يُعتبر تقدير الذات وذكاء الأشخاص عنصرًا مهمًا في النجاح بعالم الأعمال والحياة عمومًا، وقد يختلف ذلك من شخص إلى آخر. وبحسب دراسة جديدة يختلف تقدير الشخص لذكائه وذاته حسب الجنس.
فغالبًا ما يميل الرجال إلى المبالغة في تقدير نسبة ذكائهم على الرغم من عدم وجود فروق ملحوظة في معدل الذكاء لدى النساء والرجال.
وكانت مجلة "نيورو ساينس" (neuro science) الأميركية قد نشرت دراسة كشف فيها الباحثون كيف يقيم الرجال والنساء ذكاءهم بشكل ثابت، حيث تم تقييم مقاييس التقدير الذاتي العام والخصائص الذكورية والأنثوية، وتبين أن العامل الأساسي وراء المبالغة في تقدير الذكاء هو الجنس البيولوجي ثم الجنس النفسي، وبعبارة أخرى، كون الشخص ذكرًا أو يتمتع بصفات ذكورية يمنحه ذلك صورة فكرية مضخّمة عن نفسه.
ورغم ميل الناس للمبالغة في تقدير ذكائهم بشكل عام فإن هناك تفاوتًا واضحًا بين النساء والرجال، إذ تقلل النساء عادة من مستوى ذكائهن، فيما يفعل الرجال العكس، علمًا أن الباحثين في علم النفس والذكاء يدركون أنه لا يوجد اختلافات في معدل الذكاء الفعلي بين الرجل والمرأة أو بالأحرى لا وجود لما يسمى الجنس الأذكى.
هل الرجل أذكى من المرأة؟
وفي هذا الإطار، أكد الاختصاصي في العلاج النفسي الجنسي الدكتور أنس العويني، أن هناك تساويًا وتقاربَا في معدلات الذكاء بين الرجل والمرأة.
وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة تونس، أن من خلال الدراسات التي تتحدث عن الذكاء، يمكننا الاطلاع على التقييمات لمعدل الذكاء والتقييمات الاجتماعية، ونظرات الأهل إلى أبنائهم إن كانوا ذكورًا أو إناثًا، وكيفية تقييهم من حيث الجنس وقدراتهم الذكائية، ما ينعكس على طموحاتهم العلمية والإبداعية والمهنية.
وأوضح العويني أن ذكاء الرجل يكون من الجانب العلمي، أما ذكاء المرأة فقد يغلب عليه الجانب اللغوي وما إلى ذلك.
وحذّر من تداعيات تنصيف الذكور بأنهم الأكثر ذكاء من الفتيات، مما سيرسخ هذا المفهوم في أذهان الإناث، ويعتقدن أنهن غير قادرات على الإبداع وأن لهن كفاءة علمية الأمر الذي سينعكس على سلوكهن.
وأشار العويني إلى أن سلوكيات الإنسان على المستوى العلمي والفعلي لا ترتبط فقط بمعدل الذكاء، بل أيضًا بحوافز عاطفية يتعلمها الإنسان منذ الطفولة.
ونصح بضرورة تعزيز قدرات الأبناء خلال التربية، وإعطائهم الثقة.