الجمعة 10 مايو / مايو 2024

يدمّر المحاصيل.. ما هو"التنين الأصفر" الذي يهدّد حمضيات المتوسط؟

يدمّر المحاصيل.. ما هو"التنين الأصفر" الذي يهدّد حمضيات المتوسط؟

Changed

ناقش برنامج "صباح جديد" تأثير التغير المناخي على سلوك الحشرات (الصورة: غيتي)
يوصي الباحثون بتعزيز مراقبة الوضع لتجنّب إدخال مواد نباتية ملوّثة مع عزل محتمل للمزروعات، والكشف المبكر عن المرض في حالة الاشتباه بوجوده.

حذّر باحثون من أن الحمضيات التي تنمو في البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط، مهدّدة بخطر الإصابة بمرض "التنين الأصفر"، في حال سُجّل وجود متزامن لحشرة تنتشر أصلاً في أوروبا وبكتيريا آسيوية من شأنها تدمير هذا النوع من المحاصيل.

ويُعدّ اخضرار الحمضيات أكثر الأمراض فتكًا بالعالم في المرحلة الراهنة، بحسب مركز التعاون الدولي للبحوث الزراعية من أجل التنمية الذي يتّخذ من فرنسا مقرًا، وتولّى تنسيق الدراسة المنشورة في نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ومنذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قضى هذا المرض على محاصيل لدول منتجة رئيسة كالصين والولايات المتحدة، ما أجبر المزارعين على استخدام كميات كبيرة جدًا من المضادات الحيوية والمبيدات الحشرية.

وكانت أوروبا حتى تلك المرحلة بمنأى عن هذا المرض، إلا أنّ فريقًا من الباحثين توصّل إلى أنّ حشرة "تريوزا إريتريا" الإفريقية الصغيرة، والتي رُصدت منذ خمس سنوات في إسبانيا والبرتغال، استطاعت نقل البكتيريا المسببة للمرض بشكله الحاد.

أضرار سريعة

وقال برنار رينو المعد الرئيسي للدراسة، إن هذه البكتيريا الآسيوية المُسماة "CLas" هي "أكثر بكتيريا تحدث أضرارًا، وتتسبّب بموت الأشجار بصورة سريعة".

وكان الباحثون يعتقدون أنّ المرض بشكله "الآسيوي" لا يمكن أن تنقله إلا حشرة "ديافورينا سيتري" الآسيوية، وأن شكل المرض "الإفريقي" لا يمكن أن ينتقل سوى عن طريق "تريوزا إريتريا" الإفريقية؛ والحشرتان تنتميان إلى سلالتين مختلفتين.

وقارن فريق الباحثين التابع لجامعة "سيراد" معدلات انتقال شكلَيْ المرض في جزيرة ريونيون الفرنسية، وهي المنطقة الوحيدة التي يعيش فيها نوعا الحشرة مع بكتيريا "CLas".

وذكر رينو أن الاختبارات أثبتت أنّ الحشرة الإفريقية "شكّلت ناقلًا فعالًا جدًا" للبكتيريا الآسيوية، مضيفًا أن "دخول المرض الآسيوي أوروبا سيُشكّل خطرًا لانتشار وباء كبير"، مع العلم أنّ وسائل مكافحته غير ملائمة، خصوصًا وأنّ بكتيريا "CLas" رُصدت في المرحلة الأخيرة في إثيوبيا وكينيا، في أقرب منطقتين إلى حوض البحر الأبيض المتوسط تُرصد فيهما على الإطلاق.

ويُوصي الباحثون بتعزيز مراقبة الوضع لتجنّب إدخال مواد نباتية ملوّثة (نبات حمضية وعمليات تطعيم) مع عزل محتمل للمزروعات، والكشف المبكر عن المرض في حالة الاشتباه بوجوده.

وحذّرت الدراسات الأخيرة  من أن تغيّر المناخ أثّر على سلوك الحشرات، بحيث باتت أكثر فتكًا بالمحاصيل والنباتات.

وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور عبد التواب بركات، الخبير في الشؤون الزراعية، في حديث سابق إلى "العربي"، أن انتشار الآفات الزراعية لم يعد ينحصر في بلد دون آخر، إذ إن الحشرات الزراعية قادرة على السفر إلى مسافات كبيرة بين دولة وأخرى بسرعة هائلة، ما يستوجب مكافحة جماعية وتوطيد التعاون الدولي لمكافحة هذه الآفات الزراعية، وفي رصد واكتشاف السلوك العدائي لهذه الحشرات.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close