السبت 18 مايو / مايو 2024

هل شرب المصريون القدماء الجعة قبل 5800 عام؟

هل شرب المصريون القدماء الجعة قبل 5800 عام؟

Changed

يعود تاريخ القطع المكتشفة إلى ما بين 3800 و3600 قبل الميلاد، أي قبل حوالي 600 عام من زمن الفرعون المصري الأول (تويتر)
يعود تاريخ القطع المكتشفة إلى ما بين 3800 و3600 قبل الميلاد، أي قبل حوالي 600 عام من زمن الفرعون المصري الأول (تويتر)
قام الباحثون بتحليل أجزاء من الفخار عثر عليها في موقع هيراكونبوليس الأثري في جنوب مصر. واكتشفوا بقايا بيرة في خمس جرار بلون القش مع قواعد مسطحة.

توصلت دراسة أميركية جديدة إلى أن النخب المصرية القديمة شربت الجعة أو "البيرة" السميكة التي تشبه العصيدة منذ حوالي 5800 عام.

وقام الباحثون بتحليل أجزاء من الفخار عثر عليها في هيراكونبوليس، وهي مدينة قديمة وموقع أثري حالي في جنوب مصر، واكتشفوا بقايا بيرة في ما كان في الأصل 5 جرار بلون القش مع قواعد مسطحة، ومن المحتمل أنها كانت تُستخدم لنقل البيرة بكميات كبيرة، بحسب صحيفة "ديلي ميل".

كما تم اكتشاف 4 أوان على شكل دورق من الطين الناعم مغطى بغطاء أسود اللون على بقايا بيرة، مما يشير إلى استخدامها للشرب.

وكانت البيرة "رمزًا للمكانة والسلطة"، وهي مهمة في احتفالات النخبة وطقوس الدفن. 

ورجح الباحثون أن تكون المادة المكتشفة "عصيدة سميكة" عكرة وحلوة مع نسبة منخفضة من الكحول، وكانت مصنوعة في الغالب من القمح والشعير والعشب.

وقد تم تحديد أكثر من 12 موقعًا من مواقع مصانع الجعة القديمة حتى الآن في هيراكونبوليس، على الرغم من أن التفاصيل الكاملة للوصفات هي "مسألة بحث مستمر".

تحليل بقايا الأحافير

وقاد الدراسة الجديدة عالم الآثار في جامعة دارتموث في ولاية نيو هامبشاير الأميركية، جياجينغ وانغ.

وقال وانغ لصحيفة "نيو ساينتست": "ربما كانت الجعة مثل العصيدة السميكة، مختلفة تمامًا عن تلك التي يتم تناولها اليوم".

وأضاف: "من المحتمل أن تكون البيرة مشروبًا أساسيًا يستهلكه الجميع، وفي الوقت نفسه، كانت تُستهلك أيضًا بشكل طقسي في المناسبات الخاصة".

واستخدم وانغ وزملاؤه طريقة تسمى تحليل بقايا الأحافير الدقيقة على 33 جزءًا من البقايا من وعاء خزفي من موقع هيراكونبوليس.

ويعود تاريخ القطع إلى ما بين 3800 و3600 قبل الميلاد، أي قبل حوالي 600 عام من زمن الفرعون المصري الأول، الذي اعتقد الأكاديميون أنه نارمر، مؤسس الأسرة الأولى، وأول ملك لمصر الموحدة.

وباستخدام هذه الطريقة، وجد الباحثون حبيبات النشاء وخلايا الخميرة وكمية صغيرة من الحصيات النباتية، وهي هياكل صغيرة في الأنسجة النباتية تبقى حتى بعد تحلل بقية النبات.

تحليل بلورات "أحجار البيرة''

وقام الباحثون أيضًا بتحليل بلورات صغيرة من "أحجار البيرة''، والمعروفة أيضًا باسم أكسالات الكالسيوم، وهو نوع من المقياس يتكون من تفاعلات كيميائية تعتمده مصانع الجعة الحديثة حتى اليوم.

وتشير المواد النباتية في البقايا إلى أن مهروس البيرة قد تمت تصفيتها لإزالة قشور الحبوب. ووجدوا أيضًا دليلًا على تلف النشاء، النتيجة المشتركة للتخمير والهريس بالقرب من بداية التخمير. ونادرًا ما تحدث هذه العملية في تقنيات معالجة الطعام الأخرى، مما يشير بقوة إلى وجود الجعة.

وبشكل عام، من المحتمل أن يكون إنتاج البيرة قد ساهم في التكامل الاقتصادي والأيديولوجي للمجتمع، وصعود النخبة، وتوحيد مصر.

انتاج منظم ومتخصص 

ويزعم الباحثون أن التخمير في هيراكونبوليس كان "إنتاجًا منظمًا للغاية ومتخصصًا"، استنادًا إلى الحفريات السابقة.

وتم اكتشاف ما لا يقل عن 12 "منشأة" فردية لإعداد البيرة، قادرة على تخمير من 390 إلى أكثر من 1000 لتر في المرة الواحدة.

المصادر:
ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close