Skip to main content

هجوم لاذع.. الراعي يدعو إلى "الكف عن جريمة تعذيب وقهر" اللبنانيين

السبت 25 ديسمبر 2021
أهاب الراعي بالحكومة عدم الخضوع لما سماه "الاستبداد السياسي على حساب المشيئة الدستورية"

هاجم البطريرك الماروني في لبنان بشارة الراعي بشدّة، اليوم السبت، المسؤولين في الدولة، داعيًا إياهم إلى الكفّ عمّا وصفها بـ"جريمة تعذيب وقهر" المواطنين "الذين يعانون الفقر والجوع والحرمان من أبسط وسائل الحياة كالغذاء والدواء والتدفئة".

وأسف الراعي خلال إلقائه عظة عيد الميلاد، لكون عدد من المسؤولين "امتهنوا قهر الشعب ولفّه بثوب الحزن والوجع بدل فرحة العيد"، متمنيًا على الرئيس ميشال عون، الذي كان حاضرًا، أن يتمكّن، "مع ذوي الإرادة والنوايا الحسنة والمخلصين للبنان وشعبه، من إيجاد السبل لتحرير الدولة من مرتهنيها، والشعب من ظالميه"، على حدّ قوله.

"خرق للدستور ونقض لاتفاق الطائف"

وتطرّق الراعي إلى ملف الحكومة، التي لم تجتمع منذ 12 أكتوبر/ تشرين الأول بسبب خلاف بشأن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت العام الماضي، رغم أنّ على عاتقها مهمّة "إنقاذ" البلاد بالحدّ الأدنى من الأزمة الاقتصادية والمالية المتفاقمة.

وأهاب الراعي بالحكومة عدم الخضوع لما سماه "الاستبداد السياسي على حساب المشيئة الدستورية"، مشيرًا إلى أنّ "من واجبها استئناف جلسات مجلسها لئلا يتحوّل الأمر سابقة وعرفًا ويقيّد عمل الحكومات".

وشدّد على أنّ "رهن مصير مجلس الوزراء بموقف فئوي يشكّل خرقًا للدستور ونقضًا لاتفاق الطائف وتشويهًا للميثاق الوطني ولمفهوم التوافق".

ولفت إلى أنّ "هناك فارقًا كبيرًا بين التوافق على القضايا الوطنية وبين فرض إرادة أحادية عمدًا على المؤسسات الدستورية وعلى جميع اللبنانيين"، معتبرًا أنّ "المسؤولية الوطنية تفرض الفصل بين التجاذبات السياسية وعمل مجلس الوزراء وعمل القضاء والإدارات عمومًا".

"فرصة للتغيير عبر النظام"

وحذر الراعي من أنّ "هناك من يريد أن يجعل الناس تعتاد على غياب السلطات الدستورية وسائر مؤسسات النظام بغية اختلاق لبنان آخر لا يشبه نفسه ولا بَنيه ولا بيئته ولا تاريخه ولا حضارته".

وأكد في هذا السياق على أهمية إجراء انتخابات تشريعية العام المقبل، متوجّهًا إلى الرئيس ميشال عون بالقول: "نؤيد بقوة التزامكم بإجراء الانتخابات النيابية في الموعد الدستوري. فعدا أن هذه الانتخابات هي استحقاق دستوري واجب، هي ضمان لحصول الانتخابات الرئاسية في مواعيدها، وهي أيضًا فرصة للتغيير عبر النظام".

وصوّت البرلمان على إجراء الانتخابات التشريعية في 27 مارس/ آذار، لكن عون قال إنه لن يوقّع سوى على مرسوم لإجرائها في مايو/ أيار.

"الخوف على مصير التحقيق"

كما قدم الراعي تعازيه لأسر ضحايا انفجار المرفأ الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص في أغسطس/ آب العام الماضي. وقال: "يذهب فكرنا إلى أعزائنا أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت الذين يحرمون فرحة العيد، ويجرحون كل يوم بسبب عرقلة مسار القضاء والخوف على مصير التحقيق".

ونتج الانفجار عن كمية كبيرة من نترات الأمونيوم كانت مخزنة في المرفأ لأعوام من دون مراعاة إجراءات السلامة، لكن لم يحاسب أحد حتى الآن على الرغم من مرور أكثر من عام على الانفجار.

وتحاول جماعة حزب الله الشيعية وحلفاؤها استبعاد قاضي التحقيقات في انفجار المرفأ طارق البيطار متهمين إياه بعدم الحياد السياسي. والخميس تم تعليق التحقيق مجددًا وللمرة الرابعة بعد تبلغ القاضي البيطار دعوى تقدم بها وزيران سابقان يطلبان نقل القضية إلى قاض آخر.

المصادر:
العربي- وكالات
شارك القصة