في 14 من مايو/ أيار الحالي، يُدلي الناخبون الأتراك بأصواتهم في انتخابات رئاسية وبرلمانية يُنظر إليها على أنّها الأهم خلال عام 2023.
وبينما يبدو نظام الانتخابات الرئاسية التركية سلسًا وسهلًا إذ يفوز المرشّح الذي يحصل على الأغلبية المطلقة من الأصوات، إلا أن نظام "هوندت" الانتخابي يجعل الانتخابات البرلمانية أكثر تعقيدًا.
ما هو نظام "هوندت"؟
نظام "هوندت" أو "جيفرسون" هي صيغة رياضية تسمح بتوزيع مقاعد البرلمان على الأحزاب المنافسة عبر عملية حسابية تضمن الوصول إلى أغلبية تشريعية. وتُستخدم في أنظمة التمثيل النسبي، لفعاليتها في تحديد الأغلبية وضمان استقرار المؤسسات.
طريقة فرزٍ اخترعها محامٍ بلجيكي عام 1882 تسمح بتوزيع مقاعد البرلمان على الأحزاب المنافسة عبر عملية حسابية تضمن الوصول إلى أغلبية تشريعية.. ما هي طريقة هوندت وكيف تعمل؟#تركيا pic.twitter.com/zfCfiF0g3u
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) May 11, 2023
عام 1792، تحدّث الرئيس الأميركي آنذاك توماس جيفرسون عن هذه الصيغة، غير أن الخبير القانوني البلجيكي فيكتور هوندت أعاد اختراعها عام 1878. ولهذا السبب يحمل النظام اسمين.
كيف يتمّ احتساب الأصوات بنظام "هوندت"؟
يقسّم النظام عدد الأصوات التي حصل عليها كل حزب في كل دائرة انتخابية، على الأرقام بشكل تصاعدي، بدءًا من الرقم واحد وحتى عدد النواب الكُلّي في تلك الدائرة.
وتكون الصيغة للحصول على حاصل القسمة كما يلي: Quot=V/(s+1)، أي أن حاصل القسمة = V مقسومًا على (s+1). (ترمز V إلى إجمالي عدد الأصوات التي حصل عليها الحزب، وS إلى عدد المقاعد التي تمّ تخصيصها لهذا الحزب حتى الآن، وفي البداية تكون قيمتها 0 لجميع الأحزاب).
بعد ذلك، يتمّ توزيع المقاعد على الأحزاب، باختيار الأرقام الأعلى التي نتجت عن عملية القسمة. والقائمة التي تحصل على "أعلى متوسط تصويت" تُمنح المقعد الأول، تتبعها القائمة التي حصلت على نسبة أقلّ من الأولى، وهكذا دواليك حتى يتمّ ملء جميع مقاعد البرلمان.
وتضمن طريقة "هوندت" عدم شغور أي مقعد، لكنّها بذلك تمنح أفضلية حسابية طفيفة للقوائم الانتخابية التي تحصل عى أكبر عدد من الأصوات، مقابل تلك التي تحصد أصواتًا أقل.
يُستخدم هذا النظام الانتخابي في عشرات البلدان حول العالم، وللتوزيع بين المجموعات السياسية للعديد من المناصب في البرلمان الأوروبي، على غرار نواب الرئيس، ورؤساء اللجان، ورؤساء الوفود، ولحساب النتائج في انتخابات مجالس العمل الألمانية والنمساوية.