الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

مناقشة التحول الديمقراطي بالسودان.. لماذا رفضت قوى الحرية دعوة مصر؟

مناقشة التحول الديمقراطي بالسودان.. لماذا رفضت قوى الحرية دعوة مصر؟

Changed

برنامج "للخبر بقية" يبحث في أبعاد رفض قوى الحرية والتغيير لدعوة مصرية للمشاركة بورشة عمل في القاهرة الشهر المقبل (الصورة: أرشيفية غيتي)
لمناقشة آفاق التحول الديمقراطي في السودان، دعت مصر إلى ورشة عمل في القاهرة مطلع الشهر المقبل، لكن قوى الحرية والتغيير رفضت المشاركة.

كشفت مصادر في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير في السودان للتلفزيون "العربي" أنها شرعت في ترتيب لقاءات مع سفراء الرباعية الدولية في الخرطوم.

كما أشارت إلى انخراط لجنة الاتصالات الخارجية بالمجلس في اجتماعات مع أطراف دولية.

وجاء ذلك بالتزامن مع رفض المجلس دعوة مصرية للمشاركة في ورشة عمل بالقاهرة مطلع الشهر المقبل، لمناقشة آفاق التحول الديمقراطي في السودان.

وبرر المجلس رفضه بالقول: إن الورشة تشكل منبرًا قويًا للثورة المضادة التي تحشد لتقويض استعادة المسار الديمقراطي. كما أن الزمن تجاوزها بعد توقيع الاتفاق الإطاري، الذي وضع أساسًا لعملية سياسية يقودها السودانيون.

تخندق وسجالات

ويقابل هذا التشبث من جانب قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي بالاتفاق الإطاري الموقع في 5 ديسمبر/ كانون الأول ومخرجاته، تشبّث من نوع آخر للتيارات الرافضة للاتفاق بمحاولات إسقاطه.

ويأتي على رأس هذه التيارات قوى الحرية والتغيير - الكتلة الديمقراطية، التي لا تنفك بين حين وآخر، تتوعد بإسقاط الاتفاق الإطاري عبر الجماهير، لا سيما بعد توقف المشاورات غير الرسمية مع الموقعين عليه.

ووسط التخندق والسجالات والاتهامات بين أطراف الاتفاق الإطاري من جهة ورافضيه من جهة أخرى، يؤكد المعسكر الأول أن شرعية الاتفاق غير قابلة للطعن والنقاش، بل إن أطرافه شرعت فعلًا في استكمال ما تبقى من قضايا عالقة لم تحسم بعد؛ أبرزها كيفية ومواقيت الإصلاح العسكري واستكمال السلام وقضية شرق السودان والعدالة الانتقالية.

لكن بالمرصاد يقف الطرف الآخر، الذي يؤكد أن العودة للشارع هي الحل تمهيدًا لإبطال الاتفاق الإطاري واستبداله بكيان جامع يضم في ثناياه كافة القوى والتيارات السودانية.

"مصر حريصة على استقرار السودان"

في هذا السياق، يلفت الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية بشير عبد الفتاح، إلى أن القاهرة حريصة على وحدة واستقرار السودان، كذلك على بوابتها الجنوبية.

ويصف في حديثه إلى "العربي" من القاهرة، السودان بـ"العمق الإستراتيجي لمصر". كما يتوقف عند "ارتباط السودان بقضايا أمنية عديدة كأمن البحر الأحمر، علاوة على قضايا الإرهاب وتهريب السلاح والهجرة غير النظامية". 

وبينما يرى أن السودان معرّض لحالة من التفسخ الإقليمي جراء تهديد بعض الأطراف باللجوء إلى حق تقرير المصير، يقول: إن مصر حرصت من هذا المنطلق على الحيلولة دون تدهور الأوضاع في السودان وتجاوز المرحلة الانتقالية بأقل كلفة ممكنة. 

