السبت 27 أبريل / أبريل 2024

مهندسون يحافظون على هوية فلسطين.. نماذج مصغرة لعشرات المعالم الأثرية

مهندسون يحافظون على هوية فلسطين.. نماذج مصغرة لعشرات المعالم الأثرية

Changed

فقرة ضمن برنامج "صباح جديد" تعرض مبادرة لمهندسين معماريين في غزة لتشكيل نماذج مصغرة ورقمية لعشرات المعالم الأثرية الفلسطينية (الصورة: تويتر)
يهدف فريق المهندسين إلى توثيق المباني الأثرية الفلسطينية التي بُنيت في عقود زمنية مختلفة خشية أن تختفي مع الزمن والإهمال وسياسة التهديم.

على مدار سنتين، استطاع فريق من المهندسين المعماريين في غزة صناعة نماذج مصغرة وأخرى رقمية لعشرات المعالم الدينية والمنازل الأثرية الفلسطينية التاريخية التي استولت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي. 

ويهدف الفريق من خلال هذه المبادرة إلى توثيق هذه المباني الأثرية التي بُنيت في عقود زمنية مختلفة خشية أن تختفي في يوم من الأيام مع الزمن والإهمال وسياسة التهديم

ويعمل حسين نعيم وطارق العمر ومعهما فريق من المهندسين المعماريين في مكتب في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، وتمكنوا من بناء مجسمات مصغّرة بتفاصيل دقيقة لنحو 25 منها لا تزال موجودة حاليًا في مدن مثل حيفا ويافا وعكا وصفد.

وقد استغرق العمل عامين من البحث الشاق عن المخططات الهندسية لها من سكانها الأصليين الذين هاجر بعضهم قسرًا بعد أن استولت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي. 

وأوضح المهندس المعماري حسين نعيم لـ"العربي" أن المأساة "تكمن في أن صاحب المنزل الذي تعب في إنشائه يهجّر منه ويأتي مكانه مستوطن محتل". 

أرشفة لأكثر من 50 معلمًا دينيًا ومنزلًا

كما تشمل المبادرة أرشفة رقمية لأكثر من خمسين معلمًا دينيًا ومنزلًا أثريًا بتقنية ثلاثية الأبعاد. وتنتظر بعض هذه النماذج الرقمية لأن تتحول إلى مجسمات مصغرة إلى جانب كونها مرجعًا علميًا. 

من جهته، لفت المهندس المعماري طارق العمر إلى أن فلسطين تحتوي على معالم وآثار جميلة جدًا. وقال: "من هذا المنطلق نريد تكوين أرشيف يمكنني من إيجاد التخصص الذي أريده فإذا أردت البحث عن الجمال أريد أن أجد أرشيفًا كاملًا من المباني".

فبسبب الاحتلال وقيوده، لم تتمكن أجيال فلسطينية من زيارة أو رؤية هذه المعالم التي هي جزء من تاريخهم وقضيتهم. 

موروث عمراني يمثل الهوية

وقد أكد نعيم في حديث إلى "العربي" من غزة أن الحصار المفروض على غزة منع الكثير من الفلسطينيين من الوصول إلى هذه المباني التي تعتبر موروثًا عمرانيًا فلسطينيًا.

وقال نعيم: "كل بيت نصل له ونصنع نموذجًا له، نجد انفسنا أمام قصة طويلة عاشها المبنى كما فعل الإنسان في فلسطين تمامًا". 

كما شرح أن مباني فلسطين تتعرض لتشويه بشكل مستمر، وقد قام المهندسون بتوثيق بعض المباني بشكل هندسي دقيق.

كما سهّلت مواقع التواصل الاجتماعي الوصول إلى معلومات عت المباني التي كانت يسكنها فلسطينيون قبل النكبة، حيث تواصل بعض من أصحاب المنازل الذين يعيشون في المخيمات مع فريق المهندسين لتزويدهم بالمخططات والوثائق. 

وتعرض نماذج المباني المصغّرة هذه في معارض متنقلة في المدارس والجامعات في قطاع غزة، بحسب نعيم. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close