الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

مفاوضات جديدة في تركيا.. المواجهات مستمرة على أكثر من جبهة بأوكرانيا

مفاوضات جديدة في تركيا.. المواجهات مستمرة على أكثر من جبهة بأوكرانيا

Changed

نافذة تلقي الضوء على المفاوضات المنتظرة بين روسيا وأوكرانيا في تركيا (الصورة: غيتي)
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت مستودعات ذخيرة ضخمة في منطقة جيتومير الأوكرانية إلى الغرب من كييف، واستهدفت 41 موقعًا عسكريًا أوكرانيًا.

تستعد روسيا وأوكرانيا لخوض جولة جديدة من المفاوضات المباشرة الثلاثاء في تركيا، بعد توقفها لأكثر من أسبوعين، على وقع استمرار القتال على أكثر من جبهة.

وقلل مسؤولون أوكرانيون وأميركيون من فرص تحقيق انفراجة كبيرة في المحادثات المقرر عقدها في إسطنبول.

تحرير إربين

ميدانيًا، لم يكن هناك ما يشير على الأرض إلى التقاط المدنيين أنفاسهم في المدن الأوكرانية المحاصرة، لا سيما ميناء ماريوبول المدمر الذي قال رئيس بلديته إن 160 ألف شخص ما زالوا محاصرين بالداخل، وإن روسيا تمنع محاولات إجلائهم.

لكن رئيس بلدية إربين التي تقع قرب كييف قال إن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على البلدة بالكامل. وقال أولكسندر ماركوشين: "لدينا نبأ سار اليوم. حُرًرت إربين. ندرك أنه سيكون هناك المزيد من الهجمات على بلدتنا وسندافع عنها بشجاعة".

وقال مسؤول دفاعي أميركي بارز طلب عدم ذكر اسمه: "الأوكرانيون يواصلون محاولة استعادة السيطرة على الأراضي".

وأشار إلى أن بلدة تروستيانتس جنوبي سومي عادت لأيدي الأوكرانيين.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الإثنين أن قواتها دمرت مستودعات ذخيرة ضخمة في منطقة جيتومير الأوكرانية إلى الغرب من كييف، واستهدفت 41 موقعًا عسكريًا أوكرانيًا خلال الساعات الـ24 الماضية.

بدوره، أكد فيتالي كليتشكو، رئيس بلدية كييف، أن أكثر من 100 قتيل سقطوا في العاصمة الأوكرانية منذ بدء الهجوم.

وأضاف أنه لم يتسن التعرف على أكثر من 20 جثة، وأن أربعة من الضحايا أطفال، بينما يوجد 16 طفلًا مصابا في مستشفى.

وأشار إلى أن 82 بناية متعددة الطوابق دمرت أيضًا.

وتابع كليتشكو قائلًا: "هدمنا خرافة أن الجيش الروسي لا يقهر. نحن نقاوم في وجه عدوان واحد من أقوى الجيوش في العالم ونجحنا في إجباره على تغيير أهدافه".

مفاوضات بين الطرفين

على صعيد المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، أشار مسؤولون أوكرانيون في الآونة الأخيرة إلى أن "روسيا قد تكون الآن أكثر استعدادًا لتقديم تنازلات مع تراجع أي أمل لها بفرض حكومة جديدة على كييف في مواجهة المقاومة الأوكرانية الشديدة والخسائر الروسية الفادحة".

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن الرئيس الروسي غير مستعد فيما يبدو لتقديم تنازلات لإنهاء الحرب.

وأضاف المسؤول بوزارة الخارجية الأميركية لرويترز مشترطًا عدم الكشف عن هويته بعدما طرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سبيلًا محتملا لإنهاء الأزمة في مطلع الأسبوع: "كل ما رأيته يشير إلى أن بوتين غير مستعد لتقديم تنازلات في هذه المرحلة".

في السياق نفسه، أعلنت روسيا وأوكرانيا أن وفديهما سيصلان إلى تركيا الإثنين مع توقع بدء المحادثات يوم الثلاثاء.

وعندما التقى الطرفان بشكل مباشر المرة السابقة، اتهمت أوكرانيا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتجاهل مناشداتها لمناقشة وقف إطلاق النار، في حين قال لافروف: إن وقف القتال ليس مطروحًا حتى على جدول الأعمال.

من جهته، قال فاديم دينيسينكو مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية يوم الإثنين: "لا أعتقد أنه سيكون هناك أي انفراجة بشأن القضايا الرئيسية".

قلق من تصريح بايدن

من جهة أخرى، اعتبر الكرملين أن تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن المفاجئ عن بوتين في نهاية خطابه في وارسو مطلع الأسبوع "مقلق بالتأكيد"، بعد أن أكد في وقت سابق أن الأمر يعود للروس لاختيار قادتهم.

جاء ذلك ردًا على تصريح بايدن الذي قال فيه يوم السبت عن بوتين: "لا يمكن لهذا الرجل أن يبقى في السلطة".

من جهته، رفض بايدن الإثنين التراجع عن إعلانه في خطاب رئيسي خلال عطلة نهاية الأسبوع بأنه لا يمكن للرئيس الروسي فلاديمر بوتين "البقاء في السلطة"، قائلًا إنه كان يعبر عن "غضب شخصي".

وقال للصحافيين في البيت الأبيض: "لن أتراجع عن أي شيء، أريد أن أوضح بأنني لم أكن حينها ولا الآن أتحدث عن تغيير في السياسة. كنت أعبّر عن غضب أشعر به من الناحية الأخلاقية. لا أقدم اعتذارات عن مشاعري الشخصية".

خسائر بأكثر من 560 مليار دولار

اقتصاديًا، قدّرت الحكومة الأوكرانية الخسائر الاقتصادية التي سببتها الحرب مع روسيا بأكثر من 560 مليار دولار، حسبما أعلنت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدنكو عبر فيسبوك.

ولفتت الوزيرة إلى أن "التأثير المباشر للأضرار" منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا يُقدّر بـ"564,9 مليار دولار"، يُضاف إليه "التأثير غير المباشر للمعارك" على الاقتصاد بما فيه زيادة البطالة وانخفاض نسبة الاستهلاك وتراجع إيرادات الدولة.

وأشارت سفيريدنكو إلى أن الخسائر هي الأكبر على مستوى البنى التحتية التي "تدمّر جزئيًا أو بالكامل نحو 8 آلاف كيلومتر" بالإضافة إلى "عشرات محطات القطار والمطارات" بقيمة 108,5 مليارات يورو.

وتحدّثت عن دمار عشرة ملايين متر مربّع من المساحات السكنية بالإضافة إلى مئتي ألف سيّارة خلال أربعة أسابيع ونصف.

وقدّرت تراجع الناتج المحلي الإجمالي بـ102 مليار يورو عام 2022، أي انكماش أكثر من 55% من الاقتصاد بالنسبة لعام 2021.

وأوضحت أن موازنة الدولة الأوكرانية قد تنخفض بـ43,8 مليار دولار، أي بتراجع بنحو 90% عن الموازنة السنوية التي كانت متوقّعة لأوكرانيا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close