ويوضح أن القاهرة لا تريد أن تطول المرحلة الانتقالية حتى لا تسوء الأوضاع أكثر.

ويقول: إن مصر حرصت على وجود منصة جديدة للحوار تشرك فيها كافة ألوان الطيف السياسي السوداني، وعرضت إقامة حوار في القاهرة يجمع الأطراف السودانية، وتحديدًا شقّي قوى الحرية والتغيير أملًا في إيجاد مخرج سياسي مقبول لهذه الأزمة.

"لدينا في السودان منابر للحوار"

بدورها، تؤكد وزيرة العمل السابقة والقيادية في الحرية والتغيير – المجلس المركزي تيسير النوراني أن الشعب السوداني مدرك تمامًا عمق علاقته مع الشعب المصري، ومدى رغبته في استقرار الوضع في السودان.

وتقول في حديثها إلى "العربي" من الخرطوم: "نحن في السودان بدأنا منذ 5 ديسمبر الماضي عملًا جادًا ومنظمًا ومرتبطًا تمامًا بحل الإشكالات السودانية، وبتوقيع الاتفاق الإطاري".

وتضيف: "نحن الآن في المرحلة النهائية للعملية السياسية، وبدأنا مؤتمراتنا بالمؤتمر الأول حول تفكيك لجنة إزالة التمكين".

وتردف: "نحن نعتقد أن القاهرة تأخرت كثيرًا في متابعة شأن السودان أو تقديم المقترحات"، مؤكدة أن المنبر تحشَد له كل الفلول ضد العمل السياسي والتحول الديمقراطي في السودان، حيث يعتقد أنه بداية لإنهاء الاتفاق الإطاري.

إلى ذلك، تلفت النوراني إلى "أننا في السودان لدينا منابر داخل البلد للحوار فيما بيننا وفي طريقنا لوضع الأسس التي ابتدرناها في الاتفاق الإطاري والقضايا التي تهمه للوصول إلى اتفاق نهائي".

وتشير إلى أن "المكوّن العسكري في السودان متفق مع القوى السياسية المختلفة في البلاد على الوصول إلى حل والرجوع إلى فترة الانتقال والدولة المدنية الكاملة".

وتشدد على أن "السودانيين قادرين ومنظمين ومرتبين وفي طريقهم إلى الرجوع إلى فترة الانتقال".

"التأخر المصري أحدث فراغًا كبيرًا"

من جانبه، يعتبر الخبير في إدارة الأزمات بمركز الدراسات الإستراتيجية أمين اسماعيل مجذوب أن التأخر المصري في الدخول على خط الأزمة السودانية أحدث فراغًا كبيرًا جدًا ملأته قوى أخرى، مشيرًا في هذا الصدد إلى "المبادرة الرباعية" و"مبادرة الآلية الثلاثية".

ويرى في حديثه إلى "العربي" من الخرطوم، أن هاتين المبادرتين كانتا قد قطعتا شوطًا كبيرًا.

وبينما يؤكد أن مصر شقيقة وجارة للسودان تعرف تفاصيل الوضع فيه، يقول إن المبادرة جاءت بعدما كانت سبقتها خطوات.

ويتحدث عن رفض قوى الحرية والتغيير الذهاب إلى جلسة عقدت نهاية العامة الماضي اعتراضًا على مكونات الوفود التي دعتها "الآلية الثلاثية".

ويقول: "إن ذهبت الآن هذه القوى إلى مصر سيتكرر السيناريو، حيث سترفض قوى الحرية والتغيير الذهاب"، مذكرًا بأن "تجريب المجرب في السياسة فيه ضياع للزمن".

وفيما يخص المكوّن العسكري، قال إنه لم يدلِ برأيه سلبًا أو إيجابًا، وترك الأمور كلها للقوى السياسية.

وسلفت إلى إصرار رئيس مجلس السيادة، الذي التقى السفير المصري، على عرض بنود المبادرة والأجندة الخاصة بها على الرأي العام.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close