الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

وفق بيانات مستشفيات صينية.. كيف ربطت دراسة التلوث بالأوزون ومرض القلب؟

وفق بيانات مستشفيات صينية.. كيف ربطت دراسة التلوث بالأوزون ومرض القلب؟

Changed

فقرة أرشيفية من برنامج "شبابيك" تسلط الضوء على تحذيرات من ارتفاع وتيرة الاحتباس الحراري بسبب الانبعاثات (الصورة: رويترز)
بخلاف تأثيرها في الغلاف الجوي العلوي، تشكّل طبقة الأوزون على مستوى الأرض مكونًا رئيسيًا من الضباب الدخاني، الذي يلوث معظم المدن الكبرى.

في تحذير هو الأحدث من المخاطر الصحية لغازات الاحتباس الحراري، أظهرت دراسة واسعة نُشرت اليوم الجمعة ترابطًا بين تلوّث الهواء بالأوزون ومعدل دخول المستشفيات بسبب أمراض القلب.

ويتكون الأوزون في الغلاف الجوي عن طريق تفاعل كيميائي عندما يتحد ملوثان، غالبًا ما ينبعثان من السيارات أو النشاط الصناعي، بوجود ضوء الشمس، وقد ثبت أنهما يتداخلان مع عملية التمثيل الضوئي للنباتات ونموها.

وفيما تساعد طبقة الأوزون الموجودة في الغلاف الجوي العلوي على منع الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الوصول إلى الأرض، لكنها تشكّل على مستوى الأرض مكونًا رئيسيًا من الضباب الدخاني الذي يلوث معظم المدن الكبرى.

بيانات دخول المستشفيات

وأوضح الباحثون أن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تقيّم مخاطر دخول المستشفى بسبب أمراض القلب عندما ترتفع مستويات الأوزون فوق المعدل اليومي المقبول، وفق معايير منظمة الصحة العالمية، والبالغ 100 ميكروغرام لكل متر مكعب من الهواء.

وأِشارت الدراسة التي نُشرت إلى أن الباحثين دققوا في بيانات دخول المستشفيات من عام 2015 إلى عام 2017 في 70 مدينة صينية، تم جمعها لأغراض التأمين الصحي.

وتخصّ هذه البيانات 258 مليون شخص في هذه المدن، يمثلون نحو 18% من الشعب الصيني.

وقارن الباحثون حالات دخول المستشفى ببيانات جودة الهواء، التي تم تتبعها في الوقت الفعلي في هذه المدن.

وتوصلت الدراسة إلى أن الأوزون، بغضّ النظر عن الملوثات الأخرى، مرتبط بأكثر من 3% من حالات دخول المستشفى بسبب أمراض القلب التاجية وفشل القلب والسكتة الدماغية.

كذلك ارتبطت كل زيادة قدرها عشرة ميكروغرامات من الأوزون لكل متر مكعب من الهواء، بزيادة قدرها 0.75% في حالات العلاج في المستشفى بسبب النوبات القلبية، وزيادة بنسبة 0.40% في حالات السكتة الدماغية.

"لإجراءات أكثر تشددًا"

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مؤلف الدراسة شاوي وو وزملائه من جامعة شيان جياوتونغ، أنه "على الرغم من أن هذه الزيادات تبدو متواضعة، إلا أن التأثير" يتضاعف أكثر من 20 مرة، "عندما ترتفع مستويات الأوزون فوق 200 ميكروغرام في الصيف".

وشرح الباحثون أن ثمة ارتباطًا بين التلوث بالأوزون و15% من النوبات القلبية، و8% من السكتات الدماغية، وفق هذا المثال الذي يُعَد حالة قصوى.

يتكون الأوزون في الغلاف الجوي عن طريق تفاعل كيميائي عندما يتحد ملوثان غالبًا ما ينبعثان من السيارات أو النشاط الصناعي - رويترز
يتكون الأوزون في الغلاف الجوي عن طريق تفاعل كيميائي عندما يتحد ملوثان غالبًا ما ينبعثان من السيارات أو النشاط الصناعي - رويترز

ودعا الباحثون إلى اتخاذ إجراءات أكثر تشددًا للحدّ من استهلاك الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى اعتماد نظام تنبيه يتيح للناس الحدّ من تعرضهم في الأيام التي يكون فيها التلوث بالأوزون عاليًا.

ونظرًا إلى أن الدراسة كانت قائمة على الملاحظة، لم تتوصل إلى إظهار علاقة مباشرة بين تلوث الأوزون والتسبّب بأمراض القلب.

لكنّ الباحث في تلوث الهواء في جامعة يورك في بريطانيا كريس مالي، والذي لم يشارك في الدراسة، اعتبر أنها شكّلت "إضافة ذات وزن على الأدلة المتزايدة على وجود علاقة سببية".

ويهدد الاحتباس الحراري مستقبل الأرض وسكانها، وهو ينتج عن النشاط البشري وحرق الوقود الأحفوري في المقام الأول، الذي يتسبّب بضخ ثاني أكسيد الكربون والميثان وغازات الدفيئة الأخرى.

وقد تفوق آثاره ما يتوقعه الكثيرون على المستويين البشري والبيئة، ويشعر بها السكان في جميع أنحاء الكوكب من دون استثناء.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close