الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

هل يؤدي كورونا إلى الإصابة بمرض السكري؟

هل يؤدي كورونا إلى الإصابة بمرض السكري؟

Changed

نافذة طبية تناقش تأثير فيروس كورونا على مرضى السكري وعلى مستويات الأنسولين في الدم (الصورة: غيتي)
الأشخاص الذين تمّ تشخيص إصابتهم بكورونا، كانوا أكثر عرضة بنسبة 46% للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.

أظهرت مراجعة كبيرة لسجلّات المرضى، نُشرت يوم الإثنين في مجلة "لانسيت" الطبية، أن الأشخاص الذين أُصيبوا بفيروس كوفيد -19 كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في غضون عام، أكثر من أولئك الذين لم يُصابوا بالفيروس.

واكتشف القائمون على المراجعة أنه حتى المصابين الذين ظهرت عليهم أعراض خفيفة من كوفيد-19، كانوا معرضين أكثر للإصابة بمرض السكري؛ وأن فرص الإصابة بمرض السكري الجديد كانت أكبر مع زيادة شدة أعراض مرض كوفيد -19.

ارتباط قوي بين المرضين

وراجع الباحثون سجلات أكثر من 181 ألف مريض من مرضى المحاربين القدامى، الذين تمّ تشخيص إصابتهم بفيروس كورونا بين الأول من مارس/ آذار 2020 و30 سبتمبر/ أيلول 2021.

وتمت مقارنة بيانات هؤلاء المصابين بالسجلات الطبية لأكثر من أربعة ملايين مريض في ولاية فيرجينيا، لم يصابوا بالعدوى خلال نفس الفترة، و4.28 مليون آخرين تلقوا رعاية طبية في الولاية نفسها في عامي 2018 و2019.

وأكد الباحثون أن هذا النوع من الدراسة لا يمكن أن يثبت السبب والنتيجة، لكنه أظهر ارتباطًا قويًا بين المرضين. فالأشخاص الذين تمّ تشخيص إصابتهم بكورونا، كانوا أكثر عرضة بنسبة 46% للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري لأول مرة.

وأوضحوا أنه بعبارة أخرى، كان اثنان من كل 100 مريض مصاب بالفيروس أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهي حالة ينتج فيها البنكرياس كميات غير كافية من هرمون الأنسولين، مما يترك مستويات السكر في الدم غير مضبوطة بشكل جيد. ويمكن أن يتسبب مرض السكري من النوع الثاني بتلف الكلى والأعصاب والأوعية الدموية والقلب، وتأثيرات أخرى.

وشرح المتخصص في أمراض السكري والأمراض الأيضية محمد العيفة أن العلاقة بين مرض السكري وفيروس كورونا اكتشفت مع بداية انتشار الوباء.

وأشار العيفة، في حديث إلى "العربي"، من الجزائر، إلى أن الباحثين وجدوا أن مرضى السكري الذين كانوا يتمتعون بمستوى متوازن من المرض، عانوا من عدم اتزان أثناء إصابتهم بالفيروس.

وأضاف أن الأشخاص الذين يعانون من مرحلة ما قبل السكري أيضًا، تسارعت حالتهم ووصلوا إلى الإصابة التامة بالمرض.

وتعتبر هذه الدراسة مهمة جدًا بعد تسجيل إصابة أكثر من 471 مليون شخص بكورونا بشكل رسمي، وخاصة بالنسبة إلى الأشخاص الذين عانوا من أعراض الفيروس.

وقال زياد العلي، قائد فريق البحث، لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية: "يجب أن ينتبه المصابون السابقون بفيروس كورونا إلى نسبة السكر في الدم".

ولاحظت الدراسات الأصغر السابقة والأطباء الذين عالجوا مرضى كورونا زيادة واضحة بالفعل في تشخيصات مرض السكري المرتبطة بعدوى الفيروس التاجي، لكن العلي أوضح أن مراجعته بحثت في أطول فترة زمنية بعد المرحلة الحادة للعدوى، من 31 يومًا بعد الإصابة إلى متوسط عام تقريبًا لكل مريض.

وكشف العلي أن "الخطر كان واضحًا على جميع المجموعات الفرعية، بما في ذلك النساء والأقليات العرقية والشباب والأشخاص الذين لديهم مؤشرات كتلة جسم مختلفة".

وكتب الباحثون أن "كل الأدلة الحالية تشير إلى أن مرض السكري هو أحد جوانب متلازمة كوفيد الطويلة متعددة الأوجه، وأن إستراتيجيات الرعاية اللاحقة لمرضى كوفيد -19 يجب أن تشمل تحديد مرض السكري وإدارته".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close