من أجل تحقيق التنوّع المذهل للحياة على هذا الكوكب، كان على الطبيعة التغلّب على العديد من العقبات على مدار مليارات السنين من التطوّر.
وكان لا بدّ من احتلال بيئات جديدة، وتمّ إنشاء أشكال جديدة لاستغلال الموارد المتاحة حديثًا.
ومنذ أن بدأ الإنسان يستكشف الماضي عبر التاريخ الطويل للعالم الطبيعي من خلال علم الحفريات والجيولوجيا، اكتشف العلماء بعض نقاط التحوّل في تطور الحياة على الأرض.
ورصد موقع "ليست فيرس" (listverse.com) عشر بدايات لا تُصدّق في تطوّر الحياة على الأرض، تقدّم صورة واضحة عن أقدم الكائنات على الأرض بصورة عامة.
أقدم البشر المعاصرين: بقايا شعب أومو
يبلغ عمر الجمجمتين الجزئيتين، اللتين اكتُشفتا حوالي عام 1967 في إثيوبيا، 195 ألف عامٍ، ما يجعلهما أقدم البشر المعاصرين من الناحية التشريحية.
ويعتقد العلماء الآن أنّ الإنسان العاقل تطوّر فقط منذ حوالي 200 ألف عام، ما يجعل شعب أومو من أوائل البشر الحقيقيين الذين مشوا على الأرض.
أقدم الطيور: بروتوافيس (Protoavis)
عاشت طيور "Protoavis" منذ حوالي 220 مليون سنة. فقد عُثر على حفرية لطير في تكساس من قبل عالم الحفريات سانكار تشاترجي، الذي يجادل بأنها أقرب إلى الطيور الحديثة من الأركيوبتركس.
وحاليًا، يُجمع العلماء على أنّ الطيور تطوّرت من ديناصورات الكويلوروصوريان. لكن "Protoavis" قديمة قدم الكويلوروصورات الأوائل، ما يجعل مثل هذا السيناريو مستحيلًا. فإذا كان "Protoavis" طائرًا، فلا بد أن الطيور قد أتت من مكان آخر. ولذلك أثار اعتبار "Protoavis" طائرا الجدل إلى حد كبير.
أقدم الكائنات التي تمشي على الأرض: "تيكتاليك" (Tiktaalik) و"Pneumodesmus"
جزء منها كالسمك، وجزء منها كالضفدع، وجزء كالتمساح، كان تيكتاليك هو خلد الماء في الحقبة الديفونية، حيث كان يعيش في المياه الضحلة منذ حوالي 375 مليون سنة. واكتشف هذا النوع في كندا عام 2004، ويعتبر رابطًا انتقاليًا مهمًا بين الفقاريات المائية وأول الحيوانات البرية.
وتميّز بأضلاعه القادرة على دعم جسمه، ورئتيه، وعنقه المتحرّك، وعيناه أعلى رأسه مثل التمساح، وبسيقان بدائية، تطوّرت في منتصف الطريق من الزعانف، ما سمح لها بدفع نفسها على طول مجاري الأنهار. ومع ذلك، ربما لم تكن أرجله تتمتع بنطاق الحركة المطلوب للمشي على الأرض حقًا. وفي أحسن الأحوال، ربما كان قادرًا على التدافع لفترة وجيزة على المسطحات الطينية.
وبينما كانت الفقاريات مثل تيكتاليك، تكافح من أجل الانتقال إلى الأرض، فقد تفوّق عليه نوع من الدودة الألفية المعروفة باسم "Pneumodesmus"، والتي عاشت منذ حوالي 428 مليون سنة.
وبطول سنتيمتر واحد فقط، كان "Pneumodesmus" أول مخلوق نعرفه يعيش بالفعل على الأرض. وهذا يجعله أقدم مخلوق يتنفس الهواء نعرفه، حيث يُعرف بفتحات التنفس الصغيرة المعروفة باسم "spiracles" على الجزء الخارجي من جسمه. وعلى هذا النحو، يجب اعتبار "Pneumodesmus" واحدة من أكثر تجارب الطبيعة نجاحًا، ما يُمهّد الطريق لجميع الحيوانات البرية في المستقبل.
أقدم الزواحف: مستوطن الغابة (Hylonomus Lyelli)
كانت الزواحف أول الفقاريات التي أصبحت قادرة تمامًا على العيش على الأرض، حتى إنها تتكاثر خارج الماء. وقد يكون "Hylonomus lyelli" هو الأكثر روعة منهم جميعًا.
هذا المخلوق الذي يشبه السحلية، والذي يبلغ طوله 20 سنتيمترًا فقط، هو حاليًا أقدم أنواع الزواحف بلا منازع، ويعود تاريخه إلى 310 ملايين سنة على الأقل. ومن المحتمل أن يكون "Hylonomus lyelli" من آكلي الحشرات، وقد اكتُشِف عام 1860، محفوظًا داخل جذع شجرة في نوفا سكوتيا.
أقدم مخلوق قادر على الطيران: "Rhyniognatha Hirsti"
يعتبر أول مخلوق قادر على الطيران هو أقدم حشرة معروفة باسم "Rhyniognatha hirsti". وعاشت هذه الحشرة الصغيرة منذ حوالي 400 مليون سنة، ما يعني أن الرحلة ليست بأي حال من الأحوال تطورًا حديثًا من منظور تطوري.
