الجمعة 3 مايو / مايو 2024

هجوم على سياسات الغرب بالقارة السمراء.. هل تستعيد دول إفريقيا سيادتها؟

هجوم على سياسات الغرب بالقارة السمراء.. هل تستعيد دول إفريقيا سيادتها؟

Changed

نافذة من "العربي" تلقي الضوء على هجوم رؤساء الدول الإفريقية على الغرب في جلسة خلال اجتماع الدوحة (الصورة: الأناضول)
هاجم رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فوستين أرشينج تواديرا الدول الغربية واتهمها بـ"الإبقاء على حالة عدم الاستقرار السياسي من أجل نهب ثروات البلاد ومنع تنميتها".

تتواصل فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموًا في الدوحة، حيث يجتمع قادة العالم بهدف تسريع التنمية المستدامة والتعهد بإجراءات ملموسة للخروج من الفقر المدقع وإطلاق الإمكانات الكامنة لبلدان العالم الأكثر ضعفًا والمساعدة في وضعها على مسار الازدهار والتنمية.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حث المجتمع الدولي وخصوصًا الدول الغنية على مضاعفة المساعدات التي تقدمها للبلدان الأقل نموًا التي يقطنها أكثر من مليار و100 مليون شخص ودعمها للخروج من براثن الفقر.

سيادة فرنسية في إفريقيا

وفي كلمة خلال المؤتمر، هاجم رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فوستين أرشينج تواديرا الدول الغربية واتهمها بـ"الإبقاء على حالة عدم الاستقرار السياسي من أجل نهب ثروات البلاد ومنع تنميتها".

وقال إن بلاده كانت ضحية استهداف جيو-إستراتيجي مرتبط بالموارد الطبيعية، مضيفًا أنّ "جمهورية إفريقيا الوسطى تعرضت منذ استقلالها لنهب منهجي يسهله عدم استقرار سياسي تبقي عليه بعض الدول الغربية وجماعات إرهابية يقودها مرتزقة أجانب".

وتستهدف تصريحات رئيس إفريقيا الوسطى فرنسا أساسًا، والتي منحت الاستقلال سلميًا لمعظم مستعمراتها في إفريقيا ما أدى إلى استمرار النظام الاستغلالي الفرنسي للمستعمرات. كما أن روابط فرنسا مع مستعمراتها الإفريقية لا تزال تخدم رأس المال الفرنسي.

وتعد إمدادات النفط واليورانيوم من القارة الإفريقية ضرورية للحفاظ على الاستقلال الطاقي لفرنسا، فمثلًا يوفر يورانيوم النيجر 20% من الوقود لمفاعلات فرنسا النووية.

ولأنها ضامن للنظام النقدي في منطقة إفريقيا، تمارس فرنسا نوعًا من السيادة على عملة الفرنك المعمول بها هناك بإلزامها الدول المعنية بالاحتفاظ بنسبة 50% على الأقل من احتياطاتها من العملات الأجنبية في الخزانة الفرنسية.

وتضم منطقة الاتحاد النقدي لوسط إفريقيا ست دول أعضاء، وهي الكاميرون والكونغو والغابون وغينيا الاستوائية وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد. وتستخدم الفرنك الجماعة المالية لوسط إفريقيا.

وكانت فرنسا قد أعلنت تثبيت قيمة الفرنك الإفريقي أمام اليورو. وبرنامج الاستعمار الفرنسي الجديد هو كذلك تصدير ثقافي قائم على الاستيعاب، ذلك أن أكثر من عُشر سكان القارة الإفريقية ما زالوا يتحدثون الفرنسية.

"استقلال شكلي"

وتعليقًا على تصريحات رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، يلاحظ أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية بجامعة السوربون كميل الساري أن هناك تعبيرا عن السخط للعديد من المسؤولين الأفارقة تجاه فرنسا وسياساتها سواء في مالي أو جمهورية إفريقيا الوسطى أو بلدان المغرب العربي عمومًا.

ويؤكد الساري في حديث إلى "العربي"، من باريس، أن فرنسا اعتمدت سياسات خاصة بعد "الاستقلال الشكلي" لتلك الدول، حيث كانت تختار الرؤساء حسب موالاتهم للمصالح الفرنسية.

ويذكّر بأنّ العديد من الشخصيات الفرنسية كانت "تصول وتجول وتنهب خيرات البلدان الإفريقية" وتنقل ملايين الدولارات بشكل غير شرعي إلى باريس.

ويرى أن الشخصيات التي كان لديها رغبة في استقلال القرار الإفريقي والدفع قدمًا نحو النمو الاقتصادي "تم تنحيتها وتنصيب شخصيات أخرى موالية" لباريس.

ويقول: "الصراع الاقتصادي في إفريقيا حُسم لصالح الصين، وبالتالي هزمت فرنسا في هذه الدول".

ويضيف: "العديد من الزعماء في إفريقيا لجأوا إلى جماعة فاغنر الروسية لينفذوا انقلابات عسكرية، على عكس خطابات فرنسا المتعلقة بحقوق الإنسان".

ويتابع قائلًا: "الحل اليوم موجود عند الشعوب الإفريقية التي يمكنها العمل على استقلال بلادها".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close