الإثنين 6 مايو / مايو 2024

وصول المساعدات إلى الشمال السوري.. جدل حول "التسييس الدولي" للملف

وصول المساعدات إلى الشمال السوري.. جدل حول "التسييس الدولي" للملف

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش فشل إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري عقب الزلزال المدمّر (الصورة: رويترز)
وسط الكارثة الإنسانية التي حلّت بالشمال السوري عقب الزلزال، تتراشق المنظمات المحلية والدولية الاتهامات بشأن إيصال المساعدات إلى تلك المناطق.

يبدو أن الدعوات الدولية والمحلية لإغاثة منكوبي الزلزال في المناطق السورية المتضررة، طمرت تحت الركام إلى جانب الأشخاص الذين ما زالوا قابعين أسفله.

تلك حقيقة قادت إليها معطيات عدة أشارت إلى فشل العالم في إغاثة المنكوبين في الشمال السوري، وذلك باعتراف مسؤولين أمميين.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن جهات دولية وأخرى محلية تابعة للمعارضة والنظام بدأت مرحلة جديدة عنوانها تراشق الاتهامات.

"تسييس الملف"

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اتهم في بيان الأمم المتحدة بتسييس التعامل مع كارثة الزلزال وتوجيه المساعدات إلى مناطق النظام، دون مناطق المعارضة.

كما طالب الائتلاف بفتح تحقيق عن أسباب التعاطي السلبي مع الكارثة على حد وصفه.

في المقابل، اتهم مسؤول بالأمم المتحدة هيئة تحرير الشام بإعاقة نقل المساعدات من المناطق التي يسيطر عليها النظام إلى تلك التي تسيطر عليها المعارضة.

مسؤولون في النظام السوري أيضًا ذكروا أن هيئة تحرير الشام منعت دخول مساعدات كان النظام ينوي إيصالها إلى المناطق الشمالية.

كما دخل الاتحاد الأوروبي وعلى لسان مبعوثه إلى سوريا دان ستوينيسكو، على خط الاتهامات وحث النظام السوري إلى عدم تسييس ملف المساعدات الإنسانية والتواصل بحسن نية مع الشركاء، نافيًا اتهامات موجهة للاتحاد بالإخفاق في تقديم المساعدات.

لكن التصريحات الأقوى في خضم ذلك جاءت عبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، الذي غرّد قائلًا: "حتى الآن، لقد خذلنا الناس في شمال غربي سوريا. إنهم محقون في شعورهم بالتخلي عنهم".

"خذلان أممي لسوريا"

في هذا السياق، يرى أمين سر الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري عبد المجيد بركات أنه "ليس فقط الأمم المتحدة هي التي خذلت الشعب السوري بعد تنصلها من مسؤولياتها، إنما المجتمع الدولي كله فعل ذلك أيضًا".

ويشدد بركات، في حديث إلى "العربي" من اسطنبول، على أن "الزلزال كشف عورة الجميع ووضع الدول أمام مفترق حقيقي لإعادة التفكير في كل عمليات الإغاثة والقرارات المتعلقة بإدخال المساعدات إلى سوريا".

وإذ يعتبر أن "الزلزال زاد الطين بلة لأهلنا في شمال سوريا"، يؤكد بركات أن "آلية دخول المساعدات إلى سوريا غير مفهومة وغير منطقية وهي مسيسة بالأساس".

ويقول: "لا يُعقل أن يكون هناك قرار لمجلس الأمن يحدد دخول المساعدات عبر معبر واحد هو باب الهوى، فهذا الأمر أعاق الكثير من الحلول في هذه الكارثة".

ويضيف: "المشكلة في الأساس تكمن في تعاطي المجتمع الدولي مع إدخال المساعدات إلى مناطق في الأساس منكوبة وتعاني من ضغط سكاني ومن قصف النظام للبنى التحتية المنهكة".

ويتابع قائلًا: "جرى تسييس المساعدات منذ البداية، وقرار مجلس الأمن هو ابتزاز من روسيا للمجتمع الدولي، ليتحول الملف من الساحة الإنسانية إلى مساومات سياسية".

كارثة كبيرة

في المقابل، يعتبر الكاتب السياسي فيصل عبد الساتر أن "سوريا اليوم تعاني الأمرّين جراء العقوبات الأميركية من جهة، والزلزال الذي أصاب الشعب السوري من جهة ثانية".

ويلفت عبد الساتر، في حديث إلى "العربي" من بيروت، إلى أن "الكارثة كبيرة ولا يمكن لنا أن نفرّق الشعب السوري بين نظام ومعارضة".

ويقول: "النظام السوري حرص منذ البداية على إيصال المساعدات إلى كل الشعب".

ويضيف: "لا بد من وقفة مغايرة لتلك التي نشهدها اليوم من محاولات لرمي الاتهامات والتفريق بين النظام والمعارضة".

وقفة إنسانية

من جهته، يعتبر مدير منظمة "الأمين" للمساعدة الإنسانية معاوية حرصوني أن "النظام السوري كما هي عادته، يعمل على تسييس الكارثة الإنسانية بشكل تراجيدي".

ويوضح حرصوني، في حديث إلى "العربي" من غازي عنتاب، أن "المساعدات للشمال سوري شحيحة جدًا، ولم تصل إلا لـ10% ممن هم بحاجة إليها".

ويقول: "هناك أكثر من 95 طائرة وصلت إلى مناطق النظام السوري، ولا يزعجنا أن يستفيد من يحتاج إليها في تلك المناطق، لا أن تُباع في الشوارع وأن يتقاسمها المسؤولون في الثكنات العسكرية".

ويضيف: "الكارثة الإنسانية اليوم التي ضربت سوريا أدت بشكل رئيسي إلى ضرر كبير للإنسان السوري بعيدًا عن التجاذبات السياسية".

ويتابع قائلًا: "نحتاج إلى وقفة دولية وأن تتجه أنظار العالم إلى الشمال السوري، ومن غير المقبول أن نعتمد على قرار المجلس الأمن الذي ينص على أن تدخل المساعدات من معبر باب الهوى فقط".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close