اتسع النقص في عدد العمال في بريطانيا، من سائقي الشاحنات الثقيلة وموظفي الضيافة إلى الممرضات ومقدمي الرعاية، مع 1.66 مليون وظيفة شاغرة معلن عنها، بحسب صحيفة "ميترو".
وقفز الرقم المعروض بمقدار 193 ألفًا الأسبوع الماضي، وذلك بفضل عاصفة مثالية من "وباء" كوفيد، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتغييرات في قواعد الهجرة والضرائب.
ويتطابق العدد الإجمالي للوظائف الشاغرة مع عدد الأشخاص العاطلين عن العمل في المملكة المتحدة أي 1.6 مليون، وفقًا للبيانات الرسمية.
لكن النقابات تحذر من تدني الأجور ونقص التدريب الذي يعني أن الكثيرين لا يستطيعون ملء الوظائف. وتسبب نقص العمالة بإبقاء بعض الرفوف فارغة في محلات السوبرماركت ونقص الوقود في محطات التعبئة.
طلب على مقدمي الرعاية المنزلية
وجاءت الدراسة الجديدة التي أجراها اتحاد التوظيف في الوقت الذي كشف فيه مقدمو الرعاية المنزلية أن لديهم عددًا قليلاً جدًا من الموظفين لاستقبال مرضى المستشفى المستعدين للخروج، أو أولئك الذين تمت إحالتهم للمساعدة من قبل المجالس.
ووصفت الرئيسة التنفيذية لجمعية الرعاية المنزلية في المملكة المتحدة جين تاونسون النقص بأنه "أسوأ ما يمكن لأي شخص تذكره".
وقالت: "إن الطلب من المستشفيات والمجالس المحلية ارتفع لكن الطاقة الاستيعابية تراجعت مع مغادرة الموظفين بأعداد كبيرة". وأضافت: "أعتقد أن مقدمي الرعاية والعاملين في مجال الرعاية يشعرون بالنسيان، كما لو أنه لا يمكن الاستغناء عنهم".
وقالت جوانا ميتشل، من شركة "يور كير" ومقرها كينت: "إنها تعاني من نقص في الموظفين لمدة ثلاثة أشهر وأنفقت 2000 جنيه إسترليني في أغسطس/ آب على الإعلانات، لكنها لم تتمكن من الحصول على مرشحين مناسبين للمقابلة".
حوافز لاستقطاب العمال
ونقل معهد إدارة الصحة والرعاية الاجتماعية أن أكثر من 200 رئيس اضطروا إلى رفض طلبات الرعاية في الشهر الماضي بسبب عدم كفاية الموظفين.
وبحسب الصحيفة، يقال أيضًا إن أمازون تقدم 1000 جنيه إسترليني مدفوعات لعمال المستودعات، مع حوافز مماثلة تقدمها شركات الحافلات.
ودعت الهيئات الصناعية مثل "لوجيستكس يو كاي" الوزراء لتسهيل التأهل للحصول على تراخيص "أتش جي في"، وإزالة العدد الكبير من الاختبارات وتخفيف قواعد التأشيرة للسائقين في الخارج.
سنوات من التقشف
ونقلت "ميترو" عن الأمين العام للاتحاد البريطاني العام "جي أم بي"، جاري سميث قوله: "إن أزمة سوق العمل المتنامية هي نتيجة سنوات من خفض التكاليف والتقشف من قبل أرباب العمل والحكومة".
وأضاف: "إذا أردنا تجنب النقص المطول والمعوق عبر الصناعات وسلاسل التوريد، يجب على أصحاب العمل البدء في دفع أجور الناس بشكل مناسب مقابل عملهم".
أشهر صعبة
من جهته، أكّد نيل كاربيري، رئيس "آر إي سي" الذي يجمع بيانات إعلانات الوظائف أن الأشهر المقبلة قد تكون صعبة مع بدء استعداد الشركات في قطاعات الطعام واللوجستيات والضيافة لعيد الميلاد وحتى مع خروج عدد كبير من الناس من الإجازة.
وتظهر أرقام الشركة أنه تم نشر 7196 إعلان عمل إضافي لسائقي الشاحنات في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس/آب. لكن ذلك تضاءل بنسبة 79123 للممرضات و 49751 لمقدمي الرعاية.
كذلك تظهر أحدث الأرقام الحكومية الرسمية تسجيل 953000 وظيفة شاغرة - بزيادة 290.000 و 168.000 فوق مستويات ما قبل الوباء.