حقّقت مبادرة "يلا نمشي" المجتمعية في مدينة القدس غايتها بالتشجيع على رياضة المشي والتأكيد على العادات الصحية السليمة، كما عملت على توطيد علاقة المقدسيين بأرضهم والتعريف بمعالم المدينة والتأكيد على الهوية الفلسطينية.
ويصف فريق "يلا نمشي" مساراتهم وجولاتهم التي وصلت إلى 100 مسار خلال عامين، بالعناق لسور القدس ومقدساتها، فمن خلال مشيهم بين الأحياء يوطدون الارتباط بها وبأرضها المحتلة.
هواية ورسالة وطنية
في هذا الخصوص يقول منير الغول أحد منظمي المبادرة لـ"العربي": "بالإضافة إلى كونها مبادرة رياضية وصحية وثقافية، هي محاولة جديدة في مجتمعنا الفلسطيني للتعرف على تراث وتاريخ قرانا المهجرة بفضل البرنامج الذي وضعته إدارة الفريق".
فيخرج أعضاء الفريق وعددهم نحو 70 بلهفة إلى شوارع القدس قبل شروق الشمس، ويتجولون فيها بانبهار رغم أنها مسقط رأسهم ومكان سكنهم، إذ إن الأجواء الإيجابية تطغى كما تقول نهى الغول التي تبلغ من العمر 75 عامًا والتي تؤكد أن فوائد المشاركة في المسار تتعدى رياضة المشي.
وتردف الغول: "عملت مديرة مدرسة لمدة 45 عامًا وتقاعدت منذ 11 عامًا، لذلك اخترت الانضمام إلى هذه المبادرة بدل أن أبقى في المنزل وأصاب بالاكتئاب، لمخالطة الناس والدردشة معهم".
وفيما تتنوع أعمار وخلفيات المشاركين في المبادرة التي انطلقت عام 2020، إلا أن جميعهم يجمعون على أنهم يسهمون في تأكيد هوية القدس المحاربة، التي ترزح تحت رحمة احتلال يعمل ليل نهار للقضاء على وجود المقدسيين الذين بدورهم لا يوفرون وسيلة لتثبيته.
تثبيت المقدسي بأرضه
ومن القدس، تتحدث دلال عويس عن بدايات مبادرة "يلا نمشي" التي انطلقت خلال جائحة كورونا بعدد قليل من المشاركين المقدسيين، قبل أن ينتشر اسم الفريق بشكل أكبر في مختلف أحياء القدس.
وتردف لـ"العربي": "الالتزام والانضمام إلى فريقنا هو تطوعي تلقائي من دون شروك وقيود صارمة.. لذلك كنا نزيد بشكل متواصل من 5 و10 مشاركين ووصلنا اليوم إلى عدد كبير جدًا من المشارك يلامس الـ 100".
وعن تثبيت المقدسي بأرضه عبر رياضة المشي، تلفت عويس إلى أن أعضاء الإدارة ركزوا خلال رسم المسارات على اختيار أماكن دقيقة تشمل القدس بجهاتها الـ 4، وكل محيطها.
