الجمعة 17 مايو / مايو 2024

7 قتلى جدد في إيران.. القضاء: لا تساهل في معاقبة "مثيري الشغب"

7 قتلى جدد في إيران.. القضاء: لا تساهل في معاقبة "مثيري الشغب"

Changed

نافذة سابقة ضمن "الأخيرة" تناقش مدى تأثير الاحتجاجات في إيران على مباحثات الملف النووي (الصورة: غيتي)
تلقى القضاة الإيرانيون تعليمات بعدم التساهل في الأحكام التي سيصدرونها بحق من يظهر أنهم "العناصر الأساسيون للشغب".

وسط استمرار احتجاجات إيران المندلعة منذ منتصف الشهر الماضي، على خلفية وفاة مهسا أميني وقمعها من قبل السلطات، ذكرت جماعة حقوقية، أن سبعة أشخاص قُتلوا في مظاهرات خرجت بالمناطق الكردية من البلاد الليلة الماضية.

وأبلغ مصدر في سنندج، عاصمة إقليم كردستان في إيران، أن شرطة مكافحة الشغب تُفتش المنازل وتعتقل عشرات الشباب، قائلًا إن الوضع يسوده التوتر الشديد مع وجود مئات من ضباط الشرطة في شوارع المدينة.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لرويترز: "لدينا معلومات من مدينتي بانه وسقز أيضا. لقد اعتقلوا عشرات الشبان منذ أمس بينهم مراهقون".

ماذا عن تراجع الاحتجاجات؟

وبعد مرور ما يقرب من أربعة أسابيع على اعتقال أميني، وهي كردية إيرانية تبلغ من العمر 22 عاما، في طهران بسبب "ملابسها غير اللائقة"، لا يوجد أي مؤشر على تراجع الاحتجاجات، وسط تأكيد جماعات حقوق الإنسان بمقتل أكثر من مئتي شخص في حملة قمع الاحتجاجات، التي كانت مكثفة بشكل خاص في المناطق الكردية حيث أخمدت قوات الأمن اضطرابات الأقلية الكردية في الماضي.

وسلطت الاحتجاجات الضوء على الإحباط المكبوت بشأن الحريات والحقوق في إيران مع انضمام العديد من النساء إليها.

وأصبحت الأنباء الواردة عن مقتل العديد من الفتيات المراهقات أثناء تظاهرهن بمثابة صرخة للخروج في مزيد من الاحتجاجات.

وأوضحت جماعة هنجاو الحقوقية، التي تعد تقارير عن المناطق الكردية في إيران، أن المحتجين في عشر مدن واجهوا "عنف قوات الأمن الشديد" مساء أمس الأربعاء.

وتابعت أن النيران المباشرة من قوات الأمن قتلت شخصين في مدينة كرمانشاه. ونشرت صورة لجثة شاب يبلغ من العمر 18 عامًا قالت إنها لأحد القتلى.

وأظهر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي من كرمانشاه في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء، حريقًا مشتعلًا على الطريق ويمكن سماع صوت يقول "كرمانشاه جحيم، إنها حرب، إنها حرب".

وأضافت هنجاو أن ثلاثة من أفراد قوات الأمن قُتلوا أيضًا في كرمانشاه وأصيب نحو 40 آخرين. وذكرت أن عنصرًا رابعًا في قوات الأمن قُتل في مهاباد، وأن إطلاق النار من جانب قوات الأمن أدى إلى مقتل شخص آخر في سنندج.

ونفى المسؤولون أن تكون قوات الأمن قد أطلقت النار على المتظاهرين. وقالوا من قبل إن حوالي 20 من أفراد قوات الأمن قُتلوا خلال الاضطرابات التي عمت البلاد.

إلقاء القبض على محامين

وقال المحامي المتخصص في حقوق الإنسان سعيد دهقان إن قوات الأمن ألقت القبض على ثلاثة محامين حقوقيين كانوا يحتجون أمام نقابة المحامين في طهران أمس الأربعاء.

ويوم أمس الأربعاء، جدّد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، تأكيده على "تورط الأعداء في أعمال الشغب" في البلاد

وكان لافتا خلال الاحتجاجات صدور هتافات تدعو للوحدة ضد حكم المؤسسة الدينية وطالبت بإسقاط خامنئي.

وخلال الاحتجاجات، تقوم الكثير من النساء بخلع حجابهن على الملأ ويلوحن به ويقمن بحرقه، احتجاجًا على القواعد المحافظة التي قادت إلى إلقاء القبض على أميني، وتوفيت بعد ثلاثة أيام من خروجها من شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس.

ورغم قيام السلطات باستخدام القوة لقمع الاضطرابات ونشر قوات الباسيج جنبا إلى جنب مع قوات الشرطة، لا يوجد مؤشر حتى الآن على نشر الحرس الثوري لمواجهة المتظاهرين.

عدم التساهل في الأحكام مع المحتجين

وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أنه جرى تقديم لوائح اتهام بحق بعض من تم إلقاء القبض عليهم خلال الاحتجاجات، دون توضيح عددهم. وتشير تقديرات جماعات حقوقية إلى أنه تم اعتقال الآلاف.

وتلقى القضاة الإيرانيون تعليمات بعدم التساهل في الأحكام التي سيصدرونها بحق من يظهر أنهم "العناصر الأساسيون للشغب"، بحسب ما أورد موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية اليوم الخميس.

وأعطى رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي، توجيهاته للقضاة بتفادي تبسيط المسألة وإبداء تعاطف غير مبرر وإصدار عقوبات مخففة للعناصر الأساسين لأعمال الشغب هذه". ورأى أن عقوبات مخففة بحق هؤلاء هي "ظلم بحق الشعب والمستقبل".

إلا أن رئيس السلطة القضائية شدّد على ضرورة إبداء ليونة بحق من يشاركون في الاحتجاجات دون إثارة أعمال شغب.

وأضاف: "يجب أن تتم مراعاة بعض مراحل التساهل مع الناس الذين يمكن إدراجهم ضمن العناصر الأقل ذنبًا".

وأشار إلى أن ذلك يشمل "الإفراج عنهم إلى حين بدء إجراءات المحكمة"، وإصدار أحكام مخففة "في حال أبدوا (خلال الإفراج) ندمهم"، مؤكدًا أنه "في حال أظهروا سلوكًا حسنًا وبات مؤكدًا أنهم لن يرتكبوا جريمتهم مجددًا (بعد صدور الحكم بحقهم)، سيتم إبداء تساهل قضائي إضافي معهم".

وكان القضاء الإيراني وجه الأربعاء اتهامات إلى أكثر من مئة شخص من "مثيري الشغب" على خلفية الاحتجاجات، وذلك فقط في طهران ومحافظة هرمزكان الجنوبية، وفق "ميزان أونلاين".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close