الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

تعهد بالتصدي لـ"المؤامرة".. عمران خان يواجه سحب الثقة بالبرلمان

تعهد بالتصدي لـ"المؤامرة".. عمران خان يواجه سحب الثقة بالبرلمان

Changed

تقرير لـ"العربي" في نوفمبر الماضي حول الاحتجاجات في الشارع الباكستاني على ارتفاع الأسعار (الصورة: غيتي)
دعا رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أنصاره إلى النزول للشارع للتصدي لما وصفه بـ"المؤامرة" بعد تحديد البرلمان جلسة لسحب الثقة منه ومن حكومته.

يواجه رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان تصويتًا في البرلمان على سحب الثقة منه وحكومته غدًا الأحد، وذلك بعد أن رفض التنحي وتوعد بمواجهة تصويت البرلمان.

وقال خان إنّ لديه "مفاجأة" مخبأة لتحالف المعارضة الواثق بنفسه، والذي يزعم أنّ لديه أصواتًا "أكثر من كافية" للإطاحة برئيس الوزراء.

وقدم تحالف المعارضة بقيادة حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية- جناح نواز، مقترح سحب الثقة ضد خان في 8 مارس/ آذار الماضي، بدعوى أن رئيس الوزراء فقد ثقة أغلب نواب البرلمان.

تنسيق بين المعارضة والولايات المتحدة

واليوم السبت، أشار رئيس الوزراء الباكستاني إلى أنه قد يرفض نتيجة تصويت البرلمان، مؤكدًا أنّ التصويت إجراء يتم بتنسيق من الولايات المتحدة

وتقول أحزاب المعارضة إنّ خان فشل في إنعاش الاقتصاد المتضرر من جائحة فيروس كورونا، وفي الوفاء بوعوده بجعل حكومته أكثر شفافية وخضوعًا للمساءلة. وقدمت الأحزاب اقتراحًا بحجب الثقة عنه من المقرر التصويت عليه غدًا الأحد.

وقال خان لمجموعة مختارة من الصحافيين الأجانب في مكتبه: "كيف يمكنني قبول النتيجة في حين أن العملية برمتها فقدت مصداقيتها؟... الديمقراطية تعمل استنادًا إلى قوة أخلاقية. ماذا تبقى من تلك القوة الأخلاقية بعد هذا التواطؤ؟".

وأضاف: "التحرك للإطاحة بي هو تدخل سافر من الولايات المتحدة في السياسة الداخلية"، واصفًا ذلك بأنه محاولة "لتغيير النظام".

الاحتكام إلى الشارع

كما دعا خان، الذي فقد بالفعل الغالبية البرلمانية التي يتمتع بها بعد أن انسحب حلفاء رئيسيون من حكومته الائتلافية وانضموا إلى المعارضة، أنصاره إلى النزول إلى الشوارع غدًا الأحد قبل التصويت.

وقال خان خلال برنامج بثه التلفزيون العام أجاب خلاله على أسئلة مشاهدين تلقاها بالهاتف: "أريدكم جميعًا أن تتظاهروا من أجل باكستان مستقلة وحرة".

وقبل التصريحات التي أدلى بها خان بساعات، قال قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا إن بلاده تسعى لتوسيع علاقاتها مع واشنطن.

ومنذ أن تولى منصبه، لم يتواصل الرئيس الأميركي جو بايدن مع خان، لكن البيت الأبيض نفى أنه يسعى للإطاحة به. والعلاقات الأميركية الباكستانية متصدعة خاصة بسبب الملف الأفغاني حيث اتهمت واشنطن إسلام آباد بدعم حركة طالبان.

ومع ذلك فإنه في حين سعت الحكومة لعقد اتفاقات تنمية بمليارات الدولارات مع الصين المنافس الإستراتيجي للولايات المتحدة بدا الجيش حريصًا على ألا يقوض العلاقات مع واشنطن التي أمدته في السابق بمساعدات عسكرية بمليارات الدولارات.

وقال باجوا في مؤتمر أمني في إسلام آباد: "نشترك في تاريخ طويل من العلاقات الممتازة والإستراتيجية مع الولايات المتحدة التي تظل أكبر سوق تصدير لنا".

وتابع باجوا، مشيرًا إلى العلاقات الدبلوماسية والتجارية الوثيقة مع الصين الحليف القديم لباكستان: "نسعى لتوسيع علاقاتنا مع كلا البلدين دون التأثير على علاقتنا مع الآخر".

اتهام المعارضة بـ"التآمر"

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، اتهم عمران خان الولايات المتحدة بالتدخل في شؤون باكستان، وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تلقى رسالة إحاطة من سفير إسلام أباد في واشنطن قال له فيها إن مسؤولًا أميركيًا كبيرًا أخبره بأنهم يشعرون بأن العلاقات ستكون أفضل إذا ترك منصب رئاسة الوزراء.

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين إنّه "لا صحة" لهذه المزاعم. واتهم خان المعارضة بالتآمر مع واشنطن لعزله لأنه غير منحاز للغرب ضد روسيا والصين حيث وصف خصومه بأنهم "لصوص وجبناء ومخادعون".

وهيمن حزبا المعارضة الرئيسيان "حزب الشعب الباكستاني" و"الرابطة الإسلامية الباكستانية" على السياسة لعقود تخللتها انقلابات عسكرية، إلى أن شكّل عمران خان تحالفًا تعهد خصوصًا باجتثاث الفساد.

بدائل محتملة لرئيس الوزراء الباكستاني

وإذا أطيح بعمران خان، فمن المرجح أن يقود الحكومة الجديدة شهباز شريف من "حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية"، وهو شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي أطيح به عام 2017 بتهم فساد مزعوم وسجن قبل إطلاق سراحه بكفالة في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 لدواع طبية.

كما لا يستبعد أن يتولى المنصب بيلاوال بوتو زرداري من "حزب الشعب الباكستاني"، وهو نجل رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو والرئيس السابق آصف زرداري.

لكن نجم الكريكت الدولي السابق الذي قاد باكستان عام 1992 لفوزها الوحيد بلقب كأس العالم، لمح إلى أنه لا يزال لديه هامش مناورة. وقال: "لدي خطة ليوم غد، لا تقلقوا بشأنها. سأهزمهم في المجلس".

وسبق أن لجأت أحزاب إلى إحباط تصويت مشرعين على مسائل حاسمة عن طريق منع وصولهم إلى مقر البرلمان، ما أدى إلى اتهامات بعمليات خطف.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close