الأحد 5 مايو / مايو 2024

قائد جديد للقوات الروسية في أوكرانيا.. سجل "أسود" في سوريا وتحديات في كييف

قائد جديد للقوات الروسية في أوكرانيا.. سجل "أسود" في سوريا وتحديات في كييف

Changed

قراءة في احتمال اعتماد روسيا على سياسة الأرض المحروقة في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
رغم "سوداوية" سجله العسكري، إلا أن مسؤولين أميركيين يقلّلون من قدرة ألكسندر دفورنيكوف على إحداث فرق في الصراع في أوكرانيا.

بعدما لم تتمكن موسكو من دخول كييف على مدى أكثر من 46 يومًا من الحرب، قرّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنشاء قيادة جديدة لساحة المعركة في أوكرانيا استعدادًا لهجوم عسكري كبير للسيطرة على إقليم دونباس.

ويأتي تعيين الجنرال الروسي ألكسندر دفورنيكوف قائدًا جديدًا للهجوم على أوكرانيا، ليبثّ المخاوف حول وقوع "جرائم حرب" جديدة في أوكرانيا.

وفي هذا الإطار، توقّع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أن يرتكب دفورنيكوف "جرائم وحشية" في أوكرانيا خلال الأيام المقبلة.

وهذه هي المرة الأولى التي يتولى فيها قائد واحد السيطرة على كامل القوات الروسية في ساحة المعركة في أوكرانيا.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إنه "قبل تعيين دفورنيكوف، لم يكن أي قائد مركزي يوجّه القوات الروسية على الأرض في أوكرانيا".

علاقة "سوداوية" بحرب سوريا

من جهتها، ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن دفورنيكوف (60 عامًا) يوصف بأنه جنرال من "المدرسة القديمة" و"قومي الدم"، وتدرب على المذاهب العسكرية السوفيتية التي ترى في تدمير الأهداف المدنية وسيلة لكسب زخم في ساحة المعركة.

بصفته ضابطًا عسكريًا محترفًا، ارتقى دفورنيكوف بثبات في الرتب حيث عُيّن قائد فصيلة عام 1982، وقاتل خلال الحرب الثانية في الشيشان، وتولى العديد من المناصب العليا قبل أن يتم تعيينه مسؤولًا عن القوات الروسية في سوريا.

في سوريا، كانت القوات الخاضعة لقيادته مسؤولة عن انتهاكات واسعة النطاق ضد السكان المدنيين، وكثيرًا ما اتُهمت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وأوضحت "الغارديان" أن دفورنيكوف أنشأ قاعدة جوية بالقرب من الساحل الشمالي الغربي لسوريا، حيث دمّرت الطائرات والقاذفات البلدات والمدن في جميع أنحاء محافظتي إدلب وحلب.

واعتبر بوتين الحملة العسكرية الروسية في سوريا ناجحة، ومنح دفورنيكوف، عام 2016، ميدالية "بطل روسيا"، وهي واحدة من أعلى الميداليات في البلاد. ومنذ ذلك العام، شغل دفورنيكوف منصب قائد المنطقة العسكرية الجنوبية.

تحديات مختلفة

لكن دفورنيكوف يواجه مجموعة مختلفة تمامًا من التحديات في أوكرانيا، حيث لا يسيطر سلاح الجو الروسي على الأجواء، في وقت استُنفذت القوات البرية بشكل خطير بسبب الإمدادات المنتظمة من الأسلحة المتطورة التي لم تكن متاحة للمعارضين السوريين.

كما سيصعب عليه مواجهة الكم الهائل من البيانات الواردة من منطقة الحرب، والتي تدحض مزاعم روسيا بشأن النجاح في ساحة المعركة، بخاصّة أمام المشاهد التي تبثها الهواتف الذكية والتكنولوجيا الرقمية، والتي نقلت الصراع في أوكرانيا إلى جميع أنحاء العالم.

ورغم "سوداوية" سجله العسكري، إلا أن مسؤولين أميركيين يقلّلون من إمكانية دفورنيكوف على إحداث فرق في الصراع.

ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم قولهم إنهم "لا يرون أن رجلًا واحدًا قد يحدث فرقًا في آفاق موسكو".

بدوره، قال سوليفان إنه "لا يمكن لأي تعيين لأي جنرال أن يمحو حقيقة أن روسيا واجهت بالفعل فشلًا إستراتيجيًا في أوكرانيا".

وأضاف سوليفان: "سيكون هذا الجنرال مجرد مؤلف آخر للجرائم والوحشية ضد المدنيين الأوكرانيين؛ لكن الولايات المتحدة مصممة على بذل كل ما في وسعها لدعم الأوكرانيين وهم يقاومونه ويقاومون القوات التي يقودها".

من جهته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية لصحيفة "ذا هيل" الأميركية، إن "هذه الحرب تلحق خسائر فادحة بالشعب الأوكراني، وخسائر كبيرة في القوات الروسية، ومن الواضح أنها لم تسر وفقًا لخطة بوتين، إذ أعاقت أوكرانيا انتصارًا سريعًا توقّعته روسيا".

بدوره، وصف فارس البيوش، مقدّم منشق عن الجيش السوري، الجنرال دفورنيكوف بأنه "مجرم حرب".

وقال البيوش لوكالة "اسوشييتد برس" إنه يعتقد أن الهدف من تعيين دفورنيكوف قائدًا للحرب الأوكرانية هو تحويل الحرب إلى "معارك سريعة" في عدة أماكن في الوقت نفسه.

وأضاف: "أتوقع منه استخدام سياسة الأرض المحروقة التي استخدمت في سوريا"، في إشارة إلى الهجمات المدعومة من روسيا في سوريا التي وضعت فيها المدن والبلدات تحت حصار طويل بينما تعرضت لقصف مكثف خلف العديد من القتلى وتسبب في دمار واسع النطاق للبنية التحتية والمناطق السكنية".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close