السبت 27 أبريل / أبريل 2024

مفاوضات "صعبة".. تركيا تحتضن جولة محادثات جديدة بين موسكو وكييف

مفاوضات "صعبة".. تركيا تحتضن جولة محادثات جديدة بين موسكو وكييف

Changed

تقرير لـ"العربي" حول الحرب الكلامية المفتوحة بين بوتين وبايدن (الصورة: غيتي)
كانت جولة مماثلة جرت في العاشر من الشهر الجاري في مدينة أنطاليا التركية بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا من دون أن تؤدي إلى تقدم ملموس.

للمرة الثانية تحتضن تركيا مفاوضات مباشرة بين روسيا وأكرانيا، حيث تستعد لجمع وفدين روسي وأوكراني اعتبارًا من غد الإثنين، في إطار جولة مفاوضات مباشرة جديدة، بعدما دخلت الحرب شهرها الثاني.

وكتب أحد المفاوضين الأوكرانيين دافيد أراخاميا اليوم الأحد، على صفحته على فيسبوك "خلال المباحثات اليوم عبر تقنية الفيديو، اتخذ قرار بعقد الجولة المباشرة المقبلة في تركيا بين 28 و30 آذار/ مارس".

بدورها، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي، أن جولة تفاوض جديدة ستعقد، لكنه أشار إلى يومي الثلاثاء والأربعاء.

وكانت جولة مماثلة جرت في العاشر من الشهر الجاري في مدينة أنطاليا التركية بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا من دون أن تؤدي إلى تقدم ملموس.

ومذاك، استمرت المفاوضات عبر تقنية الفيديو ووصفها الجانبان بأنها "صعبة".

وحتى الآن، أعلنت منظمة الأمم المتحدة، مقتل 1104 مدنيين على الأقل في أوكرانيا جراء الحرب التي شنتها روسيا، وارتفاع عدد اللاجئين للدول المجاورة إلى 3.7 ملايين شخص.

"عملية التفاوض بالغة الصعوبة"

وسبق أن أعلن وزير الخارجية الاوكراني دميترو كوليبا الجمعة أن "عملية التفاوض بالغة الصعوبة"، نافيًا التوصل إلى أي "تفاهم" مع موسكو.

 جاء ذلك عقب تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن موسكو وكييف توافقتا على أربع نقاط في المفاوضات من أصل ست، من دون الإفصاح عن طبيعتها.

ولكن رغم أن خسائر الجيش الروسي في تزايد؛ نتيجة ما يسميه الغرب ضراوة "مقاومة الجيش الأوكراني"، إلا أن موسكو ترفض أي دعوات للتهدئة، وتتمسك بتخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، لإنهاء العملية العسكرية، إلا أن هذا الطرح تعتبره كييف "تدخلًا في سيادتها".

وبحسب كوليبا، ليس هناك تفاهم مع روسيا على النقاط الأربع التي أشار اليها رئيس تركيا، لكنه أشاد بـ"الجهود الدبلوماسية" التي تبذلها أنقرة لوضع حد للحرب.

ومنذ بدء الحرب فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، بدت أنقرة كوسيط مقبول من موسكو وكييف، كونها تحظى بعلاقات جيدة مع الدولتان، شهدت تقدمًا على أكثر من صعيد خلال العقد الأخير.

بدوره، أعلن ميدينكسي، الجمعة الماضية، أن المفاوضات فيما يتعلق بالنقاط الثانوية تتلاقى، ولكن بالنسبة إلى النقاط الرئيسة فإنها في الحقيقة تراوح مكانها.

"اتفاق مفصل" 

ولفت إلى أن بلاده تشدّد على توقيع "اتفاق مفصل" يأخذ شروط الحياد ونزع السلاح و"اجتثاث النازية" من أوكرانيا في الاعتبار، إضافة إلى الاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم واستقلال "الجمهوريتين" الانفصاليتين المواليتين لموسكو في منطقة دونباس.

إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في مؤتمر حواري في الدوحة، اليوم الأحد، إلى مواصلة التحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى يدرك "الثمن المرتفع جدًا" للهجوم على أوكرانيا ويقبل بالتفاوض، مشدّدًا في الوقت ذاته على أن الحوار يجب أن يكون "خاليًا من السذاجة وحازمًا".

وجاءت دعوته بعدما حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من "تصعيد الكلام والأفعال في أوكرانيا"، غداة تصريحات للرئيس الأميركي جو بايدن وصف فيها نظيره بوتين بأنه "جزّار"، ثم اعتبر بذات اليوم خلال زيارة إلى بولندا أن بوتين "يجب ألا يبقى في السلطة".

وقال لودريان في اليوم الثاني والأخير من مؤتمر "منتدى الدوحة" إنه "يجب أن نواصل الحديث مع الروس، ويجب أن نستمر في التحدث خصوصًا مع الرئيس بوتين بعدما لم يحصل على ما كان يظن أنّه سيحصل عليه".

في تصريحاته الأحد، لفت ماكرون إلى أنه سيتحدّث إلى بوتين غدًا الإثنين أو بعد غد الثلاثاء، لتنظيم عملية إجلاء لسكان مدينة ماريوبول المحاصرة من قبل الجيش الروسي، والواقعة في جنوب شرق أوكرانيا والتي تتعرض لقصف منذ أسابيع.

ممرات إنسانية جديدة

وأُقيمت ممرات إنسانية جديدة، اليوم الأحد، بهدف إجلاء المدنيين من هذا الميناء الإستراتيجي الأوكراني الواقع على بحر آزوف حيث قتل أكثر من 2000 مدني، بحسب البلدية. وفشلت عدة محاولات لإنشاء ممرات آمنة لمغادرة المدنيين من المدينة حيث تبادل الطرفان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار.

وستجري عمليات الإجلاء في سياق دبلوماسي متوتّر جدًا بين واشنطن وموسكو التي استنكرت تصريحات بايدن من بولندا السبت بعدما قال إن بوتين "جزّار" ولا يمكنه "البقاء في السلطة".

وقال لودريان إنّ بوتين أخذ المدينة "رهينة"، متحدثًا عن الحاجة إلى امتلاك "أدوات للتفاوض مع روسيا".

وأوضح "لهذا السبب يواصل الرئيس ماكرون التحدث مع الرئيس بوتين للحصول على شروط وقف إطلاق النار أولًا والتفاوض بعد ذلك".

ومضى يقول: لا يمكن التفاوض بجدية والمسدس موجه للرأس، ولهذا السبب يحاول الرئيس ماكرون في ماريوبول الوصول إلى الشروط المناسبة لتحقيق وقف إطلاق نار وإطلاق مفاوضات.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close