الجمعة 17 مايو / مايو 2024

مناشدات بعد اقتحام الاحتلال مستشفى الشفاء.. ماذا في توقيت العملية؟

مناشدات بعد اقتحام الاحتلال مستشفى الشفاء.. ماذا في توقيت العملية؟

Changed

الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مجمع الشفاء الطبي - رويترز
الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مجمع الشفاء الطبي - رويترز
حمّلت وزارة الصحة الاحتلال والمجتمع الدولي والولايات المتحدة المسؤولية عن سلامة الطواقم الطبية وآلاف الجرحى والنازحين داخل مجمع الشفاء الطبي.

فجر اليوم الأربعين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، اقتحمت قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، بعد حصار استمر نحو ستة أيام. 

وحمّلت وزارة الصحة الاحتلال والمجتمع الدولي والولايات المتحدة المسؤولية عن سلامة الطواقم الطبية وآلاف الجرحى والنازحين بداخله، في حين حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من ارتكاب مجزرة في المجمع.

في المقابل، قال جيش الاحتلال  إنه ينفذ عملية "دقيقة وموجّهة" تستهدف حركة "حماس" في منطقة محدّدة من مستشفى الشفاء، حيث لا يزال آلاف المدنيين يحتمون داخل أكبر مستشفى في قطاع غزة.

ووفق بيان الجيش الإسرائيلي فإن العملية جاءت بناء على معلومات استخبارية ولضرورة عملياتية، وإن قواتِـه تضم فرقًا طبية ومتحدثين باللغة العربية، خضعوا لتدريبات محددة استعدادًا لهذه المهام المعقدة والحساسة.

وقال جيش الاحتلال إنه يسعى إلى عدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين الذين تستخدمهم حماس "دروعًا بشرية" على حد زعمه.

وتدعي إسرائيل وجود مقاتلين وقيادات ومقار عسكرية لـ"حماس" في مجمع الشفاء الطبي، فضلًا عن زعم وجود أنفاق أسفل المستشفى مرجحةً وجود أسرى.

المستشفيات في غزة تحولت إلى "مقابر"

في غضون ذلك، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في مستشفى الشفاء.

وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة في تصريحات لـ"العربي" إن المؤسسات الدولية تنصلت من مسؤولياتها في حماية المرضى والأطباء في مجمّـع الشفاء الطبي.

من جهته، قال المتحدث باسم الصليب الأحمر الدولي في غزة هشام مهنا لـ"العربي" إن مستشفى الشفاء يشهد الآن وضعًا إنسانيًا كارثيًا حسب وصفه، منبّهًا إلى أن المستشفيات تحولت إلى ساحات حرب ومقابر.

إلى ذلك، ذكر الدكتور منير البرش مدير عام وزارة الصحة في غزة أن القوات الإسرائيلية اقتحمت الجانب الغربي من المجمع الطبي، ناقلًا سماع انفجارات كبيرة.

كما كشف محمد زقوت مدير عام المستشفيات بوزارة الصحة في قطاع غزة أن الجيش الإسرائيلي اقتحم أولًا قسمي الجراحة والطوارئ "وأطلق النار على من خرج من الممر الذي زعم أنه آمن للخروج من مجمع الشفاء".

كذلك، أكد زقوت أنه لم تطلق رصاصة واحدة من داخل مجمع الشفاء أثناء اقتحامه من قبل الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء، مردفًا: "جيش الاحتلال كان يعتقد أن دخول جنوده مجمع الشفاء سيكون نصرًا له، لكنه لم يجد أي دليل على وجود المقاومة".

وأوضح أنهم أبلغوا مندوبة الصليب الأحمر بأن "جيش الاحتلال اقتحم مجمع الشفاء الطبي".

ومنذ أيام، تحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلي آلاف المرضى والنازحين وأفراد الأطقم الطبية في مستشفى الشفاء، بينما تهدد وتستهدف المراكز الطبية بغزة منذ بداية العدوان على القطاع الذي بدأ قبل خمسة أسابيع.

وتصدّت المقاومة الفلسطينية خلال الأيام العشرة الماضية للهجوم البري للقوات الإسرائيلية في معارك شرسة بالشوارع قبل أن تتقدم إلى المنطقة الغربية من مدينة غزة، والمنطقة المحيطة بمجمع الشفاء الطبي.

