الخميس 9 مايو / مايو 2024

أنقرة تختار رئيسًا وبرلمانًا في مئويتها.. ما أهمية انتخابات الرئاسة التركية عالميًا؟

أنقرة تختار رئيسًا وبرلمانًا في مئويتها.. ما أهمية انتخابات الرئاسة التركية عالميًا؟

Changed

نافذة تحليلية من "العربي" تناقش تأثير مشاركة الشباب في الانتخابات التركية (الصورة: غيتي)
يختار الأتراك رئيسًا وبرلمانًا في ثاني انتخابات جامعة بعد تعديل الدستور عام 2017. فلماذا تكتسي هذه الانتخابات كل هذا الاهتمام في العالم؟

تختار تركيا رئيسًا وبرلمانًا في مئويتها، في انتخابات تُوصف بالفارقة، قد تُعيد تشكيل البلاد والمنطقة عمومًا.

والانتخابات التركية هي الاقتراع الرئاسي الثاني والعشرون في تاريخ تركيا منذ انتخاب مصطفى كمال أتاتورك أول رئيس عام 1923، وثاني انتخابات تجمع الرئاسة والبرلمان منذ تعديل الدستور باستفتاءٍ عام 2017، ألغى منصب رئيس الوزراء وحوّل البلاد إلى نظام حكم رئاسي.

ويترقّب العالم اقتراع الرابع عشر من مايو/ أيار الجاري، كنقطة فاصلة في تاريخ البلاد لما يحمله من رمزيات مهمة، قد تعود على إثره تركيا إلى حكم الجمهوريين، أو يُمنح الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان فترة رئاسية أخيرة، إن لم تحدث مفاجأة بفوز أحد المرشّحيْن الآخَريْن.

خط تماس بين مختلف أقطاب العالم

تكتسي هذه الانتخابات أهميتها من أهمية البلاد الواقعة على خط التماس بين مختلف أقطاب العالم.

وفي هذا الإطار، كتب الأكاديمي التركي سدات لاشينير، في موقع "مودرن ديبلوماسي"، أنّه "كما يُجمع العديد من الخبراء، تركيا هي إحدى الدول المحورية القليلة في العالم. يشير مصطلح الدولة المحورية إلى بلد يمتلك أصولًا إستراتيجية سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو فكرية مرغوبة بشدة من قبل القوى العالمية الكبرى".

مضائِقُها التي تُعتبر مُتنفّسَ العالم في وجه أزمة الغذاء، وموقعها المرجح أن يكون مركز نقلٍ جديد للغاز نحو الغرب، إضافة إلى التحامها المباشر مع قضايا عدة تشغل العالم، وجودٌ عسكري في الشمال السوري، وعمليات مكثفة في العراق، اتفاق بحري مثير للجدل مع ليبيا، وحضور كثيفٌ في طرابلس، وساق في كاراباخ دعمًا  للحلفاء في أذربيجان في وجه أرمينيا، ويد ممدودة إلى السلام في الشمال حيث تحاول إنهاء الحرب في أوكرانيا، كل هذا وأكثر يجعل من هذه الانتخابات في نظر الخارج نقطة تحوّل إستراتيجي لخريطة المنطقة كلها.

ملفات خارجية وداخلية

وتلتقي هذه الملفات الخارجية مع ملفات داخلية لا تقلّ تعقيدًا، إذ تعيش تركيا على وقع أزمة اقتصادية عصفت بالليرة، وضاعفت نسب التّضخم مرات عديدة، ما أسهم بإضعاف القدرة الشرائية للمواطن، إذ سينتخب الأتراك والتضخّم في البلاد يُقارب حدّ الـ50%.

ثقل تركيا الخارجي ومكانتها لدى شركائها في حلف الناتو، وعلاقتها المعقّدة مع الاتحاد الأوروبي، وروابطها الممتدة من موسكو إلى بكين، تجعل هذه الانتخابات ملفًا دوليًا ساخنًا.

وتتزامن الانتخابات مع مئوية تأسيس الجمهورية التركية، يعد من خلالها أردوغان بأن تكون هذه الذكرى بداية ما يصفه بـ"قرن تركيا".

وبينما تُريد المعارضة العودة بالبلد إلى نظام برلماني، وتقليص سلطات الرئيس التي تضاعفت مع أردوغان، وكبح جماح التضخّم، وتحرير البنك المركزي، وإعادة تشكيل تحالفات البلاد، ومراجعة عدة ملفات خارجية؛ يريد أردوغان مواصلة مشروعه داخليًا عبر التركيز على ملفات الطاقة والأمن والدفاع، وخارجيًا عبر بناء أفق تأخذ فيه تركيا مكانة عالمية أكبر.

وفي هذا الإطار، ذكر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في أبريل/ نيسان الماضي، أنّه "من بين الدول الواقعة بين ألمانيا والهند، تمتلك تركيا أقدم ديمقراطية وأحد أكبر الاقتصادات. نتائج انتخابات مايو / أيار، سيتردّد صداها بلا شكّ خارج حدود البلاد، والأيام قبل وبعد بالتصويت ستكون مصيرية، خاصّة إذا بلغت المنافسة الرئاسية جولة الإعادة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close