لا تزال القضية التي عرفت إعلاميًا بقضية "طالبة الفستان"، أو "فتاة الفستان"، محط استنكار وجدل على مواقع التواصل في مصر، وخصوصًا بعدما أحال رئيس جامعة طنطا الدكتور محمود زكي "واقعة التنمر" إلى النيابة العامة.
وكانت الطالبة في كلية الآداب حبيبة زهران اشتكت من تعرضها للتنمر من قبل مراقبين في لجان الامتحان يوم الثلاثاء الماضي بسبب ارتدائها فستانًا.
إيه المشكلة في أن تقوم بعض بنات الجامعه بارتداء فستان نفس موديل فستان البنت صاحبة واقعة جامعة طنطا
— محمد الصقر (@0500435909) June 27, 2021
ودونت زهران حينها على صفحتها في منصة "فيسبوك" منشورًا قالت فيه إنها فوجئت عقب أدائها الامتحان خلال خروجها من اللجنة، بقيام مسؤولي المراقبة بالتنمر عليها والسخرية منها بسبب ملابسها، رغم ارتدائها فستانًا طويلًا ومحتشمًا. وامتد التنمر إلى المدينة التي تسكن فيها، والاعتداء على حريتها الشخصية.
ووصفت"طالبة الفستان" ما حدث معها بأنه جعلها "فُرجة" في الكلية من دون سبب.
الاستعانه بموظفين وموظفات للمراقبه في لجان امتحانات لطلاب الجامعات ( وخاصه ان معظمهم تعليم متوسط ). دائما تسبب مشاكل لكل من الطلبه أوالدكتور استاذ الماده اللي بيمتحونها أو اداره الجامعه نفسها ومقدرش اتحدث في التفاصيل اكتر من كده و اتمني الرساله توصل #فتاه_الفستان #جامعه_طنطا
— Dr:kamal naggar (@k_naggar) June 27, 2021
وحضرت الطالبة زهران لأداء امتحان اللغة الإنكليزية، اليوم الأحد، وقالت إنها تلقت إخطارًا من إدارة الجامعة بطلب حضورها التحقيق الخاص في واقعة التنمر عليها.
وبعد انتهاء الامتحان، التقى رئيس الجامعة "طالبة الفستان" بحضور والدها، بحسب وسائل إعلام مصرية، نقلت بيانًا من إدارة الجامعة تطالب فيه بعدم التطرق للموضوع؛ إلى حين انتهاء النيابة العامة من التحقيق.
وكانت زهران أبدت استغرابها لسلوك المراقبات السيدات، ومما حدث لها وتعرضها للتحرش اللفظي والتنمر داخل الكلية، وأشارت إلى أنها امتنعت في البداية عن تقديم شكوى إلى إدارة الكلية، خوفًا من تعرضها للمضايقات خلال دراستها بالكلية، خاصةً أنها محولة من جامعة الإسكندرية العام الماضي، ولكنها، بعد إعادة التفكير في الموقف، قررت تقديم الشكوى إلى الكلية رسميًا، للحصول على حقها.
وحظيت الشابة زهران باهتمام الرأي العام المصري، وسط حالة تضامن واسعة مع قضيتها.
وفيما انتقد البعض ازدياد حالات التنمر والتعرض اللفظي، رآى أخرون أن الموضوع تخطى حجمه.
اللي اتعرضت له فتاة الفستان بجامعة طنطا اللي هى جامعتي على فكرة،مبدأياً كدا غير مقبول عشان محدش يفهم كلامي غلط والفستان جميل وشيك👍 بس سؤال أسأله كدا لنفسك ليه ما بتدوش الموضوع نفس الأهميه مع المنتقبات واللى بيتعرضوا له فى الجامعات أو الشغل أو الشارع ولا دا برده مش حريه شخصيه؟!
— فاتن الخولى (@FatenFRY) June 27, 2021
واعتبر مدير المؤسسة العربية لحقوق الإنسان شريف الهلالي في حديث إلى العربي أن التعديلات التي طرأت على قانون العقوبات المصري عام 2020، أدرجت مصطلح التنمر لأول مرة.
وأوضح الهلالي أن المادة القانونية الخاصة بالتنمر تلحظ الجانبين المادي والمعنوي، وأنصفت ضحايا التنمر بحال كانت الواقعة تتمثل بسيطرة الجاني أو استعراض قوته، أو استغلال حالة ما لدى الضحية بسبب الجنس أو اللون أو الدين بقصد السخرية منها، أو الحد من شأنها.