لم يحضر محافظ البنك المركزي اللبناني رياض سلامة، اليوم الخميس، جلسة قضائية استدعي لحضورها في الأسبوع الماضي بعد اتهامه بالفساد، الأمر الذي دفع القاضي إلى تحديد موعد جديد للجلسة في يونيو/ حزيران، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وينفي سلامة باستمرار التهم الموجهة إليه ويقول إنه أجرى مراجعة لحساباته وظهر بأن الأموال العامة ليست مصدرًا لثروته.
ويواجه سلامة، الذي ظل في منصبه لنحو ثلاثة عقود، تدقيقًا متزايدًا منذ الانهيار المالي للبنان في 2019.
وفي جلسة اليوم، عرض محام يمثل سلامة دفاعه المبدئي عن موكله ضد اتهامات الكسب غير المشروع التي وجهتها القاضية غادة عون في الأسبوع الماضي.
ويجري التحقيق بشأن ثروة سلامة في خمس دول أوروبية على الأقل، بعد تحقيق سويسري بخصوص اختلاس 330 مليون دولار في البنك المركزي.
وجمدت خمس دول أوروبية هي فرنسا وألمانيا ولوكسمبورج وموناكو وبلجيكا أصولًا قيمتها 120 مليون يورو ذكر ممثلو ادعاء ألمان أنها مرتبطة بتحقيق الاختلاس.
وسبق أن ذكر سلامة (71 عامًا) أن ثروته مصدرها الاستثمارات التي قام بها عندما كان يعمل في ميريل لينش قبل توليه منصبه في 1993.
إفراج مشروط لشقيق سلامة
وقبل أيام ألقي القبض على شقيقه الأصغر رجا ووُجه له اتهام رسمي بمساعدة سلامة في غسل الأموال في قضية قالت عون إنها مرتبطة بشراء وإيجار شقق في باريس بما في ذلك للبنك المركزي.
وقال محامي رجا إن اتهامات الكسب غير المشروع وغسل الأموال الموجهة إلى موكله بلا أساس، ووصف الأدلة بأنها "تكهنات إعلامية من دون أي دليل".
وكان قاضي التحقيق نقولا منصور قد أصدر في وقت سابق من اليوم قرار إخلاء سبيل رجا سلامة بكفالة مالية قدرها عشرون ألف دولار مع منعه من السفر إلى الخارج.
وقال مصدر قضائي لوكالة "رويترز" إن المدعية العامة القاضية غادة عون استأنفت اليوم الخميس قرار إخلاء سبيل رجا سلامة الذي ما يزال قيد الاحتجاز لحين البت في الاستئناف.
ويواجه رياض سلامة تحقيقات أخرى، بما في ذلك تحقيق سويسري في مزاعم غسل أموال في البنك المركزي تشمل مكاسب بقيمة 300 مليون دولار لشركة مملوكة لرجا سلامة.
ويتهم منتقدون القاضية غادة عون بالتصرف بما يتماشى مع الأجندة السياسية للرئيس ميشال عون الذي عينها مدعية عامة لجبل لبنان، والتيار الوطني الحر، الذي يريد عزل سلامة. وتنفي القاضية ذلك قائلة إنها تنفذ القانون.
ولا يزال سلامة يحظى بالدعم من سياسيين أقوياء في الحكومة بمن فيهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي.