"لا يمكن، غير معقول، إن صباح اليوم قد يكون أسوأ صباح لي في حياتي، أو في حياتنا جميعًا". بتلك الكلمات علق مشجعو فريق برشلونة الإسباني على الخبر الصادم الذي نشره موقع النادي الإسباني.
"برشلونة بلا ميسي"، لقد أصبح ذلك أسوأ خبر حقيقي ممكن أن يتلقاه عشاق الـ"بلوغرانا".
فعلى مدى سنوات طويلة، ومنذ انضمامه للنادي عبر مدرسة "لاماسيا"، كان عشاق كرة القدم يعتادون على رؤية أكثر من لاعب مرميين على الأرض والكرة تتدحرج في الشباك، بينما صاحب القميص رقم 10 يهرول باتجاه الجماهير، ويتلقى تحية الآلاف الذين يحتشدون في مدرجات الـ"كامب نو"، ويرفعون أيديهم ثم يحنون ظهورهم في حركة واحدة، مرددين بصوت هادر: ميسي، ميسي.
لكن فجر اليوم، كان المشهد مغايرًا تماماً حول الملعب، الذي شهد 4 بطولات دوري أبطال أوروبا، و10 ألقاب بطولة إسبانيا، و7 كؤوس ملك، و8 مرات كأس السوبر الأوروبي، و3 من السوبر الأوروبي ومثلها من كأس العالم للأندية مع ميسي.
حياتي انتهت
وافترش جماهير الفريق الأرض حول الكامب نو، وبكوا لرحيل "الملهم"، بينما حمل أحدهم القميص رقم 10 وراح يضرب برأسه بوابة الملعب، وبكى بحرقة، وقال: "إن حياتي انتهت اليوم". وقال مشجع آخر لصحيفة ميرور البريطانية: أنا أشعر بالمرض.
الصحيفة نفسها أوضحت أن جماهير برشلونة بكوا وكأن أحد أفراد عائلتهم في المنزل قد غادرهم، وأنهم يعيشون في حالة صدمة.
LLORANDO SIN CONTROL POR LA MARCHA DE MESSI - Mi vida acaba hoy pic.twitter.com/ZJxlEebpIX
— David Valdearenas (@DavidValdearen1) August 5, 2021
وطالب عدد من المشجعين بعدم إعطاء القميص رقم 10، لأي لاعب آخر بعد "البرغوت"؛ لكن القوانين في الدوري الإسباني تفرض على الأندية الالتزام بالأرقام من 1 إلى 25 للاعبين؛ لذلك إذا أراد برشلونة حجب الرقم عن أي لاعب آخر، فعليه تسجيل 24 لاعبا فقط وهذا غير وارد.
Barcelona fans outside the Camp Nou 💔 pic.twitter.com/Tnfn0wYk07
— Mr. Grealish (@1realgaby_) August 6, 2021
واتجهت كبرى صحف العالم ووسائل الإعلام لتغطية الحدث" الزلزال"؛ فعنونت صحيفة أوليه الأرجنتينية: "إنها نهاية أسطورة فريدة لا مثيل لها".
وأضافت: "انتهت واحدة من أجمل القصص في عالم كرة القدم، لقد وصل أخيرًا اليوم الذي لم نتخيله أبدًا".
أما لاناسيون فقالت: "قنبلة هزت كرة القدم العالمية".
شكراً ليو! pic.twitter.com/jliYf0fjk7
— نادي برشلونة (@fcbarcelona_ara) August 5, 2021
يوم أسود
وكان ميسي قد انفجر غضبًا العام الماضي، بعد هزيمة برشلونة أمام بايرن ميونخ في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بنتيجة 8-2، وأعلن نيته الرحيل عن النادي. وراهن الجميع على عودة خوان لابورتا رئيسًا، وهو الذي واكب معظم إنجازات "البرغوت" مع الفريق الكتالوني، وهذا ما حصل.
فقد عاد لابورتا في مارس/ آذار الماضي، فتنفس الجمهور الصعداء، وتوقعوا أن يمدد الفائز بالكرة الذهبية ست مرات، والذي انتهى عقده هذا الصيف، إقامته لمدة 21 عامًا في الكامب نو بعد موافقته على خفض راتبه البالغ 78 مليون جنيه إسترليني إلى النصف. لكن ذلك لم يحصل.
وقالت صحيفة سبورت: إن ميسي يعيش في حالة صدمة، ولم يفهم ما حصل؛ فيما طالب عدد من الصحافيين الإسبان بتوضيح ما جرى خلال مفاوضات أمس.
أما الصحافي ماسكارو في الصحيفة فكتب: "لا يمكن لأفضل لاعب في آخر ٢٠ عامًا، أن يغادر من خلال بيان على الإنترنت، نريد معرفة الحقيقة، كل الحقيقة، و لا شيء سوى الحقيقة".
أما الصحافي دايفيد سانشيز فنشر فيديو مصورا عبر ماركا الإسبانية قال فيه: "يوم أسود لتاريخ برشلونة والليغا، الأولوية الآن لخروج ليو ميسي من برشلونة بشكل لائق".
Lionel Messi at Barcelona. Thank you for the memories. 💙❤️ pic.twitter.com/PA3JMaShGV
— B/R Football (@brfootball) August 5, 2021
أما صحيفة آس الإسبانية فرجحت وجهتين محتملتين أساسيتين لميسي بعد رحيله عن برشلونة، وهما مانشستر سيتي الإنكليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي، الذي ترتفع حظوظه صباح اليوم مع ورورد تقارير صحافية تتحدث عن إمكانية اقتراب البرغوت من النادي الذي يضم زميله دي ماريا الأجنتنيني، ورفيقه البرازيلي نيمار، بالإضافة للخصم التاريخي سيرجيو راموس، بإشراف المدرب بوكتينيو الأرجنتيني.
إنه ميسي
وسجل ميسي مع برشلونة 672 هدفًا، في 778 مباراة، ومرر 305 تمريرات حاسمة. هذا السجل كافٍ لأن يخرج هداف إنكلترا التاريخي غاري لينكر عن طوره على منصة تويتر، ويدون عن إدارة برشلونة: كيف أوقعوا أنفسهم في هذا المأزق؟. وأضاف: "الليغا ماتت الآن".
وأعاد ناشطون مقطع فيديو للمدرب الفرنسي الشهير آرسين فينغر، حين سئل عن أفضل لاعب في العالم حاليًا ليجبيهم على الفور: إنه ميسي.
ثم سئل من هو أفضل لاعب مر في تاريخ الكرة، ليجيب مجددًا: إنه ميسي.
Lionel Messi - End of an Era The Story.pic.twitter.com/mEkSD6It8T
— ً (@LSComps) August 5, 2021
رغم خروج بعض الأصوات التي هاجمت اللاعب البالغ 34 عامًا متهمة إياه بالسعي وراء المال، ورغم تقدم عمره وظهور لاعبين جدد، إلا أن وقع الحزن كان أقوى بكثير.
واجتاحت الصدمة جيلًا كاملًا عشق كرة القدم من أجل ميسي، وجيل آخر شجع برشلونة لوجود ميسي.