تُعد "Ai-Da" أول روبوت واقعي قادر على الرسم مثل فنان. وهي تعمل وفق خوارزميات الذكاء الاصطناعي، التي تخوّلها الرد على الأسئلة، الاختيار، واتخاذ القرارات لإنشاء لوحة.
تمسك "آيدا" الفرشاة بإحكام وتحركها ببطء وتأنٍ على الورقة من أمامها بعد تغميس طرفها بالألوان. ويستغرقها الأمر أكثر من خمس ساعات لإنجاز لوحة.
"مشروع أخلاقي"
يصفها إيدن مالر، رئيس الفريق الذي صمّمها، بأنها شيء "مذهل" و"رائد". ومع ذلك، ينفي الرجل أن يكون هدفها الترويج للروبوتات أو التكنولوجيا، قائلًا: "نحن قلقون للغاية بشأن طبيعة ما يمكن أن تفعله هذه التكنولوجيا".
والسؤال الذي يتوخى طرحه ليس عمّا إذا كان بإمكان الروبوتات أن تصنع الفن، بل عما إذا كنا نحن البشر نريد هذا حقًا بعدما أصبحت قادرة على ذلك، واصفًا المشروع بأنه "أخلاقي".
وعليه، تم إيجاد "AI-DA"، التي سُميت على اسم رائدة الحوسبة Ada Lovelace، باعتبارها "تعليقًا ونقدًا" للتغير التكنولوجي السريع.
وفي رد على سؤال صحيفة "الغارديان" المقدّم مسبقًا، أجابت عما إذا كان بالإمكان اعتبار ما تبتكره فنًا حقًا، بالقول: إن الإجابة تعتمد على ما يُقصد بالفن، مردفة: "أنا فنانة إذا كان الفن يعني إيصال شيء ما عمّن نكون، وما إذا كنا نحب إلى أين نحن ذاهبون". وتابعت: "تكون فنانًا يعني تجسيد العالم من حولك".
نُفذت AI-DA، التي أثبتت قدرتها على الرسم وإنشاء القصائد، في أكسفورد. وقد تم إنجازها منذ أكثر من عامين، حيث عمل عليها فريق من المبرمجين وعلماء الروبوتات وخبراء الفن وعلماء النفس. وهي تخضع للتحديث مع تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
إلى ذلك، يفتح معرضها الفردي ضمن معرض بينالي البندقية أبوابه للجمهور في 22 أبريل/ نيسان الجاري، وهو يحمل عنوان القفز في الميتافرس؛ يستكشف الرابط بين الخبرة البشرية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
ويحذر ميلر من أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي "ستعرفك أكثر منك"، في وقت قريب مع كمية البيانات التي نصرح بها عن أنفسنا، ومن خلال التحدث إلى هواتفنا وأجهزة الكمبيوتر.
وعام 2019 أُفيد عن افتتاح "آيدا" معرضها الخاص في أوكسفورد ببريطانيا، ضمّ رسوماتها ومنحوتاتها.
حينها قال مالر: إن بامكانها أن ترسم بكل أداة صلبة؛ بأي شي مثل قلم رصاص أو قلم حبر، لكنها لا تستطيع أن ترسم بفرشاة ألوان لأنها ناعمة بعض الشيء.
وأردف: باعتماد البيانات والترميز تمكنا من إنشاء خوارزميات مكنتها من إنتاج لوحات ومنحوتات". ويمكن لآيدا أن ترسم أي شخص من خلال التقاط صورة له وتتبع حركاته.