الجمعة 17 مايو / مايو 2024

وقعت من 5 سنوات.. الروهينغيا يحيون ذكرى "الإبادة الجماعية" في بنغلاديش

وقعت من 5 سنوات.. الروهينغيا يحيون ذكرى "الإبادة الجماعية" في بنغلاديش

Changed

تقرير سابق عن إطلاق جيش ميانمار حملة التطهير العرقي ضد الروهينغيا (الصورة: غيتي)
طالب المتظاهرون بإلغاء القانون الذي فرضته سلطات ميانمار والذي أقر عام 1982 وحرمهم من جنسيتهم في بلدهم الأصلي.

خرج الآلاف من الروهينغيا واللاجئين في مخيمات مؤقتة في جنوب شرق بنغلادش، الخميس، في تظاهرات  لإحياء الذكرى الخامسة للمجازر التي نفذت بحق شعبهم في ميانمار والتي يصفونها بأنها "إبادة جماعية".

وتوافد عدد كبير من أفراد هذه الجالية المسلمة في كوكس بازار، أكبر مخيم للاجئين في العالم، حاملين الكثير من اللافتات.

واصطف المتظاهرون، ومعظمهم يرتدي زي ميانمار التقليدي بسلام لإحياء "يوم ذكرى الإبادة الجماعية". واستغل الكثير منهم الفرصة للمطالبة بإلغاء القانون الذي فرضته سلطات ميانمار، والذي أقر عام 1982 وحرمهم من جنسيتهم في بلدهم الأصلي، ومعظم سكانه بوذيون.

وهرب حوالي 750 ألفًا من الروهينغيا من هجوم دامٍ شنه الجيش في ميانمار قبل خمس سنوات تحديدًا، ووجدوا ملجأ في بنغلادش المجاورة حيث كان يعيش أكثر من 100 ألف لاجئ ضحايا أعمال عنف سابقة.

ضحايا إبادة جماعية

وقالت نولين هايزر مبعوثة الأمم المتحدة إلى ميانمار بعد زيارة المخيمات: "قد تتأثر أجيال إذا فشلنا في التزامنا بالدفاع عن الروهينغيا وجميع سكان ميانمار وحقوقهم الأساسية وكرامتهم".

ويصادف هذا الخميس "اليوم الذي قُتل فيه الآلاف من الروهينغيا" كما قال مونغ سويد الله، وهو مسؤول مجتمعي شاب يقود مسيرة في كوتوبالونغ.

واعترفت الولايات المتحدة للمرة الأولى، في مارس/ آذار بأن الروهينغيا كانوا ضحايا "إبادة جماعية" ارتكبها جيش ميانمار.

وأضاف سويد الله: "الروهينغيا فقط هم من يمكنهم فهم ألم 25 أغسطس/ آب. قبل خمس سنوات، في ذاك اليوم، نزح حوالي مليون من الروهينغيا. وفي ذاك اليوم، من عام 2017، دمّرت أكثر من 300 من قرانا واستحالت رمادًا".

ويقيم الفارون الروهينغيا في مخيمات مكتظة تفتقر إلى الظروف الصحية اللائقة ويرفضون العودة إلى ميانمار  قبل منحهم حقوق المواطنة وضمانات أمنية.

الروهينغيا
اصطف المتظاهرون ومعظمهم يرتدي زي ميانمار التقليدي بسلام لإحياء "يوم ذكرى الإبادة الجماعية"- غيتي

وبهدف تخفيف الاكتظاظ في المخيمات، نقلت دكا حوالي 30 ألف لاجئ إلى بهاشان شار، وهي جزيرة مهجورة ذات ظروف طبيعية صعبة في خليج البنغال.

وقال سيد الله، وهو مسؤول كبير في مجتمع الروهينغيا: "كل ما نريده هو عودة آمنة وكريمة إلى وطننا. للأسف، لا تُسمع نداءاتنا".

وأضاف: "المجتمع الدولي لا يفعل شيئا. هنا، في المخيمات، نتعفن تحت خيام من القماش المشمع والخيزران، وبالكاد نستطيع البقاء بفضل المساعدة الاجتماعية".

"عودة طوعية ودائمة"

أما بنغلادش فترفض بقاء هؤلاء اللاجئين. وبرر وزير خارجية بنغلادش أ.ك. عبد المؤمن ذلك "بالمشكلات البيئية والاجتماعية والاقتصادية" الناجمة عن تدفق الروهينغيا، وقال إن "العودة الطوعية والمستدامة إلى الوطن هي الحل الوحيد للأزمة".

من جهتها، حذرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه الأسبوع الماضي من أن "شروط العودة غير متوافرة" في ميانمار التي تحكمها مجموعة عسكرية منذ العام الماضي بعد انقلاب.

وأظهر مسح نشرته منظمة "أطباء بلا حدود" الخميس أن الظروف الصحية تتدهور في المخيمات حيث ارتفعت حالات الزحار بنسبة 50 % مقارنة بالعام 2019 فيما تنتشر حالات عدوى جلدية مثل الجرب.

كذلك، فإن الحرائق متكررة هناك. فعام 2021، اندلع حريق هائل أدى إلى مقتل 15 شخصًا وإصابة حوالي 560 آخرين ونزوح ما يصل إلى 10 آلاف أسرة، أو أكثر من 45 ألف شخص.

وأعرب الروهينغيا أيضًا عن قلقهم من تزايد الجريمة. فقد ارتكبت أكثر من 100 جريمة قتل في غضون خمس سنوات، بما فيها جرائم طالت مسؤولين مجتمعيين قتلوا بالرصاص أخيرًا، ويكون هدفها في معظم الأحيان الثأر.

ويعاني الشباب الذين ليست لديهم آفاق مستقبلية وليس لديهم الحق في مغادرة المخيمات أو العمل من الملل، وبالتالي يكونون أهدافًا سهلة لتجنيدهم في كل أنواع الاتجار غير الشرعي والنشاطات الإجرامية.

المصادر:
العربي- أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close