري سهيل الحسن الذي لعبت فرقته دورًا رئيسًا في التنكيل بمقاتلي المعارضة خلال الثورة السورية. يومها، قال بوتين للعميد السوري إن تعاونه مع القوات الروسية سيؤدي إلى "نجاحات كبيرة في المستقبل".

واليوم بعد 5 سنوات على اللقاء، وردت تقارير أن أعضاء فرقة الحسن من بين مئات المقاتلين السوريين الذين تلقوا تدريبًا روسيًا، يشاركون في القتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، وبينهم جنود تابعون للنظام ومقاتلون متمرّسون حاربوا لسنوات ضد "تنظيم الدولة" في الصحراء السورية.

وحتى الآن، يبدو أن عددًا قليلًا منهم فقط وصل إلى روسيا للتدريب قبل الانتشار في الخطوط الأمامية.

انتشار خلال الأسابيع المقبلة

ورغم تفاخر مسؤولي الكرملين في بدايات الحرب، بتلقّي أكثر من ستة عشر ألف طلب للقتال من الشرق الأوسط، فإن المسؤولين والنشطاء الأميركيين الذين يراقبون الوضع في سوريا، يقولون إنه لم تنضم أعداد كبيرة من المقاتلين من المنطقة حتى الآن إلى الحرب في أوكرانيا.

مع ذلك، يعتبر مسؤولون أن هذا الوضع قد يتغيّر مع استعداد روسيا للمرحلة التالية من المعركة بشنّ هجوم واسع النطاق في الشرق الأوكراني. ويعتقدون أن المقاتلين من سوريا قد يتمّ نشرهم في الأسابيع المقبلة، بخاصة بعد أن عيّن بوتين الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، الذي قاد الجيش الروسي في سوريا، قائدًا جديدًا للحرب في أوكرانيا.

وعلى الرغم أن البعض يتساءل عن مدى فاعلية المقاتلين السوريين في أوكرانيا، إلا أنه يمكن استقدامهم إذا كانت هناك حاجة لمزيد من القوات، لمحاصرة مدن أو تعويض خسائر بشرية متزايدة. 

ويعد دفورنيكوف على دراية جيدة بالقوات شبه العسكرية في سوريا، التي درّبتها روسيا، حين كان يشرف على إستراتيجية محاصرة المدن التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا وقصفها من أجل إخضاعها.

وقال أحمد حمادة، المنشق عن جيش النظام السوري والمحلل العسكري المقيم في تركيا لوكالة "أسوشييتد برس": "روسيا تستعد لمعركة أكبر في أوكرانيا"، مرجحًا أن يشارك مقاتلون سوريون فيها.

"ينتظرون الأوامر"

ويقول نشطاء سوريون إن الروس يجندون بصورة نشطة مقاتلين من سوريا من أجل الحرب في أوكرانيا، ولا سيما بين المقاتلين الذين تلقوا تدريبات روسية.

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، نشر نشطاء موالون للحكومة السورية مقاطع مصوّرة على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر أفرادًا من قوات سهيل الحسن، وهم يؤدون تدريبات عسكرية بما في ذلك القفز بالمظلات من المروحيات. وظهر ضباط روس في أحد المقاطع، وهم يقدمون المشورة للمظليين داخل مروحية، بينما أشاد الحسن بالشبان من خلال التربيت على رؤوسهم.

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت المقاطع المصوّرة جديدة.

وشاركت قوات الحسن في حملة مدعومة من روسيا، للقضاء على آخر جيب للمعارضة في محافظة إدلب شمال غربي البلاد، والتي انتهت في مارس/ آذار 2020 باستيلاء جيش النظام على طريق سريع حيوي بين الشمال والجنوب، بالرغم من استمرار سيطرة المعارضة على هذا الجيب.

وقال عمر أبو ليلى، ناشط مقيم في أوروبا ويدير مجموعة "دير الزور 24" لمراقبة الحرب في سوريا، إن الحسن هو "أحد رجال روسيا الذين يمكن الاعتماد عليهم"، مشيرًا إلى أن المئات من مقاتلي "الفرقة الخامسة" و"لواء القدس" سجّلوا أسماءهم في قاعدة حميميم الروسية غربي سوريا، التي تقود جهود التجنيد، وينتظرون الأوامر.

"صيادو داعش"

في أواخر مارس/ آذار، نشرت قوة مدرّبة في روسيا تُعرف باسم ميليشيا "صيادو داعش"، التي قاتلت لسنوات ضد التنظيم، إعلانًا يدعو الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و49 عامًا إلى التقدم للاختبار، معلنة أن أولئك الذين يجتازون الاختبار وتثبت أهليتهم سيتم استدعاؤهم في وقت لاحق.

وقال ريان معروف، من مجموعة "السويداء 24" وهي مجموعة ناشطة تغطي أنشطة تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء السورية، إنه "حتى الآن، سجّل نحو 100 رجل أسماءهم في محافظة السويداء الجنوبية"، مضيفًا أنهم وُعدوا بدخل شهري لا يقل عن 600 دولار، وهو مبلغ ضخم وسط تفشي البطالة وانهيار الليرة السورية.

ورأى الجنرال اللبناني المتقاعد ناجي ملاعب، الذي يتابع الحرب في سوريا عن قرب، أنه ليس هناك ما يشير حتى الآن إلى سفر مقاتلين سوريين إلى روسيا، غير أنه أضاف أن هذا الأمر قد يتغيّر مع استمرار الحرب على أوكرانيا.

وأكد أن ذلك يعتمد على ما يخطّط الروس له في المستقبل القريب.

وفي مؤشر ربما يكون مقلقًا للنظام السوري، قلّصت روسيا بشكل كبير عملياتها في سوريا منذ بدء الهجوم على أوكرانيا، حيث انخفض عدد الضربات الجوية الموجهة ضد "تنظيم الدولة"، ومواقع المعارضة في إدلب.

المصادر:
ترجمات
شارك القصة