مقبرة جماعية جديدة خارج ماريوبول.. روسيا تستأنف هجومها في آزوفستال

أعلن المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أرستوفيتش، اليوم السبت، استئناف القوات الروسية ضرباتها الجوية حيث تحاول اقتحام مجمع آزوفستال للصلب الذي تتحصن داخله القوات الأوكرانية الباقية في ماريوبول.

وذكر أرستوفيتش على شاشة التلفزيون الأوكراني الرسمي: "يحاول العدو سحق المقاومة الأخيرة للمدافعين عن ماريوبول في منطقة آزوفستال".

وجاء ذلك بينما أعلن مجلس مدينة ماريوبول الساحلية ومستشار رئيس بلدية المدينة أمس الجمعة، عن العثور على مقبرة جماعية جديدة خارج مدينة ماريوبول المحاصرة من قبل القوات الروسية.

ونشر مجلس المدينة صور أقمار صناعية التقطتها شركة "بلانت لابز" تظهر ما قال إنها مقبرة جماعية فيها جثث ما لا يقل عن 1000 من مواطني ماريوبول منتشرين على مساحة بطول 45 مترًا وعرض 25 مترًا.

وكانت شركة "ماكسار تكنولوجيز الأميركية" نشرت صورًا التقطتها أقمار اصطناعية تكشف على حد قولها "وجود مقبرة ثانية تم توسيعها الشهر الماضي، وتقع في فينوهرادني على بعد حوالي 12 كلم عن ماريوبول.

وكانت حفر جماعية اكتشفت مؤخرًا في مانوش (غرب ماريوبول).

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد الخميس، أن قوات بلاده نجحت في السيطرة على مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة منذ نحو شهرين.

"جرائم حرب"

في غضون ذلك، اتهمت الأمم المتحدة أمس الجيش الروسي بارتكاب أعمال "قد ترقى إلى جرائم الحرب" في أوكرانيا منذ الهجوم في 24 فبراير/ شباط، بما في ذلك قصف عشوائي أدى إلى مقتل مدنيين وتدمير مدارس ومستشفيات.

وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني خلال مؤتمر صحافي دوري في جنيف: "القوات المسلحة الروسية قصفت بشكل عشوائي مناطق مأهولة ما أدى إلى مقتل مدنيين وتدمير مستشفيات ومدارس وبنى تحتية مدنية أخرى، وكلها أعمال قد ترقى إلى جرائم حرب".

من جانبها، قالت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه: "خلال هذه الأسابيع الثمانية، لم يتم تجاهل القانون الإنساني الدولي فحسب بل رميه بعيدًا على ما يبدو".

إعدامات في بوتشا

كذلك، وثّقت الأمم المتحدة "عمليات قتل بما فيها إعدامات بإجراءات موجزة" لخمسين مدنيًا في بلدة بوتشا قرب العاصمة الأوكرانية كييف، وفق شامداساني.

وأشارت إلى أن بعثة الأمم المتحدة "وثقت أيضًا ما يبدو أنه استخدام أسلحة ذات تأثيرات عشوائية، ما تسبب في وقوع إصابات بين المدنيين وإلحاق أضرار بأهداف مدنية، من قبل القوات المسلحة الأوكرانية في شرق البلاد".

وأضافت أنه منذ بدء الحرب في 24 فبراير حتى منتصف ليل 20 أبريل/ نيسان، وثقت بعثة الأمم المتحدة مقتل 2345 مدنيًا وإصابة 2919 آخرين.

وقالت باشليه: "نعلم أن الأرقام الفعلية ستكون أعلى بكثير مع ظهور فظائع في مناطق القتال العنيف، مثل ماريوبول".

العملية العسكرية الروسية متواصلة

من جهته، أعلن الجيش الأوكراني أن روسيا تواصل عملياتها الهجومية في الشرق وتحاول الوصول إلى السيطرة الكاملة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك وإقامة اتصال بري مع شبه جزيرة القرم.

وأفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تحديث صباح اليوم السبت أن القوات الروسية تفرض حصارًا جزئيا على مدينة خاركيف.

من جانبه، قال أولكسندر سينكيفتش رئيس بلدية ميكولايف في وقت متأخر أمس الجمعة في صفحته على فيسبوك: إن "87 مدنيًا، من بينهم طفل واحد، لقوا حتفهم بالمدينة منذ بداية الهجوم. وأصيب قرابة 400".

وتنفي روسيا استهداف المدنيين وتقول، دون أدلة، إن هناك تزييفًا لآثار الأعمال الوحشية المنسوب لجنودها ارتكابها.

وتقدر أوكرانيا عدد من سقطوا قتلى خلال الحصار الروسي للمدينة بعشرات الآلاف، وتقول إن مئة ألف مدني ما زالوا هناك ويحتاجون إلى إجلائهم عن آخرهم.

وفي 24 فبراير الماضي، أطلقت روسيا هجومًا عسكريًا على أوكرانيا، تبعته ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلّي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلًا في سيادتها".