الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

"نحن في ورطة".. دراسة تُثير مخاوف جديدة من كوفيد طويل الأمد

"نحن في ورطة".. دراسة تُثير مخاوف جديدة من كوفيد طويل الأمد

Changed

ناقش برنامج "صباح جديد" ظاهرة انتحار أشخاص مصابين بكوفيد طويل الأمد (الصورة: غيتي)
كشفت دراسة حديثة التأثير الواسع النطاق لكوفيد طويل الأمد على حياة الناس، والتي تتجاوز الصحة إلى جودة الحياة، والتوظيف، والتعليم، والقدرة على الاعتناء بالنفس.

يثير مرض "كوفيد طويل الأمد" مخاوف السلطات الصحية حول العالم، إثر اتساع نطاق الأعراض المبلّغ عنها بعد الإصابة بفيروس كوفيد 19، وعدم القدرة على تقديم تشخيص وعلاج ملائم للمرضى، وخاصة في ظل تحوّل كورونا إلى مرض متوطن في عدد من الدول.

وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مقابلة مع صحيفة "غارديان" البريطانية، من أنه "في حين أن الوباء قد تغيّر بشكل كبير بسبب إدخال العديد من الأدوات المُنقذة للحياة، إلا أن تأثير كوفيد طويل الأمد، على جميع البلدان خطير للغاية".

وأضاف أن دول العالم تحتاج إلى اتخاذ إجراءات فورية ومستدامة، بسبب مواجهة المصابين بكورونا في العديد من البلدان فترات انتظار طويلة ومحبطة" للحصول على الدعم أو التوجيه.

فترة طويلة للتعافي

يأتي ذلك في وقت كشفت دراسة أسكتلندية واسعة، شملت حوالي 100 ألف شخص، أن واحدًا من كل عشرين شخص، لم يتعاف بعد من أعراض فيروس كورونا، رغم مرور فترة تتراوح بين 6 إلى 18 شهرًا على الإصابة، بينما تعافي 42% من المصابين بشكل جزئي.

وأشارت الدراسة، التي نشرت في مجلة " نايتشر كوميونيكايشنز"، إلى أنه من غير المرجح أن يعاني الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس لكن من دون أعراض، من هذه الآثار طويلة الأمد، مشيرة إلى أن اللقاح يوفر حماية جزئية من استمرار الأعراض.

ورصدت الدراسة مجموعة سكانية أسكتلندية مؤلفة من 33 ألف إصابة مؤكدة لكورونا، و73 ألفًا آخرين لم يصابوا مطلقًا، من خلال استبيانات لمدة ستة و12 و18 شهرًا، وربطها بسجلات الاستشفاء والوفاة.

وتبين أن من بين 31 ألفًا و486 إصابة مصحوبة بأعراض، لم يتعاف ألف و856 شخصًا (6%)، بينما تعافى 13 ألف و350 (42% بشكل جزئي فقط).

تداعيات واسعة النطاق

وقالت أستاذة الصحة العامة في جامعة غلاسكو جيل بيل التي قادت فريق البحث: "الدراسة كشفت عن التأثير الواسع النطاق لكوفيد طويل الأمد على حياة الناس"، مشيرة إلى أن التداعيات تتجاوز الصحة إلى جودة الحياة، والتوظيف، والتعليم، والقدرة على الاعتناء بالنفس.

وفي هذا الإطار، ذكرت دراسة أميركية حديثة أن نحو 15% من الذين أصيبوا بمتلازمة كوفيد 19 طويل الأمد يعانون مجددًا بعد مرور سنة على إصابتهم، وأن عددًا كبيرًا منهم يدفعه ذلك للانتحار، أو التفكير بتلك الخطوة.

وأوضح أحمد الزغلول متخصص علم النفس في حديث سابق إلى "العربي" أن معاناة المصابين بمتلازمة "كوفيد طويل الأمد" التي تتضمن أعراضًا مؤلمة بما فيها آلام المفاصل وضيق التنفس، تنعكس نفسيًا عليهم، مسببة لهم الإحباط والقلق، وثمّ الاكتئاب الذي يعد أحد أهم مسبّبات الانتحار. 

إلى ذلك كشفت بيل أن المصابين بفيروس كوفيد كانوا أكثر عرضة للإصابة بـ 24 من أصل 26 عارضًا، مقارنة بالذين لم يصابوا أبدًا، على غرار أن الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات ونصف، من أن يصابوا بضيق في التنفس من غير المصابين.

وذكرت الدراسة أن أعراض الإصابات المستمرة تختلف من حالة إلى أخرى، حيث تمثّلت الأعراض الأكثر شيوعًا في ضيق التنفس، وخفقان القلب، وألم الصدر، واضطرابات دماغية.

من جهته، قال ديفيد بوترينو، مدير ابتكار إعادة التأهيل لنظام ماونت سيناي الصحي في نيويورك، لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية: "إنها دراسة أخرى منفّذة بشكل جيد، تظهر أن علينا أن نكون قلقين للغاية بشأن الأعداد الحالية من الإصابات المستمرة"، مضيفًا أنه أمام هذه المعطيات، "نحن في ورطة".

وقال بوترينو: "تزداد خطورة الأعراض بين الأشخاص الذين كانت إصابتهم شديدة، وجرى نقلهم إلى المستشفى"، غير أنه أشار، في المقابل، إلى أن "غالبية الحالات طويلة الأمد سجلت لدى الأشخاص الذين أصيبوا بعدوى خفيفة".

وسجّلت الدراسة أن خطر الإصابة بفيروس كوفيد -19 كان أكبر بين النساء وكبار السن وفي صفوف الفئات الاجتماعية الهشة. كما أن الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية جسدية أو نفسية، مثل أمراض الجهاز التنفسي والاكتئاب، هم أكثر من يتعرضون لـ "كوفيد طويل الأمد".

وتشير تقديرات حكومية إلى أن ما بين سبعة إلى 23 مليون أميركي، يعانون من الآثار الطويلة جراء الإصابة بفيروس كورونا، وأن مليون منهم لم يعد بإمكانهم العمل.

ورجّحت صحيفة "واشنطن بوست" أن ترتفع هذه الأرقام مع تحول كوفيد إلى مرض متوطّن.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close