ادعاءات إسرائيلية ودعم أميركي

ويزعم الجيش الإسرائيلي أن قواته الموجودة في المجمع الطبي تضم "فرقًا طبية ومتحدثين باللغة العربية خضعوا لتدريبات محددة للاستعداد لهذه البيئة المعقدة والحساسة بهدف عدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين"، حسب قوله.

وكانت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء قد دعمت الرواية الإسرائيلية، بالقول إن لديها معلومات مخابراتية تدعم ما تقوله إسرائيل.

ورغم ذلك، أفاد متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض لـ"رويترز" قائلًا: "لا نؤيد ضرب المستشفيات جوًا ولا نريد أن نرى قتالًا في المستشفى ليقع الأبرياء والأشخاص العاجزون والمرضى الذين يحاولون الحصول على الرعاية الطبية التي يستحقونها في مرمى النيران".

وتابع "يجب حماية المستشفيات والمرضى".

وحملت حركة حماس الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته المسؤولية عن تبعات اقتحام الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة.

وقالت الحركة في بيان إنها تحمل الكيان المحتل وقادته النازيين الجدد، والرئيس بايدن وإدارته كامل المسؤولية عن تداعيات اقتحام جيش الاحتلال مجمع الشفاء الطبي، وما يتعرض له الطاقم الطبي وآلاف النازحين، جراء هذه الجريمة الوحشية على حد ما جاء في البيان.

وفي حديث إلى "العربي"، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق إن اقتحام مستشفى الشفاء جريمة جديدة يرتكبها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وجيشه.

ونفى الرشق الروايات الإسرائيلية التي تروج أن المقاومة تستخدم مستشفى الشفاء لأغراض عسكرية.

أوضاع كارثية بمجمع الشفاء

وتفيد المعلومات بوجود أكثر من 650 مريض داخل مجمع الشفاء وما بين 5000 إلى 7000 مدني آخرين محاصرين داخل المستشفى تحت نيران متواصلة من القناصة والطائرات المسيرة الإسرائيلية. 

وكان المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة قد كشف أن المحاصرين في المستشفى حفروا مقبرة جماعية أمس الثلاثاء لدفن المرضى الذين توفوا وإنه لا توجد خطة لإجلاء الأطفال الخدج.

كذلك، أشار القدرة أن هناك نحو 100 جثة متحللة بالداخل ولا توجد وسيلة لإخراجها.

محاولة خلق إنجاز ميداني

متابعةً لهذه الأحداث، يوضح الخبير الأمني والإستراتيجي محمد عبد الرحمن أن محاصرة الاحتلال لمستشفى الشفاء منذ أكثر من 9 أيام ويسيطر على كل جهاته الرئيسية، فضلًا عن استهدافه جويًا وبريًا.

وعليه، يرى عبد الرحمن من غزة أن جيش الاحتلال كان يمكنه الدخول إلى مجمع الشفاء منذ أيام لا سيما بعد الإخلاء الكبير للنازحين وجزء من الطواقم الطبية والصحفية.

لكن الاحتلال الإسرائيلي اختار هذا التوقيت بالذات وفق الخبير الأمني والإستراتيجي، بحثًا عن إنجازٍ مفقود لم يتمكن من تحقيقه طيلة عدوانه.

فيشرح عبد الرحمن في مداخلة مع "العربي" من غزة: "يترافق هذا الاقتحام مع هجوم واسع على مدينة غزة وقصف مكثف على وسط المنطقة، ما يشير إلى تطور سياسي ما انعكس بشكل أو بآخر على محاولة خلق إنجاز ميداني ما.. واعتقد أن سبب ذلك الحديث مؤخرًا عن قرب التوصل إلى اتفاق على هدنة مؤقتة خلال الأيام المقبلة".

وعليه، أراد جيش الاحتلال أن يخرج بإنجاز ميداني ما يقدمه للرأي العام الإسرائيلي وحتى العالمي لا سيما للدول التي تسانده وتدعم روايته، وفق الخبير الأمني والإستراتيجي أحمد عبد الرحمن.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close