تمّ اكتشافها عام 1928، في الصخور التي يعود تاريخها إلى العصر الديفوني. وتمّ تجاهل الحفرية لحوالي 75 عامًا، حتى أعاد عالم الأحياء مايكل إنجل اكتشافها عن طريق الخطأ في درج في متحف التاريخ الطبيعي في لندن.
ومنذ ذلك الحين، درس الخبراء بقايا الحشرة بدقة، مؤكدين أنّ الحشرة الصغيرة لها أجنحة ومن المحتمل جدًا أن تستخدمها للطيران. ومع ذلك، لا يزالون غير متأكدين تمامًا من عائلة الحشرات التي تنتمي إليها.
أقدم النباتات المُزهرة: "Potomacapnos" و"Amborella"
تعود أقدم أحافير النباتات المزهرة المعروفة إلى العصر الطباشيري، ما بين 115 و125 مليون سنة مضت، من بين أقدمها نبات "بوتوماكابنوس"، وهو نبات مُعقّد بشكل مدهش يشبه الخشخاش الحديث. يشير هذا التعقيد في الحفريات المبكرة إلى أن الأزهار ربما تطورت بسرعة كبيرة إلى شيء يقترب من شكلها الحديث، بدلًا من التطور ببطء على مدى فترة طويلة. لكن من الصعب استخلاص أي استنتاجات قاطعة، لأن الأزهار هشة ونادرًا ما تبقى على قيد الحياة لتصبح متحجرة.
ومع ذلك، قد تكمن بعض الإجابات في شجيرة نادرة موجودة فقط في جزيرة نيو كاليدونيا في المحيط الهادئ، علمًا أن "Amborella trichopoda" هي الصنف الوحيد الباقي من "Amborellales".
في بداية العصر الطباشيري، انفصلت "Amborellales" عن النباتات غير المزهرة التي تهيمن على المناظر الطبيعية، وأصبحت أقدم ترتيب للنباتات المزهرة للبقاء على قيد الحياة في الوقت الحاضر.
وفي وقت لاحق، ظهرت "Nymphaeales"، التي أصبحت زنابق الماء الحديثة، و"Austrobaileyales"، التي تطوّرت منها جميع النباتات المزهرة الأخرى.
وتظلّ "Amborella trichopoda" الأقرب إلى النباتات المزهرة الأصلية. ومن خلال مقارنتها مع "Austrobaileyales"، يمكننا الحصول على فكرة عن السمات التي تفاخرت بها النباتات المزهرة في الأصل والتي تطورت ببساطة بعد ذلك.
أقدم حيوان من الثدييات: "Hadrocodium Wui"
أقدم حيوان ثديي معروف يشبه الفأر الصغير في العصر الحديث، و"هادروكوديوم وي"، الذي تم اكتشافه في الصين عام 2001. يبلغ طوله 3.5 سنتيمترات، ووزنه غرامين، وربما كان له أسلوب حياة ونظام غذائي مشابه للزبابة الحديثة، لأن أسنانه تتكون من أنياب متخصصة لتقطيع الحشرات.
وبالإضافة إلى الدماغ الكبير بالنسبة لحجمه، يتميّز "Hadrocodium" بعظام الأذن الوسطى المنفصلة عن فكه، والتي تعتبر نقطة بارزة في الاختلاف التطوري بين الثدييات والزواحف. ويمكن اعتباره حديثًا جدًا في تكوينه، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بحاسة الشم.
عاش هادروكوديوم قبل 195 مليون سنة، أي قبل فترة طويلة من بعض الديناصورات الأكثر شهرة، بما في ذلك ستيغوسورس، وديبلودوكس، والتيرانوصور.
أقدم شجرة: "وتيازة" (Wattieza)
أقدم شجرة معروفة، هي وتيازة التي يبلغ عمرها 397 مليون عام، وتُشبه شجرة النخيل الحديثة وربما يصل ارتفاعها إلى حوالي 10 أمتار.
سبقت وتيازة الديناصورات بحوالي 140 مليون سنة، وانتشرت عبر الكوكب قبل وقت طويل من وصول الفقاريات الأولى إلى الأرض. وتتكاثر باستخدام الجراثيم.
وتمّ اكتشاف أحفورة للشجرة، وزنها 180 كيلوغرامًا في نيويورك عام 2004.
أقدم ديناصور: "نياساسورس بارينغتوني" (Nyasasaurus Parringtoni)
أقدم ديناصور حقيقي معروف حاليًا هو "Nyasasaurus parringtoni"، والذي تمّ اكتشافه في تنزانيا في الثلاثينيات من القرن الماضي، ولكن تم تأريخه بشكل قاطع فقط عام 2011. ولم يتم تحديد سوى عدد قليل من العظام من هذا النوع حتى الآن، بينما ليس لدى العلماء أدنى فكرة عما إذا كان هذا النوع من الحيوانات يأكل اللحوم أم العشب، كما أنّهم غير متأكدين تمامًا ما إذا كان يسير على قدمين أم لا.
يبلغ ارتفاعه مترًا واحدًا، فيما يتراوح وزنه بين 18 و60 كيلوغرامًا. وفي الواقع، فهو بالكاد ديناصور وفقًا لمعظم المعايير، لكن تحليل عظامه أظهر أنه حيوان سريع النمو، ما يشير إلى أنه من ذوات الدم الحار، وهي سمة أساسية للديناصورات.
في الوقت الحالي، يأمل المجتمع العلمي في اكتشاف المزيد من الأحافير، نظرًا لأنّ العلماء لم يتمكّنوا حتى الآن من تحديد عائلة الديناصورات التي تنتمي إليها.
