على الرغم من الجهود المبذولة من أجل إنقاص الأوزان بطرق مختلفة من خلال الحمية أو القيام بالتمارين الرياضية، إلا أن قرابة ملياري شخص في العالم يعانون من البدانة.
لكن دراسة طبية حديثة ذهبت إلى أن السمنة يمكن أن تكون نتيجة لاضطراب في النمو العصبي.
ويعتقد باحثون في كلية الطب بجامعة بايلور الأميركية ومؤسسات متعاونة معها بأنهم باتوا يعرفون السبب وراء السمنة، مؤكدين أنه يجب تحويل التركيز من علاج السمنة إلى الوقاية من الإصابة بها أو تفاقهما.
وفي تقرير نشرته دورية سيانس أدفانسز وجد أن الآليات الجزيئية في نمو الدماغ أثناء السنوات الأولى من عمر الشخص من المحتمل أن تكون عاملًا محددًا رئيسيًا لخطر الإصابة بالسمنة.
"جهود لوقف مرض السمنة"
وتركز دراسة الجامعة الأميركية على التطور اللاجيني، وهو نظام من الإشارات المرجعية الجزيئية التي تحدد الجينات التي ستستخدم في أنواع الخلايا المختلفة. وتذهب هذه إلى أن تنظيم وزن الجسم حساس للغاية لمثل هذه البرمجة.
وتقدم الدراسة أن علم التخلق النمائي من المحتمل أن يكون مرتبطًا بالتأثيرات البيئية والجينية المبكرة المتصلة بمخاطر السمنة. وعليه فإن جهود الوقاية التي تستهدف هذه العمليات يمكن أن تكون المفتاح لوقف مرض السمنة في جميع أنحاء العالم.
وفي هذه السياق، تقول المختصة في التغذية الطبية مها غسان حمص: إن للسمنة أسبابا عديدة ولكن تزايد السمنة والبدانة في هذا العقد مقارنة بالعقود الماضية دفع العلماء لدراسة تأثيرات أُخرى خارجية أو بيئية ربما تكون السبب في تزايد السمنة، غير نظام الحياة وغير شكل الطعام.
أثر العوامل البيئية
ومؤخرًا بدأ العلماء يتوسعون في دراسة علم فوق الجينات وهو من العوامل الخارجية أو البيئية التي تؤثر على عمل الجينات نفسها، ولكن من دون تغيير تركيبة الجينات وهذا التأثير بوسعه تعطيل أو تشغيل ذلك الجين.
وتقول الباحثة حمص في حديث إلى "العربي" من الدوحة: إن العلماء انتبهوا إلى أن الدماغ يحتوي على قسم يدعى القناة القوسية وهي المسؤولة عن التمثيل الغذائي أو الشهية أو الصحة بشكل عام.
وتضيف: "من هنا بدأوا في مراقبة تطور هذه المنطقة ووجدوا أن تطور الدماغ يتأثر بالعوامل البيئية، وبالتالي يمكن أن يحدث الخلل في تطور تلك القناة القوسية ما يساعد على زيادة السمنة".
وتشير الباحثة حمص، إلى ضرورة التفكير في الوقاية قبل العلاج، باتخاذ نظام الحياة الصحي حيث جسم الإنسان جزء كامل متكامل، "فلا يمكن التركيز على عنصر واحد وننسى باقي العناصر، وأن نركز على الرياضة وننسى تنظيم عمليات النوم والأكل الصحي والتوقف عن التدخين. كل هذه روابط متكاملة ولا يمكن تجاهل البعض منها".
