السبت 11 مايو / مايو 2024

مقتل مهسا أميني.. واشنطن تفرض عقوبات على مسؤولين إيرانيين

مقتل مهسا أميني.. واشنطن تفرض عقوبات على مسؤولين إيرانيين

Changed

تقرير حول التحركات الأوروبية لفرض عقوبات ضد طهران إثر مقتل الشابة مهسا أميني (الصورة: غيتي)
استهدفت العقوبات القائد بالحرس الثوري حسين نجات الذي يرأس وحدة أمنية في طهران كلفت بقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

فرضت واشنطن، اليوم الخميس، عقوبات على سبعة مسؤولين إيرانيين بسبب تعطيل خدمات الإنترنت وقمع المتظاهرين السلميين الذين خرجوا احتجاجًا على وفاة مهسا أميني (22 عامًا)، أثناء وجودها رهن الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق.

وتأتي هذه العقوبات بالتوازي مع بحث الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات مماثلة. 

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان أنها فرضت عقوبات على وزير الداخلية أحمد وحيدي ووزير الاتصالات عيسى زارع بور وقائد شرطة الإنترنت الإيرانية وحيد محمد ناصر ماجد وآخرين.

استهداف قائد في الحرس الثوري

وفي البيان، قال بريان نلسون، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، إن "الولايات المتحدة تدين قطع الحكومة الإيرانية للإنترنت واستمرار قمعها العنيف للاحتجاجات السلمية ولن تتردد في استهداف أولئك الذين يوجهون ويدعمون مثل تلك الأعمال". 

واستهدفت عقوبات واشنطن أيضًا القائد بالحرس الثوري حسين نجات، والذي قالت إنه يرأس وحدة أمنية مقرها طهران كُلفت بقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وكذلك يد الله جافاني، نائب القائد السياسي للحرس الثوري.

وتم إدراج مسؤولين من قوات إنفاذ القانون الإيرانية. وفرضت وزارة الخزانة عقوبات على نائب قائد العمليات بالشرطة حسين ساجدي نيا وقائد شرطة طهران حسين رحيمي اللذين تتهمهما واشنطن بالإشراف على كثير من عمليات فرض الالتزام بالحجاب الخاصة بشرطة الأخلاق في المدينة.

تجميد أصول المُعاقبين

وستتعرض أصول أولئك الذين تم إدراجهم في العقوبات للتجميد كما يُمنع الأميركيون بشكل عام من إجراء أي تعاملات معهم. ويخاطر أي شخص ينخرط في معاملات مع الشخصيات الخاضعة للعقوبات أيضًا بالوقوع تحت طائلتها.

وأثارت وفاة مهسا أميني اضطرابات امتدت في عموم البلاد وتحولت إلى أكبر تحد للزعماء الدينيين في إيران منذ سنوات، مع مطالبة المتظاهرين بإسقاط الجمهورية الإسلامية التي تأسست عام 1979.

وفرضت الولايات المتحدة الشهر الماضي عقوبات على شرطة الأخلاق الإيرانية بسبب مزاعم عن إساءة معاملة الإيرانيات، قائلة إنها تحملها مسؤولية وفاة مهسا أميني.

اتهام جديد للسلطات الإيرانية

في أثناء ذلك، اتهمت والدة الفتاة الإيرانية نيكا شاكرمي (16 عامًا) التي لقيت حتفها أثناء مشاركتها في الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني، السلطات بقتل ابنتها في شريط فيديو نشرته الخميس وسائل إعلام معارضة في الخارج.

واتهمت نسرين شاكرمي السلطات بتهديدها للإدلاء بتصريح بشأن وفاة نيكا والتي فُقدت في 20 سبتمبر بعد توجهها للمشاركة في احتجاج مناهض لإلزامية الحجاب في طهران.

وكان من المقرر، بعد وفاة نيكا شاكرمي، أن تدفنها عائلتها في مدينة خرم آباد (غرب) في ذكرى ميلادها السابعة عشرة، حسبما كتبت خالتها أتاش شاكرمي على مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن وسائل إعلام ناطقة بالفارسية خارج إيران أفادت بأنه لم يُسمح لأسرة الفتاة بدفنها في مسقط رأسها، وبأن خالتها وخالها اعتقلا في وقت لاحق.

وظهرت الخالة في وقت لاحق على شاشة التلفزيون قائلة إن نيكا "ألقيت" من مبنى متعدد الطوابق.

تصريحات تحت الضغط

لكن والدة الفتاة قالت إن أختها "أجبرت على الإدلاء بهذه التصريحات وبثها"، وفق ما جاء في الفيديو الذي بثه على الإنترنت الخميس "راديو فاردا"، وهي إذاعة فارسية تمولها الولايات المتحدة ومقرها براغ.

وقالت نسرين شاكرمي "كنا نتوقع منهم أن يقولوا ما يريدون لتبرئة أنفسهم... وقد ورطوا أنفسهم في الواقع". وأضافت "ربما لست بحاجة لبذل جهد كبير لإثبات أنهم يكذبون... قُتلت ابنتي في الاحتجاجات في اليوم نفسه الذي اختفت فيه".

وأكدت الأم أن تقرير الطب الشرعي استنتج أنها "قتلت في ذلك التاريخ، وبسبب ضرب قوي متكرر على الرأس".

وأردفت: "رأيت جثة ابنتي بنفسي... يظهر الجزء الخلفي من رأسها أنها تعرضت لضربة شديدة لأن جمجمتها تجوفت. هكذا قُتلت". وأضافت نسرين أن السلطات حاولت الاتصال بها عدة مرات لكنها رفضت الرد.

وأشارت إلى أنه رغم ذلك "اتصلوا بآخرين، أعمامي، وآخرين، قائلين إنه إذا لم تتقدم والدة نيكا وتقول الأشياء التي نريدها، أي قول السيناريو الذي نريده واختلقناه، فسنقوم بكذا وكذا، وهددوني".

من جهتها، قالت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" ومقرها أوسلو الخميس إنها تحمل الجمهورية الإسلامية مسؤولية وفاة نيكا شاكرمي.

وجاء في بيان لها أن "ادعاءات الجمهورية الإسلامية المتناقضة حول... سبب وفاة نيكا شاكرمي بناء على لقطات فيديو متلاعب بها وتصريحات أقاربها المتلفزة بالإكراه غير مقبولة". وطالب مدير المنظمة محمود أميري مقدم بفتح تحقيق مستقل.

وأوضح في البيان أن "الدلائل تشير  إلى دور الحكومة في مقتل نيكا شاكرمي ما لم تثبت العكس بعثة تقصي حقائق مستقلة تحت إشراف الأمم المتحدة".

وأضاف: "إلى أن يتم تشكيل مثل هذه اللجنة، فإن مسؤولية مقتل نيكا، مثل الضحايا الآخرين للاحتجاجات الحالية، تقع على عاتق (المرشد الأعلى الإيراني آية الله) علي خامنئي والقوات العاملة تحت قيادته".

واندلعت احتجاجات في أنحاء إيران إثر وفاة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عامًا) بعد أن قبضت عليها شرطة الأخلاق في طهران بزعم انتهاكها قواعد لباس المرأة الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وأودت حملة القمع التي شنتها قوات الأمن على الاحتجاجات التي تقودها النساء بالعشرات، وفق منظمات تدافع عن حقوق الإنسان.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close