لا يزال اعتبار التأثير على وسائل التواصل الاجتماعي مهنة حقيقية غريبًا عند الكثيرين، مما يطرح الأسئلة بخصوص واقع المؤثرين على وسائل التواصل بين الوظيفة والهواية وغايات الكسب السريع.
ويدور الجدل غالبًا حول ما إذا كانت صفة المؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي مهنة حقيقية أم لا، ويأتي هذا الجدل من حقيقة أن كونك مؤثرًا على منصات التواصل، لا يتناسب مع النماذج المعتادة للعديد من المهن التقليدية أو المسميات الوظيفية مثل كونك مهندسًا أو طبيبًا أو محاميًا أو مزارعًا.
فالكثير من الأفراد اليوم يكسبون لقمة العيش من كونهم مؤثرين، وحتى أكثر بكثير من الأشخاص في الأدوار الوظيفية التقليدية.
فأن تكون مؤثرًا ليس مرتبطًا بالحاجة إلى مؤهل أو مستوى تعليمي معين، فكل ما تحتاجه هو هاتف ذكي والمهارة أو الشغف لإشراك الجمهور ومعرفة بالاستخدام الأساسي للتكنولوجيا.
وعلى الرغم من ذلك، فإن تصور الناس بأن عالم المؤثرين مجرد وجوه جميلة في الصورة ليس هو الواقع بالنسبة للغالبية العظمى، فبناء جمهور لا يحدث بين ليلة وضحاها، فهو ينطوي على الإبداع المستمر والمحتوى والحوار لإلهام الآخرين والبقاء على صلة، وبالتالي فهم يساعدون في تعزيز الاقتصاد ودفعه.
ويذكر أن دراسة حديثة أظهرت أن المؤثر على منصات التواصل الاجتماعي كان أكثر المهن شعبية التي يرغب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عامًا في السعي وراءها.
مهنة ومستوى معرفي
وفي هذا الإطار، يرى المستشار والمدرب في الإعلام الرقمي عمار محمد أن التأثير على وسائل التواصل هي مهنة، وقد سجلت في بعض الدول حيث فرضت عليها ضرائب.
ويضيف في حديث لـ"العربي" من الدوحة، أن وجود المؤثرين ليس فقط للترفيه، بل هناك أيضًا مستوى معرفي، من خلال صناعة محتوى خارج عن المألوف، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الناس يتجهون للمؤثرين بهدف الابتعاد عن المواضيع المملة والمزعجة.
ويشدد على وجوب أن يلتزم الشخص المؤثر أو المشهور على المنصات بالمهنية والأخلاق وبالألفاظ وصحة المعلومة، بالإضافة إلى أن تكون له رسالة من خلال محتواه.
ويوضح محمد أن المؤثرين يكسبون الأموال عادة من خلال صناعة المحتوى والإعلانات المدفوعة وأيضًا من المكاسب التي يحصلون عليها من منصات التواصل الاجتماعي نفسها.