مع اقتراب أعياد رأس السنة الميلادية، وتمدد المتحور أوميكرون الذي سينغص على العالم احتفالاته المعتادة، لجأت بعض الدول ومنها الولايات المتحدة في ظل الارتفاع الكبير في الإصابات بفيروس كورونا، إلى تقليص طبيعة الاحتفالات وجماهريتها.
وفي هذا السياق، ستضطر ساحة تايمز سكوير الشهيرة في نيويورك، لإقامة الاحتفالات التقليدية لمناسبة رأس السنة، مع تقليص عدد الحاضرين وإلزامية وضع الكمامة، على ما أعلنت بلدية المدينة التي تشهد إلغاء الكثير من الأحداث بسبب تفشي المتحور الجديد.
وفي العام الماضي، أقيمت احتفالات رأس السنة في تايمز سكوير مع إسقاط كرة الكريستال المتوهجة وإنزال النثار على الميدان، وفق تقاليد تشهدها نيويورك سنويًا لهذه المناسبة منذ مطلع القرن العشرين، لكنّ الساحة كانت فارغة بسبب جائحة كوفيد-19 التي فتكت بالعاصمة الثقافية الأميركية.
ولهذا العام، كان رئيس البلدية الديمقراطي بيل دي بلازيو، وعد منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بالسماح بعودة المحتفلين في المناسبة؛ لكن مع اشتراط أن يكونوا من الملقحين ضد فيروس كورونا. لكن بعد شهر، اضطرت سلطات المدينة مجددًا إلى تقليص طموحاتها.
15 ألف متفرج فقط
ولن يُسمح سوى لـ15 ألف متفرج بحضور الاحتفالات في أماكن يحددها المنظمون، في مقابل 58 ألفًا في العادة. كذلك، سيتعين على الحاضرين وضع كمامات رغم أن الاحتفالات تقام في الهواء الطلق.
وعلى وقع تفشي المتحور أوميكرون، تواجه مدينة نيويورك الحاضنة لتسعة ملايين نسمة، ارتفاعًا كبيرًا في أعداد المصابين، مع رقم قياسي بلغ 11 ألف حالة جديدة الأربعاء الماضي بحسب رئيس البلدية.
غير أن التلقيح يجنب في هذه المرحلة المدينة تدفق عدد كبير من المرضى إلى المستشفيات خلافًا لما حصل في ربيع 2020، حين كانت المدينة متضررة بشدة جراء الموجة الوبائية الأولى.
مع ذلك، اضطرت مطاعم وقاعات احتفالات كثيرة إلى إغلاق أبوابها موقتًا بسبب الجائحة.
وأعلنت فرقة "نيويورك سيتي باليه" الأربعاء الماضي، أخذ استراحة لعروض مسرحية "كسارة البندق" الشهيرة، لتحذو بذلك حذو مسرحيات واستعراضات عدة في برودواي.
وتسبب الوباء بوفاة ما لا يقل عن 34 ألف شخص في نيويورك منذ ربيع العام 2020، كما أن المدينة وخصوصًا مانهاتن، لم تستعد بعد الزخم الاحتفالي الذي تشتهر بها عالميًا كما كان الوضع ما قبل الأزمة الصحية.
"أوميكرون" يتفوّق على "دلتا"
وأصبح "أوميكرون" المتحوّر المهيمن في الولايات المتحدة، وفق ما أظهرت أحدث بيانات للسلطات الصحّية الأميركيّة.
توازيًا مع هذا الإعلان، سجلت أميركا أيضًا، الإثنين الماضي، أول حالة وفاة بالمتحور الجديد من كوفيد-19، فيما تتضاعف التحذيرات والقيود حول العالم لمواجهة الانتشار السريع "لأوميكرون" شديد العدوى.
وتتضاعف التحذيرات في الولايات المتحدة وأوروبا في مواجهة موجة الإصابات التي يسببها "أوميكرون" الذي رصد أول مرة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني في جنوب إفريقيا وبوتسوانا.
وقد تغلّب المتحوّر الجديد من فيروس كورونا سريع الانتشار، على المتحوّر "دلتا" في غضون أسابيع قليلة داخل أميركا، وبات يمثّل ما يصل إلى 96,3% من الحالات الجديدة في ثلاث ولايات شمالي غرب الولايات المتحدة (أوريغون وواشنطن وايداهو)، حسب مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها.