الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

نداء "طارئ" لمساعدة ضحايا الزلزال بسوريا.. لماذا تأخرت الأمم المتحدة؟

نداء "طارئ" لمساعدة ضحايا الزلزال بسوريا.. لماذا تأخرت الأمم المتحدة؟

Changed

فقرة ضمن برنامج "الأخيرة" حول الانتقادات التي وجهت للأمم المتحدة بشأن تقديم المساعدات للمتضررين من الزلزال في الشمال السوري (الصورة: غيتي)
أعلن غوتيريش أن الأمم المتحدة أطلقت نداء إنسانيًا لجمع 397 مليون دولار للسكان الذين وقعوا ضحايا الزلزال في سوريا، مشيرًا إلى أن المساعدات ستغطي فترة 3 أشهر.

لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا على مدى 3 أشهر، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء نداءً طارئًا لجمع نحو 400 مليون دولار.

وقال غوتيريش لصحافيين: "اليوم أُعلن أن الأمم المتحدة تُطلق نداءً إنسانيًا لجمع 397 مليون دولار للسكان الذين وقعوا ضحايا الزلزال الذي اجتاح سوريا.

وفيما أشار إلى أنّ "المساعدات ستغطي فترة ثلاثة أشهر"، لفت إلى أن المنظمة تعمل على إطلاق نداء مماثل للتبرع لضحايا الزلزال في تركيا.

ودعا غوتيريش كل الدول الأعضاء إلى "تمويل كامل ومن دون تأخير" لهذه الجهود من أجل تأمين "مساعدة إنسانية يحتاج إليها نحو 5 ملايين سوري، تشمل المأوى والرعاية الطبية والغذاء".

وأوضح أن "الحاجات هائلة" و"نحن ندرك جميعنا أن المساعدات المنقذة للحياة لا تصل بالسرعة والحجم اللازمين".

وتابع: "بعد أسبوع من الزلازل المدمرة، يعاني ملايين الأشخاص في كل أنحاء المنطقة من أجل البقاء على قيد الحياة، من دون مأوى، وفي ظل درجات حرارة متجمدة".

وشدد غوتيريش على أنه "يجب ألا تتفاقم المعاناة الإنسانية التي سببتها هذه الكارثة الطبيعية بالحواجز التي وضعها أشخاص" مكرّرًا دعوته إلى السماح للمساعدات بأن تنقل "عبر كل الطرق من دون أي قيود".

وكان غوتيريش أعلن الإثنين أن رئيس النظام السوري بشار الأسد "وافق" على فتح معبرين حدوديين إضافيين بين تركيا وشمال غرب سوريا الذي لا يخضع لسيطرة قواته وذلك من أجل إدخال مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال.

وخلال مكالمة هاتفية مع غوتيريش الثلاثاء، شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "على ضرورة أن يحترم نظام الأسد التزامه" فيما يتعلّق بالمعبرين الإضافيين وهما باب السلامة والراعي.

ونقل بيان لوزارة الخارجية الأميركية عن بلينكن تأكيده على مسامع غوتيريش على وجوب ضمان عمل هذين المعبرين الإضافيين "بما في ذلك من خلال تفويض من مجلس الأمن الدولي إذا لزم الأمر".

"بازار سياسي"

وحول الانتقادات التي وجهت للأمم المتحدة حول آلية إدخال المساعدات، يشير عضو مجلس إدارة الدفاع المدني السوري عمار السلمو إلى تأخر الأمم المتحدة في الاستجابة للزلزال منذ لحظة وقوعه، مشددًا على أن ما حصل لم ينجم عن صراع سياسي أو عسكري، وإنما هو عبارة عن كارثة طبيعية.

وفي حديث لـ"العربي" من الحدود السورية التركية، يرى السلمو أنّه "كان يجب على المنظمة الأممية أن تبادر منذ اليوم الأول لوقوع الزلزال وأن تقدم مساعدات خاصة لفرق الدفاع المدني لإنقاذ الأرواح من تحت الأنقاض، ولكنها تأخرت إلى اليوم الخامس".

وفيما يلفت إلى أن الأمم المتحدة أدخلت بعض المساعدات وقالت إنها الدفعة الأولى، يؤكد أنها لم تكن مساعدات استجابة للزلزال، بل كانت عبارة عن مساعدات مجدولة من قبلها.

ويشير السلمو إلى أن هناك نية لدفع المساعدات باتجاه الوصول إلى دمشق وتوزيعها عبر الخطوط، معتبرًا هذه الخطوة إعادة لسيناريوهات التجويع والحصار التي عاشها السوريون قبل آلية إدخال المساعدات عبر الحدود.

وفيما ينتقد الأمم المتحدة لتقديم شكرها لبشار الأسد على قبوله بفتح معبرين، يوضح أن هذين معبرين لا يسيطر عليهما الأسد وليس هناك حاجة لموافقة منه لفتح أي معبر، لأن المنظمة الأممية لديهما صلاحيات لفتح المعابر في حالة الطوارئ.

ويشدد العضو مجلس إدارة الدفاع المدني السوري على أن فتح المعبر لمدة 3 أشهر يأتي في إطار بازار سياسي، معتبرًا أن هذه المدة غير كافية.

"وضع كارثي"

وبشأن الأوضاع في الشمال السوري وعمليات البحث والإنقاذ، يوضح السلمو أن الوضع قبل حصول الزلزال كان كارثيًا على المدنيين، وازداد سوءًا بعد حدوث الكارثة، حيث هناك أكثر من 12 ألف مصاب بحاجة إلى أدوية وعلاجات، مشيرًا إلى حاجة المستشفيات لبعض الأجهزة للتعامل مع حالات الهرس التي تعرض لها أغلب المصابين تحت الأنقاض، كما أن هناك حاجة إلى أطباء مختصين للتعامل مع هذه الحالات.

ويشدد على وجوب أن تفتح الأمم المتحدة أو الصليب الأحمر مكاتب وأن ترسل أطباء من أجل المساهمة في عملية التعافي للمصابين.

ويلفت السلمو إلى أن فرق الإنقاذ لا تزال تقوم بإزالة الأنقاض وسحب الجثث، وفتح الطرقات، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من العمل ينتظرهم مثل إصلاح البنى التحتية.

ويخلص إلى أن فرق الإنقاذ بحاجة إلى آليات وإلى أي مساعدة لدعم البنى التحتية الموجودة ووصل شبكات الكهرباء والمياه شبكات الصرف الصحي المتضررة.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close