الخميس 16 مايو / مايو 2024

مهددة بالانقراض.. سلاحف تسافر من موناكو إلى موطن أسلافها في إفريقيا

مهددة بالانقراض.. سلاحف تسافر من موناكو إلى موطن أسلافها في إفريقيا

Changed

أحضرت 46 سلحفاة نشأت في الأسر بموناكو إلى السنغال كخطوة أولى للعودة إلى الحياة البرية - متحف موناكو لعلوم المحيطات
أحضرت 46 سلحفاة نشأت في الأسر بموناكو إلى السنغال كخطوة أولى للعودة إلى الحياة البرية - متحف موناكو لعلوم المحيطات
أعيدت نحو 50 سلحفاة سولكاتا إفريقية إلى موطن أسلافها البري في السنغال، بعد أن نشأت في جزيرة خاصة بإمارة موناكو.

بعد رحلة شاقة عن طريق الجو والبرّ، منذ يوم السبت الفائت، عادت عشرات السلاحف الإفريقية المهددة بالانقراض إلى التربة الإفريقية في السنغال، التي كانت في الأصل موطنًا لأسلافها وذلك سعيًا إلى إنقاذ هذا النوع النادر من السلاحف.

فقد تمت إعادة 46 سلحفاة سولكاتا إفريقية لا يتجاوز حجمها كف اليد، إلى الحياة البرية من إمارة موناكو حيث نشأت، وذلك بعد سحبها بعناية أمس الثلاثاء من الصناديق التي سافرت داخلها.

فاتّخذت هذه الحيوانات الصغيرة من قرية السلاحف بمنطقة نوفلاي الواقعة على بعد 35 كيلومترًا من العاصمة السنغالية، منزلًا جديدًا لها بعد أن كانت قبل نحو أسبوع تعيش في جزيرة أُقيمت لها خصيصًا على الشرفة البانورامية في متحف المحيطات في موناكو.

مهمة جديدة لسلاحف سولكاتا

ووفق وكالة الأنباء الفرنسية، لا تزال هذه السلاحف النادرة في بداية عمرها على اعتبار أنها لا تزيد عن ثماني سنوات، مقارنةً بأمد حياة السلاحف المتوقع يتخطى مئة سنة.

وسيتعين على هذه السلاحف استعادة سلوكها الغريزي والبحث عن طعامها بمفردها بعيدًا من الخس، وتناول الخضر وحتى الجيف.

في المقابل، بقيت أمهات السلاحف وآباؤها الـ 6 من نوع "سنتروتشيليس سولكاتا" في موناكو، وكان الرئيس أمادو توماني توري قد أهداها إلى الأمير ألبير الثاني عام 2011 خلال زيارة إلى مالي المجاورة للسنغال في منطقة الساحل.

وقد أوكل معهد المحيطات في موناكو إلى السلاحف اليافعة الـ46، مهمة المشاركة في تعزيز أعداد السلاحف السودانية.

السلاحف الصغيرة قبيل السفر من فرنسا - متحف موناكو لعلوم المحيطات
السلاحف الصغيرة قبيل السفر من فرنسا - متحف موناكو لعلوم المحيطات

تراجع أعداد السلاحف

أما هذا النوع من السلاحف متأصل في الساحل الإفريقي، وهي منطقة شاسعة شبه قاحلة جنوب الصحراء الكبرى تعبر إفريقيا من شرقها إلى غربها، وهو مهدد بالانقراض، إذ لم يبق منه سوى "150 حيوانًا كحد أقصى" في الطبيعة في السنغال، بحسب توماس ديان مدير المعهد الإفريقي لدراسات السلاحف وحمايتها، وهي هيئة مشاركة في المشروع.

وبينما تتراجع أعداد هذه السلاحف بفعل هجمات حيوانات مفترسة بينها الضباع وإبن آوى، إلا أن أيضًا تدمير موائلها الطبيعية والرعي الجائر والاتجار الدولي بها، ساهم في تعزيز اندثارها.

في هذا السياق، حذّر ديان من أنه "في حال عدم بذل أي جهد بشكل طارئ وبنّاء، في السنوات الثلاثين المقبلة، سيزول هذا النوع في الطبيعة السنغالية، وسيقتصر وجودها على المنازل والمزارع الخاصة".

ويشير إلى أن الوضع "ليس مطمئنًا" بصورة عامة لكل الأجناس الإفريقية والسنغالية، الأرضية منها والبحرية، مضيفًا: "لو كنت سلحفاة، لما كنت لأرغب بأن أولد أو أعيش في غرب إفريقيا، أو ببساطة في إفريقيا".

الرحلة من فرنسا

السلاحف الصغيرة قبيل السفر من فرنسا - متحف موناكو لعلوم المحيطات
السلاحف الصغيرة قبيل السفر من فرنسا - متحف موناكو لعلوم المحيطات

أما رحلة السلاحف الـ 46، فبدأت من مطار شارل ديغول حيث سافرت على متن رحلة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية بين باريس ودكار، حيث تمت تدفئتها داخل الطائرة على حرارة 23 درجة مئوية، بحسب قائد الطائرة فرنسوا شارافان.

وفي نوفلاي، وُضعت السلاحف في ملجأ خاص ستوضع فيه بالحجر الصحي، وفيه ستبدأ رحلة تستمر أشهرًا عدة بهدف "إعادة تعلم القواعد الأساسية للحياة في البرية"، وفق ديان.

بعد ذلك، ستُنقل هذه الحيوانات إلى محمية في شمال غرب السنغال قرب منطقة الساحل.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close