نشرت صحيفة "لا برس" الكندية أمس الأربعاء، رسمًا كاريكاتيريًا يصوّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنه مصاص دماء، في إشارة إلى الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة.
وعلى الأثر، اتهم البعض الصحيفة الرقمية الصادرة باللغة الفرنسية بمعاداة السامية، ما دفع برئيسة التحرير إلى الاعتذار.
"نوسفينياهو في طريقه إلى رفح"
في التفاصيل، نشرت الصحيفة ومقرها مونتريال، رسمًا كاريكاتيريًا أمس الأربعاء يجسّد نتنياهو بأذنين مسنّنتين ومخالب وهو يقف مرتديًا معطفًا طويلًا على متن سفينة شراعية في صورة تذكر بمصاص الدماء في فيلم "نوسفيراتو" لعام 1922.
وكتب تحت الرسم عبارة: "نوسفينياهو في طريقه إلى رفح"، للدلالة على توجه نتنياهو نحو اجتياح عسكري لرفح التي تضم أكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني.
ويأتي ذلك، في وقت تتصاعد المخاوف في دول العالم ومن بينها كندا بشأن العدوان المستمر على غزة، لا سيما مع تأكيد إسرائيل تمسّكها بخططها لاجتياح مدينة رفح، حيث تعهد نتانياهو مواصلة الحرب.
في السياق، كانت كندا قد أعلنت هذا الأسبوع أنها ستحظر مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، إذ يمنع القانون الكندي تصدير الأسلحة في حالة وجود احتمال لاستخدامها في "انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني" أو "أفعال عنف خطيرة ضد النساء والأطفال".
اتهامات معاداة السامية
في المقابل، انتقد سياسيون كنديون وزعماء يهود وآخرون الرسم الكاريكاتيري الصادر في الصحيفة، بمن فيهم رئيس الوزراء جاستن ترودو الذي وصفه بأنه "مثير للاشمئزاز".
وكتب ترودو: "التلميحات إلى معاداة السامية وترديد استعارات مماثلة أمر غير مقبول".
كما انتقد العديد من الوزراء الكنديين الرسم ووصفوه بأنه "فظيع"، وحذروا من أنه يهدد بزيادة التوترات المرتفعة أصلًا في كندا فيما يتعلق بالحرب على غزة.
وبحلول منتصف اليوم، أزيل الرسم الكاريكاتيري وأصدرت صحيفة "لا برس" ستيفاني غرامون اعتذارًا أوضحت فيه أن الرسم كان يهدف إلى انتقاد الحكومة الإسرائيلية "وليس الشعب اليهودي".
وأكّدت غرامون أنه "لم تكن نيتنا أبدًا الترويج لمعاداة السامية أو الصور النمطية المسيئة".
