الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

موسكو تصفه بـ"غير القانوني".. تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان

موسكو تصفه بـ"غير القانوني".. تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان

Changed

تقرير إخباري لـ"العربي" يسلط الضوء على الوضع الإنساني في مدينة ماريوبول الأوكرانية (الصورة: غيتي)
جاء القرار الأممي في وقت أعلن فيه وزير الخارجية الأوكراني أنّ بلاده بحاجة "الآن" إلى أسلحة من دول حلف شمال الأطلسي لصد الهجوم الروسي.

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 دولة عضوًا، اليوم الخميس، على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية؛ بسبب هجومها العسكري على أوكرانيا، وذلك بتأييد 93 صوتًا.

وعلى الفور، أعرب الكرملين عن أسفه لتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، مشددًا على أن موسكو تعتزم "مواصلة الدفاع عن مصالحها بكل السبل القانونية".

"معارضة" تعليق عضوية روسيا

وعارضت 24 دولة هذا التعليق، وهو الثاني في تاريخ الأمم المتحدة بعد قرار حول ليبيا في 2011، فيما امتنعت 58 دولة عن التصويت. لكن الأصوات الممتنعة لم تؤخذ في الاعتبار ضمن غالبية الثلثين المطلوبة والمحصورة بين الأصوات المؤيدة والمعارضة فقط.

ومن بين الدول التي صوتت ضد القرار الصين وإيران وكازاخستان وكوبا، وبطبيعة الحال روسيا وبيلاروسيا وسوريا.

ورغم الضغوط التي مارستها موسكو في الأيام الأخيرة بهدف أن تصوت الدول ضد القرار، اختارت دول إفريقية من بينها جنوب إفريقيا والسنغال، الامتناع عن التصويت، معتبرة أن قرار تعليق عضوية موسكو "يحكم مسبقًا على نتائج لجنة التحقيق" التي شكلها مجلس حقوق الإنسان مطلع مارس/ آذار الماضي.

كذلك، امتنعت البرازيل والمكسيك والهند، وهي دول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، عن التصويت. من جهة أخرى، صوتت تشيلي لصالح القرار.

"عزلة" موسكو على الساحة الدولية

وبحسب واشنطن، فإن تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان أكثر بكثير من مجرد خطوة رمزية، ويزيد من "عزلة" موسكو على الساحة الدولية منذ هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الفائت.

وتتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات ضد المدنيين في المناطق الأوكرانية التي احتلتها، مثل بوتشا، الأمر الذي عجل بخطوة واشنطن لتعليق عضويتها في مجلس حقوق الإنسان.

وإثر التصويت، قالت أوكرانيا اليوم الخميس، إنها "ممتنة" لقرار تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، مؤكدة أن "مجرمي الحرب" يجب ألا يكونوا ممثلين فيه.

وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر: "لا مكان لمجرمي الحرب في هيئات الأمم المتحدة التي تهدف إلى حماية حقوق الإنسان".

وأضاف: "أنا ممتن لكل الدول الأعضاء التي أيدت قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة واختارت الجانب الصحيح من التاريخ".

أوكرانيا بحاجة إلى أسلحة "الآن"

في سياق آخر، أعلن وزير الخارجية الأوكراني اليوم الخميس أنّ بلاده بحاجة "الآن" إلى أسلحة من دول حلف شمال الأطلسي لصد الهجوم الروسي، أو "سيكون الأوان قد فات".

وقال عقب اجتماع مع وزراء خارجية الناتو في بروكسل: "ليس لدي شك في أن أوكرانيا ستحصل على الأسلحة الضرورية للقتال. السؤال هو متى"، داعيًا بالإلحاح نفسه إلى إنهاء مشتريات النفط والغاز من روسيا.

وأضاف كوليبا متحدثًا أمام الصحافيين: "إما أن تساعدونا الآن وأنا أتحدث عن مسألة أيام وليس أسابيع، أو ستأتي مساعدتكم بعد فوات الأوان. وسيموت الكثير من الأشخاص وسيفقد العديد من المدنيين منازلهم وسيتم تدمير العديد من القرى، إذا وصلت هذه المساعدة متأخرة".

ومع تراجع القوات الروسية إلى شرق أوكرانيا حيث يتوقع الناتو هجومًا كبيرًا، حذر دميترو كوليبا قائلاً: "بينما نتحدث الآن، معركة دونباس مستمرة"، حتى لو "لم تصل إلى ذروتها".

وأضاف: "للأسف سيزداد الأمر سوءًا. إن معركة دونباس (في شرق أوكرانيا) ستذكركم بالحرب العالمية الثانية... مع إشراك آلاف الدبابات والمدرعات والطائرات وسلاح المدفعية. لن تكون عملية محلية".

وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ أن "الحلفاء يدركون الضرورة الملحة لتقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا". وقال "من الأفضل عدم الإفراط في تحديد الأسلحة التي سيتم توفيرها، لكنه دعم كبير".

حرب طويلة الأمد

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس: "اتفقنا على تزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة ومساعدة القوات الأوكرانية على العبور من معداتها التي تعود إلى الحقبة السوفياتية إلى معدات تتوافق مع معايير الناتو، على أساس ثنائي".

وأوضح الأمين العام للحلف: "لا نرى انسحابًا للقوات الروسية، بل إعادة لم شمل، وإعادة تموضع في اتجاه الشرق حيث نتوقع هجوما كبيرا، معركة كبيرة تبرر الحاجة الملحة إلى تقديم مزيد من الدعم".

وأكد ينس ستولتنبرغ أنه يجب الاستعداد "لحرب طويلة الأمد تستمر عدة أسابيع أو حتى شهور أو سنوات، ما سيكون مأساة للشعب الأوكراني، ويحمل مخاطر تصعيد خارج أوكرانيا".

وشدد وزير الخارجية الأوكراني على أنه "يجب أن نوقف آلة الحرب الروسية اليوم"، مرحبًا بالعقوبات الجديدة التي يستعد الاتحاد الأوروبي لفرضها، لكنه طالبه بالذهاب إلى أبعد من ذلك بسرعة.

وقال: "طالما يستمر الغرب في شراء الغاز والنفط من روسيا، فإنه يدعم أوكرانيا بيد بينما يدعم آلة الحرب الروسية باليد الأخرى".

وأعلن كوليبا أنه مستعد للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف مرة أخرى "إذا كان ذلك يمكن أن يضع حدا لهذه الحرب"، لكنه أضاف "لست متفائلًا عندما أستمع إليه لأن كل ما يقوله يهدف إلى عرقلة المفاوضات".

واعتبر أن "كونه يبرر قصف مستشفى في ماريوبول وجرائم الحرب التي ارتكبت في بوتشا وبلدات وقرى أخرى في أوكرانيا... يجعله شريكًا في الجرائم".

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close