الأحد 5 مايو / مايو 2024

مع الانتشار الكبير لمتحور "دلتا".. ما مدى خطورته وفعالية اللقاحات ضده؟ 

مع الانتشار الكبير لمتحور "دلتا".. ما مدى خطورته وفعالية اللقاحات ضده؟ 

Changed

تتزايد المخاوف من متحور "دلتا" ومتحورات أخرى قد تنشأ وتكون أشد عدوى وفتكًا فما مدى فعالية اللقاحات في مثل هذه المواجهة؟

مع عودة تفشي وباء كورونا بصورة متسارعة في أغلب دول العالم؛ تتزايد المخاوف من متحور "دلتا" ومتحورات أخرى قد تنشأ وتكون أشد عدوى وفتكًا، منذ ظهور الوباء في بداية عام 2020.

يجيب الاستشاري في الجراحة العامة في المستشفى الملكي في لندن أحمد المشتت، عن هذه التساؤلات لـ"العربي"، مشيرا إلى أن سلالة "دلتا" أثّرت بعض الشيء على فعالية اللقاح لكنها لم تؤثر عليه كثيرًا.

فعالية اللقاحات على "دلتا"

ويستعرض المشتت بالأرقام، كيف أن جرعة واحدة من لقاح "أسترازينيكا" أو "فايزر" قادرة على تقليل الإصابات بنسبة 30%. ورغم انخفاض الرقم إلاّ أن الوضع يصير أفضل بعد الجرعة الثانية بحيث تراوحت قدرة الحماية من الإصابة بين 60 و80%، بحسب الاستشاري.

أما بالنسبة للتقليل من الإصابات الشديدة والوفيات، فقد ارتفعت النسبة إلى أكثر من 96%. ويردف المشتت: "نحن نتحدث عن فعالية كبيرة ضد هذه السلالة، وهذه البيانات لا تستند إلى دراسات مخبرية بل هي منبثقة من أرض الواقع"، ومن عدد من البلدان أبرزهم بريطانيا التي بلغت نسبة التطعيم فيها 77%.

كما يلفت الاستشاري في الجراحة العامة في المستشفى الملكي في لندن، إلى أنه حتى اللقاح الصيني "سينوفارم" سجلت له فعالية كبيرة ضد هذا المتحور، وأبرز البيانات حوله صدرت من الهند.

ويطمئن المشتت بالتالي، إلى أن سلالة "دلتا" تؤثر قليلًا على فعالية اللقاح ولكنها تتأثر كثيرًا به، "لذلك يبقى التطعيم السبيل الوحيد الآن للخروج من الجائحة، لا سيما أنه ثبت بأن إجراءات الإغلاق والحظر لن تفيد كثيرًا مع هذه السلالة سريعة الانتشار".

لماذا "دلتا" سريع الانتشار؟

ويشرح المشتتت أن سبب سرعة انتشار متحور "دلتا"، يعود إلى أن هذا الفيروس يستنسخ نفسه داخل جسم المصاب في سرعة تزيد 1000 مرة عن الفيروس الأصلي.

كما أن الأعراض تظهر على المريض في فترة حضانة قصيرة نسبيًا تتراوح بين 4 و5 أيام.

ماذا عن فعالية اللقاحات لباقي المتحورات؟

ويكمل الاستشاري في الجراحة العامة في المستشفى الملكي في لندن، أنه بالنسبة للسلالات الأخرى كـ"ألفا" مثلًا في بريطانيا، فقد كانت فعالية اللقاحات المعتمدة هناك أقوى من "دلتا".

أما بالنسبة لسلالة "بيتا" القادمة من جنوب إفريقيا، ففعالية اللقاحات ضدها كانت أقل من فعاليتها ضد "دلتا"، ويضيف المشتت: "لحسن الحظ أن سلالة بيتا لم تنتشر بشكل واسع في العالم.. فهناك 40 أو 50 حالة في بريطانيا تمت السيطرة عليها بشكل تام".

كما يشير إلى أن سلالة "لامبدا" القادمة من البيرو وأميركا اللاتينية لم تنتشر كثيرًا لأنها بدأت في دول جنوب أميركا اللاتينية أثناء الصيف، ولم ينتشر منها سوى بضع حالات بالدول الأوروبية.

وتشير التقارير الطبية وفق الاستشاري إلى أن اللقاحات تؤثر على "لامبدا" كثيرًا.

وبحسب الدكتور أحمد المشتت، "أصعب سلالة للتعامل معها من خلال اللقاحات هي بيتا.. إلا أن جميع المتحورات الأخرى تتأثر بشكل كبير باللقاحات".

هل المصابون سابقًا أكثر عرضة لـ"دلتا"؟

وعن الدراسة الفرنسية التي تفيد بأن الذين أصيبوا سابقًا بفيروس كورونا، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة مجددًا بمتغير، يؤكد المشتت أن أي شخص سبق وأصيب بكورونا هو معرض للإصابة بالفيروس مرة جديدة.

ويشرح قائًلا: "ليس بالضرورة أن المتعافين معرّضون للإصابة أكثر من غيرهم لكن نسبة إصابتهم تقترب من 46% وهناك دراسة بريطانية تؤيد نظرية الدراسة الفرنسية".

والسبب هو وفق الاستشاري، سرعة انتشار "دلتا"، كما أن الذين سبق أن أصيبوا بكورونا قد تنخفض قوة الأجسام المناعية لديهم بعد 6 أشهر ما يعرضهم للإصابة بالسلالة الجديدة.  

وعليه ينصح المشتت كل الناس بمن فيهم من سبق وأصيبوا بكورونا، بالتطعيم.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close