يعد التصلب المتعدد المعروف بـ"التصلب اللويحي" (MS) مرضًا مناعيًا، يصيب الجهاز العصبي المركزي أي الدماغ والنخاع الشوكي، ولا يصيب الأعصاب.
ويشرح الاختصاصي في أمراض الدماغ والأعصاب أحمد الأحدب في حديث لـ"العربي"، أن التصلب المتعدد هو عبارة عن خلل في المناعة، بحيث تصاب الخلايا المناعية (كريات الدم البيضاء) المسؤولة عن الدفاع عن جسم الإنسان بخلل، ما يجعلها تهاجم الجهاز العصبي في مناطق متعددة".
وفي هذا المرض، تهاجم الخلايا المناعية وبدون سبب معروف مناطق متفرقة من الدماغ، وبأوقات متفرقة، وتؤدي إلى مظاهر مرتبطة بهذه الأماكن.
وفي هذا الإطار، يوضح الأحدب أنه إذا أحدثت كريات الدم البيضاء التهابًا في منطقة بالدماغ مسؤولة عن حركة اليد، فسيؤدي ذلك إلى فقدان اليد وظيفة الحركة، وإذ أحدثت التهابًا في منطقة مسؤولة عن الرؤية في الدماغ، فسيفقد المريض الرؤية، وهذا ينطبق أيضًا على المناطق المسؤولة عن الإحساس، التي تصيب المريض بالخدر والتنميل.
"تشخيص" مرض التصلب المتعدد
ويُعتبر الشباب أكثر عرضة للإصابة بمرض التصلب المتعدد بين عمر 20 إلى 40 عامًا، وهو يصيب النساء أكثر من الرجال، حسب الأحدب.
وحول تشخيص المرض، ينصح الأحدب بضرورة إجراء صورة رنين للدماغ والنخاع الشوكي، وفي حال عدم وجود أي بؤرة التهاب فهذا يعني عدم وجود المرض.
ويقول الأحدب: إن "مرض التصلب اللويحي كأي مرض آخر، له طيف واسع من التظاهرات وشدة الإصابة، وإن معظم المرضى هم في المكان الوسطي الذي يتضمن هجمات متفرقة"، مشيرًا إلى أنه أثناء الهجمة الحادة للمرض يعالج المريض بالكورتيزون الوريدي، أما خارج الهجمة الحادة فيعالج المصاب من خلال الأدوية الوقائية، ويعيش المريض حياته بشكل طبيعي لعشرات السنوات.
ويشرح أن كل مشكلة يخلفها التصلب اللويحي لها حل في الطب، مشيرًا إلى أن بعض الحالات القليلة تكون شديدة مما يجعل المريض خلال عام من الهجمات المتتالية مقعدًا على الكرسي، كما أن بعض أنواع التصلب اللويحي خفيفة جدًا حيث يعالج المريض بالأدوية.
