باتت القضايا البيئية مثل ثقب الأوزون والتغيّر المناخي مسائل واضحة المعالم، بعد أن كانت في مطلع ثمانينيات القرن الماضي مجهولة، لا يعرف تفاصيلها إلا طبقة محدودة من العلماء والباحثين.
وصار من المنطقي الإشارة بوضوح إلى دور الإنسان ونشاطه الصناعي الكثيف في زيادة إطلاق الغازات الدفيئة التي تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري، وما يليها من نتائج خطيرة تدفع ثمنها الدول الأكثر فقرًا والأقل نشاطًا صناعيًا.
وعلى النقيض من ذلك، يبدو أن دور الإنسان وأنشطته المختلفة بحدوث الزلازل غير واضح، رغم أن باحثين ومتخصصين يشيرون إلى عدة عوامل بشرية ربما تكون مرتبطة بذلك.
ومن أبرز تلك الأنشطة: التفجيرات النووية خاصة التي تجري في أعماق الأرض، إضافة للتفجيرات التي يستخدمها الإنسان في فتح ممرات وشق طرق داخل الجبال وفي باطن الأرض في مناجم الفحم والحديد، هو ما يؤثر على استقرار باطن الأرض.
بناء على ذلك، تأتي تحذيرات العلماء والمتخصصين من مخاطر ما يسمى بـ"التكسير الهيدروليكي" كأحد الأسباب غير المباشرة للزلازل، وهي تقنية تستخدم لتفتيت وتحطيم طبقة الصخر في باطن الأرض، من أجل استخراج النفط والغاز الكامن.
العلاقة بين السدود والهزات
كما يتحدث العلماء عن رابط قوي بين تشييد السدود العملاقة وزيادة فرص حدوث هزات أرضية بسبب تأثيرات كميات الماء الهائلة المحتجزة خلف السدود على القشرة الأرضية.
ففي الصين، وقع زلزال مدمر بقوة 7.9 درجات على مقياس ريختر جنوبي غربي البلاد عام 2008، ورجّح علماء حينها أن الزلزل وقع نتيجة تجمع 320 مليون طن من الماء فوق خط صدع في باطن الأرض.
وقد ربط علماء بين عدد السدود التي شيدتها تركيا في السنوات الأخيرة وزيادة النشاط الزلزالي في المنطقة، خاصة وأن هذه السدود بلغ مخزونها أكثر من 651 مليار متر مكعب من المياه.
خطر كبير يهدد #تركيا بسبب تأثر السدود بالزلزال#زلزال_سوريا_تركيا pic.twitter.com/ZSVuhCROhm
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 9, 2023
وفي هذا الإطار، يقول أستاذ الجيولوجيا والبيئة والتغيرات المناخية أحمد ملاعبة: هناك علاقة مباشرة بين الهزات والنشاط البشري.
ويوضح ملاعبة في حديث لـ"العربي" من عمان أن السدود التركية أصبحت كثيرة وبمخزون عال من المياه، وهي عمليات مساعدة لحصول هزات.
ومع ذلك، يشير إلى أنه لم يثبت دور السدود أو آبار المياه في حدوث زلازل بهذه القوة المدمرة.
