بعد أسبوع من حادثة اغتيال العقيد في الحرس الثوري الإيراني حسن صياد خدائي قبل 23 يومًا، وعلى وقع "قرع طبول الحرب" المتواصل بين تل أبيب وطهران، جدّدت إسرائيل تحذيرها للإسرائيليين من السفر إلى تركيا خشية استهداف طهران لهم في عمليات "انتقامية"، على حدّ وصفها.
وأفاد مراسل "العربي" بأن السلطات الإسرائيلية رفعت درجة تحذير السفر إلى إسطنبول للقصوى، وطالبت الإسرائيليين بمغادرة تركيا فورًا، وذلك بعد ساعات من تقارير إعلامية إسرائيلية عن "إحباط هجوم إيراني" ضدّ أهداف إسرائيلية في تركيا الشهر الماضي.
وحث وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الإثنين، من جديد، الإسرائيليين الموجودين في تركيا على العودة على خلفية التهديدات الإيرانية الأخيرة باستهداف إسرائيليين.
وقال الوزير الإسرائيلي في بيان: "بعد عدة محاولات إيرانية لتنفيذ هجمات إرهابية ضد إسرائيليين يقضون إجازاتهم هناك، ندعو الإسرائيليين إلى عدم السفر إلى إسطنبول أو تركيا إلا إذا لزم الأمر".
كما دعا لابيد الإسرائيليين الموجودين في تركيا إلى "العودة إلى إسرائيل في أسرع وقت ممكن".
هجمات ضدّ إسرائيليين في تركيا
ونقلت الصحافة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة عن مصادر فضلت عدم الكشف عن هويتها، أنباء عن محاولات لتنفيذ هجمات ضد إسرائيليين في تركيا.
وبحسب تلك الوسائل الإعلامية فقد جرى إحباط تلك المحاولات من خلال التعاون بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والتركية. وتمت الإشارة حينها إلى "خطر حقيقي وفوري" من "الاغتيال والاختطاف".
وفي هذا السياق، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنّ إسرائيل أحبطت هجومًا إيرانيًا ضدّ أهداف إسرائيلية في تركيا الشهر الماضي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية التركية، في حين كشف مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لموقع "والا أنّ" الهجوم الإيراني كان على شكل محاولة اختطاف.
ووفقًا لوزير الخارجية الإسرائيلي، "جرى إنقاذ حياة العديد من الإسرائيليين"، من دون إعلامهم بأن الأجهزة الأمنية عملت على "حفظ حياتهم".
وشكر لابيد الحكومة التركية على "جهودها لحماية أرواح الإسرائيليين"، على حدّ وصفه. كما وجّه رسالة للإيرانيين قال فيها: "كل من يتسببون بالأذى للإسرائيليين سيدفعون الثمن وسوف نطاردهم في كل مكان".
اعتقال "عملاء" للحرس الثوري الإيراني
في غضون ذلك، أبلغ مسؤول أمني إسرائيلي رويترز بأن أنقرة اعتقلت عددًا ممن يشتبه بأنهم "عملاء" للحرس الثوري الإيراني.
وتركيا مقصد سياحي يحظى بشعبية بين الإسرائيليين. ويعمل البلدان على إصلاح العلاقات بينهما بعد توتر دام أكثر من عقد.
وعقب مقتل خدائي، توعّد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إسرائيل بـ"الانتقام" له منها.
ولقي خدائي، حتفه عندما أطلق شخصان على متن دراجة نارية النار عليه أثناء محاولته النزول من سيارته أمام منزله في العاصمة طهران في نارية في 22 مايو/ أيار 2022.
وفي الأيام القليلة الماضية، ارتفعت نبرة التهديد بين إيران وإسرائيل بشكل واسع مع تعثر مفاوضات إحياء الاتفاق النووي للعام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في العام 2018، والجارية في فيينا منذ سنة.
وحذر قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني بعض الدول التي وصفها بالشقيقة من العلاقة مع إسرائيل، موضحًا أنّ السماح بوجود إسرائيل على أراضي دول جارة لإيران يهدّد أمن هذه الدول والمنطقة.
جاء ذلك بعدما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عقب زيارة رئيس الوزراء نفتالي بينيت الإمارات يوم الخميس الماضي، أنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية نشرت حديثًا منظومة رادارات في دول في الشرق الأوسط والخليج، منها البحرين والإمارات، لمواجهة ما سمّتها التهديدات الصاروخية الإيرانية، ولم تذكر القناة الوقت الذي نشرت فيه هذه المنظومة.