الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

فيروس كورونا.. هل من علاقة مباشرة بين الوفاة واللقاح؟

فيروس كورونا.. هل من علاقة مباشرة بين الوفاة واللقاح؟

Changed

لقاح ضد فيروس كورونا
بعد عام أو أقل، قد يصبح الجيل الأول من لقاحات كوفيد-19 غير فعّال، وربما يكون هناك حاجة إلى تركيبات معدّلة (غيتي)
يرفع تكثيف حملة التلقيح في أوساط الفئة المعرضة بشكل أكبر للخطر من احتمال حصول وفيات بعد تلقي اللقاح المضاد لكوفيد، حتى في ظلّ غياب أي تأثير للقاح.

توفي أشخاص بُعيد تلقيهم حقنة من اللقاح في بعض الدول منذ بدء حملات التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد. لكن هذه الوفيات، التي تجري متابعتها عن كثَب وعددها قليل جداً، لا يمكن نسبتُها حتى الساعة إلى اللقاح، وفقاً لوكالة "فرانس برس". 

نتيجة مميتة

أثار وفاة 53 شخصًا تلقوا جرعة من لقاح فايزر/بايونتيك في النروج القلق. المتوفون هم أشخاص متقدمين في السن من بين نحو 20 ألفًا من نزلاء دور رعاية المسنين تلقوا اللقاح حتى الآن. ويجري تحليل حالة 13 شخصا، كانوا “متقدمين جداً” في السن و”معرضين للخطر” وحاملين “لأمراض خطيرة”، وفق ما أكدت وكالة الأدوية.

ووضعت الوكالة فرضية أن بعض الآثار الجانبية للقاح وغير الخطيرة على مريض بصحة جيدة، مثل الحرارة المرتفعة والإعياء، ربما أسهمت في”نتيجة مميتة لدى بعض المرضى الأكثر ضعفاً". ولم تحدد علاقة مباشرة بين الوفاة واللقاح،

وأثارت أخبار مماثلة عن حالات وفاة في دول أخرى بلبلة. واستُخدمت أحيانًا لتغذية الخطاب المناهض للتلقيح، لدرجة أن السلطات النروجية أجبرت لاحقًا على التأكيد على عدم وجود أي رابط مباشر بين الوفيات واللقاح.

ورصدت وكالة الأدوية تسع وفيات لأشخاص متقدمين في السن من نزلاء منشآت إيواء المسنين أو من المقيمين في دور المسنين، في فرنسا في 22 يناير/ كانون الثاني.  ويعاني هؤلاء من "أمراض مزمنة ويخضعون لعلاجات قوية” وهم من بين 80 ألف شخص تلقوا اللقاح.

لا علاقة للقاح

وأوضحت الوكالة أنه “بالنظر إلى ما نعرفه عن لقاح كوميرناتي (الاسم التجاري للقاح فايزر/بايونتيك) والعناصر المتوفرة عن الحالات حتى الساعة، لا سبب يدعو لاستنتاج أن الوفيات المبلغ عنها مرتبطة بالتلقيح".

وسُجلت أيضاً 13 وفاة لمتقدمين في السن في السويد و7 في إيسلندا، بدون أن يجري حتى الساعة إيجاد رابط بينها وبين اللقاح، وفق السلطات الصحية. وأفادت وسائل الإعلام البرتغالية عن وفاة عاملة في مجال الرعاية الصحية بعد يومين من تلقيها اللقاح في مطلع يناير/ كانون الثاني. ولم يبيّن تشريح الجثة “وجود أي رابط مباشر بين الوفاة ولقاح كوفيد-19"، وفقاً لوزارة العدل.

وتحدثت وزارة الصحة الفرنسية في 18 يناير/كانون الثاني عن “تسجيل 71 وفاة” على المستوى الأوروبي لأشخاص تلقوا اللقاح، بدون أن تقدّم تفاصيل إضافية. وقالت الوكالة الأوروبية للأدوية في اليوم نفسه إنه "لم تنسب أي وفاة لأشخاص متقدمين في السن للقاح كوميرناتي”. وذكّرت بأنه “حين تسجل أي وفاة أو عوارض خطيرة، تقوم السلطات بالتحقيق لمعرفة ما إذا كان للقاح دور فيها".

المعرضون للخطر

لا تعتبر هذه الوفيات خارجة عن السياق الطبيعي في ضوء إحصاءات الوفيات بين الأشخاص الذين تم تلقيحهم حتى الساعة. وجرى تلقيح الأشخاص الأكثر عرضة للخطر (كالمقيمين في منشآت الرعاية) أولاً في عدد كبير من الدول الأوروبية. وتلك هي الحال في فرنسا والنرويج والمملكة المتحدة وإسبانيا وغيرها. وتشير وكالة الأدوية الفرنسية إلى أن “تكثيف حملة التلقيح يزيد يومياً في أوساط تلك الفئة من احتمال حصول وفيات بعد تلقي اللقاح المضاد لكوفيد، حتى في ظلّ غياب أي تأثير للقاح".

وقالت الوكالة البريطانية لمنتجات الصحة “ليس من غير المتوقع أن تتدهور حالة بعض هؤلاء الأشخاص (المعرضين للخطر) بسبب سنهم أو أمراضهم بعد تلقيهم اللقاح، بدون أن يكون للقاح دور في ذلك".

ويوضح الأستاذ في علم وبائيات الدواء ستيفن إيفانز كما نقلت عنه هيئة “ساينس ميديا سنتر” أنه “عندما نلقح أشخاصًا معرضين لخطر الوفاة بشكل مرتفع، ستحصل بعض الوفيات بمحض الصدفة بعد التلقيح".

الشفافية

يزيد اختلاف مستوى الشفافية بين الدول من تعقيد هذه المسألة الحسّاسة. واختارت بعض الدول مثل فرنسا والدول الاسكندنافية، الإعلان عن أعداد الوفيات والآثار الجانبية المحتملة حتى بدون أن تكون علاقتها مع اللقاح مثبتة بعد. لكن دولاً أخرى تمتنع عن الإدلاء بأرقام. وأكدت وكالة الأدوية البريطانية من جهتها أنها ستبلّغ لاحقا وبصفة دورية عن الأرقام.

وأعطيت حتى الآن 60 مليون جرعة من اللقاح على الأقل في 64 بلداً ومنطقةً، بحسب تعداد لفرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية.

المصادر:
فرانس برس

شارك القصة

تابع القراءة
Close