الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

استمرار الجدل حول منشأ كورونا.. مسؤول أميركي سابق: الفيروس تسلل من مختبر في الصين

استمرار الجدل حول منشأ كورونا.. مسؤول أميركي سابق: الفيروس تسلل من مختبر في الصين

Changed

روبرت ردفيلد
ردفيلد شغل أعلى منصب صحي في الولايات المتحدة خلال عهد ترمب (غيتي)
يعتبر المدير السابق للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض أن إصابة عامل في مختبر أمر عادي، ويقدر أن كورونا بدأ بالانتقال بين سبتمبر وأكتوبر في ووهان.

يعتقد روبرت ردفيلد، المدير السابق للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها "سي.دي.سي." أن فيروس كورونا قد تسلّل من مختبر في الصين.

وقدّر ردفيلد، الذي كان قد شغل أعلى منصب صحي في الولايات المتحدة خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، أن يكون الفيروس قد بدأ بالانتقال في وقت ما بين سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول عام 2019 في ووهان في الصين.

وعلى الرغم من تشديده على أن ما يقدمه هو مجرد "رأي"، تبنى ردفيلد في مقابلة مع شبكة "سي.أن.أن" وجهة النظر القائلة: إن المسبب الأكثر ترجيحًا لهذا الفيروس في ووهان هو مختبر، و"قد تسلّل" الفيروس منه.

وإذ أكد أن العلم سيتوصل في نهاية المطاف إلى السبب، اعتبر أن إصابة عامل في مختبر يعمل على فيروسات تنفسية، ليس أمرًا غير عادي.

لم ينتقل من الخفاش

وتضم مدينة ووهان التي تقع في وسط الصين "معهد ووهان لعلم الفيروسات"، الذي أجرى تجارب مكثفة على فيروسات كورونا في الخفافيش.

وقال ردفيلد: "هذا لا يشير الى أي عمل متعمد، هذا رأيي. لكني عالم فيروسات، وقد أمضيت حياتي في علم الفيروسات".

وأضاف: "لا أعتقد أن هذا (الفيروس) انتقل بطريقة ما من خفاش إلى إنسان، ثم في تلك اللحظة من الزمن أصبح هذا الفيروس الذي وصل إلى الإنسان من أكثر الفيروسات المُعْدية التي عرفتها البشرية وتنتقل من إنسان إلى آخر".

ولفت الى أنه "عادة عندما ينتقل فيروس حيواني المصدر إلى الإنسان، يستغرق الأمر بعض الوقت ليكتشف الفيروس كيف يصبح أكثر فاعلية في الانتقال من إنسان الى آخر. لا أعتقد أنه منطقي من الناحية البيولوجية".

وعندما سُئل إن كان يظن أن الفيروس تم صنعه داخل مختبر ليصبح أكثر فاعلية في الانتشار، أجاب: "لنقل فقط: لدي فيروس كورونا وأقوم بالعمل عليه".

وقال: "معظمنا في المختبرات يحاول أن ينمّي فيروسات. ويحاول أن يساعدها كي تنمو بطريقة أفضل، حتى يصبح بإمكاننا إجراء تجارب عليها لفهمها. أنا أكوّن الفكرة بهذه الطريقة".

موافقة وتعارض

ويتوافق رأي ردفيلد مع رأي مسؤولين آخرين في إدارة ترمب، مثل وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، الذي قال في الآونة الأخيرة: إن ثمة "أدلة معتبرة" على أن الفيروس جاء من مختبر، من دون تقديم أي دليل.

في المقابل، تتعارض آراؤه مع النظرية السائدة بين العلماء بأن فيروس سارس-كوف-2، الذي يرتبط جينيًا بفيروس كورونا في الخفافيش، قد انتقل إلى البشر بشكل طبيعي، وربما عن طريق حيوان وسيط.

كما قال مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية الدكتور أنتوني فاوتشي، الذي خدم في إدارة ترمب ويعمل الآن في إدارة الرئيس جو بايدن: إن معظم مسؤولي الصحة العامة لا يتفقون مع نظرية المختبر الصيني.

تحقيق أممي في أصل فيروس كورونا

وتم ربط نسبة كبيرة من الإصابات الأولى في ديسمبر/ كانون الأول 2019 ويناير/ كانون الثاني 2020 بسوق للأسماك في ووهان كان يبيع أيضًا حيوانات برية. ويُشتبه أن يكون هذا السوق مصدر الوباء أو لعب دورًا مهمًا في تفشيه.

وأجرت منظمة الصحة العالمية تحقيقًا حول الفيروس شمل الصين، واستمر من يناير/ كانون الثاني حتى فبراير/ شباط الماضيين، ومن المقرر أن تُعلَن نتائجه قريبًا.

وكان رئيس الفريق الذي تقوده المنظمة اعتبر أن الخفافيش تظل مصدرًا محتملًا، واستبعد فعليًا حدوث تسرب في المختبر.

بدوره، أكد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بعد عودة بعثة التحقيق التابعة للهيئة الأممية من الصين أن "جميع الفرضيات ما زالت مطروحة" فيما يتعلق بمنشأ وباء كوفيد-19.

أما خبير اللقاحات في جامعة فليندرز الأسترالية نيكولاي بتروفسكي، فرأى أن العالم لم يقترب من حلّ لغز منشأ مرض كوفيد-19 وأصله، لا بل "لم يتحرّك خطوة أبعد ممّا كنا عنده قبل عام".

وكان بتروفسكي واحدًا من أصل 26 خبيرًا عالميًا وقّعوا على رسالة تدعو إلى إجراء تحقيق جديد في الوباء، رغم زيارة فريق من الخبراء الدوليين إلى الصين منذ فترة.

وقال الخبراء في رسالتهم: إن بعثة منظمة الصحة العالمية "لم تكن تتمتع بالتفويض أو الاستقلالية أو القدرة اللازمة من أجل إجراء تحقيق كامل، من دون قيود في كل النظريات والفرضيات حول أصول المرض".

المصادر:
العربي/ وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close